آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » هل لجسم الإنسان حكاية مع الفيتامينات؟

هل لجسم الإنسان حكاية مع الفيتامينات؟

 سلام الفاضل:

تؤدي الفيتامينات دوراً مهماً وأساسياً في حياة الإنسان، والكائنات الحية جميعها، فهي ليست مجرد متممات غذائية ينحصر دورها في الحفاظ على صحة متوازنة وسليمة، بل إنها تعمل على المستوى الجزيئي للخلايا والنسج كأنزيمات تتوسط كثيراً من العمليات الفيزيولوجية، والتفاعلات الكيميائية الحيوية التي من دونها لن تستمر الحياة، وسيؤدي نقصها إلى أمراض واضطرابات متعددة.
ولا تُعدّ مشكلة الاستخدام اليومي للفيتامينات حديثة العهد، ففي مراجع القرن الماضي يوجد كمٌّ هائل من المعلومات حول استخدام الفيتامينات في التغذية البشرية. غير أن التطور المفاجئ في علم الفيتامينات بدأ منذ اليوم الذي اكتشف فيه “كاسمير فونك” مادة في قشور الرز أسماها (الفيتامين). وتطور علم الفيتامينات بشكل سريع جداً منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا، حيث تم اكتشاف المزيد منها، وفك شيفرة بنيتها الكيميائية، وإيجاد طرائق لتركيبها وتصنيعها، وتحديد استطباباتها، ومقدار الاحتياج اليومي للوقاية من نقصها وعوزها؛ ما غير بشكل كبير معارفنا في مجال هذا العلم.
غير أن تأمين كمية كافية من الفيتامينات الضرورية للجسم للقيام بوظائفه بشكل طبيعي يتطلب معرفة جيدة لانتشارها وتوزعها في منتجات العالمين النباتي والحيواني، كما يستلزم أيضاً معرفة خصائصها الفيزيائية والكيميائية والفيزيولوجية، وأعراض اضطراباتها الاستقلابية سواء في حال النقص، أم الزيادة.
والكتاب الصادر مؤخراً عن الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن “المشروع الوطني للترجمة” تحت عنوان (الفيزيولوجيا المرضية للفيتامينات) وهو من تأليف: د. سريتن بافلوفيش، وترجمة: د. نايل عمر الزعبي يتناول الخوض في موضوع الفيتامينات؛ فهذا الموضوع وكما جاء على لسان مؤلف الكتاب في مقدمته: “على الرغم من أن موضوع الفيتامينات مطروق في مواضع متعددة في الدراسات الطبية، فقد لاحظت خلال السنوات الطويلة التي قضيتها في التدريس في كلية الطب – أن المعرفة حولها قليلة ومتواضعة جداً لذلك، وبرغبة مني في تقديم المعرفة الأساسية حول هذا الموضوع حاولت أن أقدم هذه الحقائق حول الفيزيولوجيا المرضية للفيتامينات. فهذا الكتاب موجه بشكل أساسي إلى طلاب كليات الطب والصيدلة، وطب الأسنان والأطباء الشبان، لكن يمكن لعامة القرّاء الاستفادة منه كذلك”.
اشتمل الكتاب على مدخل طرح فيه المترجم القصة التاريخية لاكتشاف الفيتامينات، ثم تبع ذلك عرض المؤلف لموضوعاته بأسلوب شائق، إذ ابتدأ الحديث عن كل صنف من الفيتامينات بقصة اكتشافه التاريخية، ثم خصائصه الفيزيائية والكيميائية، ثم انتشاره في المملكتين النباتية والحيوانية، ونسب وجوده في كل مادة، واستقلابه في الجسم، ثم دوره ووظائفه الحيوية، ومن ثم تطرق إلى الحديث عن الاضطرابات الناتجة عن عوز وزيادة كل فيتامين، والأمراض الناتجة عن ذلك، واختتم مباحثه في تحديد الحاجة اليومية من كل فيتامين لكي يقوم جسم الإنسان بوظائفه على النحو الأمثل.
ففي الباب الذي يتحدث عن فيتامين B1 يمكن أن نستشف الدور المهم الذي يلعبه هذا الفيتامين في تحقيق استقلاب الكربوهيدرات والبروتينات والدسم، ولا سيما في استقلاب الغلوكوز وتفككه.
أما الباب الذي تناول ضمن سطوره خصائص فيتامين B2 فيمكن أن نرى خلاله توسط هذا الفيتامين للتفاعلات التي تفضي إلى تشكّل اثنين من أهم الأنزيمات المسؤولة عن عملية الفسفرة التأكسدية، وتصنيع ATB المسؤول عن تخزين الطاقة التي تستغلها الخلايا في التفاعلات الحيوية جميعها.
وكذلك هو الحال في الباب الذي يتصدر فيه فيتامين C الحديث حيث يمكن لنا خلاله اكتشاف الدور البارز الذي يلعبه هذا الفيتامين في تركيب الكولاجين، وكذلك دوره في تثبيط تصنيع البروستاغلاندين، الأمر الذي يمنع تجمع الصفيحات الدموية، ويحمي الجسم من تخثّر الدم وخطر تشكل الخثرات، ويعزز من إنتاج الأجسام المضادة، وتمايز الخلايا اللمفاوية التائية.
بقي أن نشير ختاماً إلى أن هذا الكتاب يقع في ٢٣١ صفحة من القطع المتوسط.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مشروع جريح الوطن يدعو عدداً من الجرحى للتواصل معه لاستلام بطاقاتهم

دعا مشروع جريح الوطن عدداً من الجرحى للتواصل معه، من أجل استكمال جمع بياناتهم وتسليمهم بطاقة جريح الوطن. وأوضح المشروع في منشور له عبر منصة ...