يلي حدوث زلزال كبير هزات ارتدادية أو “توابعه” وتكون قوية عقب الزلزال الأول وقد تستمر لأسابيع وربما لسنوات في بعض الحالات فيما تبلغ قوة توابع الزلزال بداية من درجة أقل من قوة الزلزال الأول فإذا بلغت شدة الزلزال 7 درجات على مقياس ريختر، فإن العلماء يتوقعون حدوث هزة ارتدادية تالية بقوة تبلغ 6 درجات.
وفي مقابلة مع DW، قال روجر موسون، الباحث الفخري في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، إن هذا يعد معدل وقوع توابع الزلازل، “لكن قد يقع الأمر في بعض الأحيان على خلاف ذلك إذ قد تفوق قوة توابع الزلزال شدة الزلزال الرئيسي، لذلك بصفتي عالم زلازل، يجب أن أكون دائماً على استعداد لأي مفاجأة قد تُحدثها الأرض”.
يشار إلى أن المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا تعرضت لآلاف الهزات الارتدادية المتتالية.
ولا يعتبر العلماء الزلزال حدثاً فردياً إذ حدث بين الخط الأول والثاني من خطوط الصدع بعيداً عن الزلزال السابق لأن الهزات الارتدادية أو توابع الزلزال تحدث نتيجة محاولة الصفائح التكتونية للأرض العودة إلى مكانها على طول خط الصدع.
وقال العلماء إنه وقع أكثر من 100 هزة ارتدادية أخرى منذ حدوث كارثة الزلزال في تركيا وسوريا.
ويقول موسون إنه قد لا تحدث هزات ارتدادية إذا كانت قوة الزلزال ضعيفة، لكن في حالة وقوع زلزال قوي، فإن حدوث هزات ارتدادية بعده يعد أمراً مسلّماً به.
الأسباب وراء تزايد قوة توابع الزالزل؟
بلغت قوة الهزة الارتدادية التي وقعت عقب زلزال تركيا وسوريا 7.5 درجات على مقياس ريختر في معدل يقترب من قوة الزلزال الأول والتي بلغت 7.8 درجات فيما يقول العلماء إن هذا الأمر يعد غير شائع.
ويرجع موسون، الذي يُجري أبحاثاً في جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة، السبب وراء ذلك إلى أن الزلزال الأول لم يحدث على طول خط صدع واحد وإنما يمكن القول بأنه حدث في منطقة صدع شرق الأناضول المعروفة بنشاطها الزلزالي.
وأضاف أن هذا الأمر يشبه حدوث تصدّع كبير بما يشمل تجمع خطوط صدع ثانوية حوله، مشيراً إلى أن الزلزال الأول أدى إلى حدوث “تجمّع” للزلازل على طول الصدوع الجديدة التي نجمت عن الصدع الرئيسي وهو الأمر المغاير للهزات الارتدادية النموذجية التي تحدث على طول خط الصدع للزلزال الرئيسي.
متى تقع توابع الزلزال وما فترة حدوثها؟
لكن الأمر يثير تساؤلات حيال متى يُتوقع حدوث توابع الزلزال وما إلى متى يمكن أن تستمر؟ وفي ذلك، يقول العلماء إن الأمر يعتمد على قوة شدة الزلزال الأول.
بدوره، قال موسون إنه رغم أن توابع الزلزال الأكثر شدة سوف تتوقف على الأرجح بعد حوالى يومين من وقوع الزلزال الأول، إلا أنه من الممكن أن تتضاءل توابع الزلزال تدريجياً، لكنها لن تتوقف تماماً حتى بعد عام من حدوث الزلزال الرئيسي.
وتشير أبحاث أخرى إلى أنه في بعض المناطق ذات النشاط الزلزالي مثل خط الصدع الزلزالي “نيو مدريد” بولاية ميسوري الأميركية، فإن توابع الزلازل الصغيرة قد تستمر لعدة قرون بعد حدوث الزلزال الأول.
ما مخاطر الهزات الارتدادية في تركيا وسوريا؟
وفيما يتعلق بزلزال سوريا وتركيا المدمّر، يقول العلماء إنه يتعيّن الانتظار للحصول على رؤية واضحة حيال مخاطر حدوث هزات ارتدادية أخرى إذ يمكن أن يؤدي تنشيط خط الصدع الذي حدث فيه هزة ارتدادية بلغت 7.5 درجات على مقياس ريختر إلى حدوث هزات ارتدادية أخرى.
وأضاف العلماء أن توابع الزلزال قد تظل خطيرة ومدمّرة إذ قد تسبّب هزة صغيرة في انهيار مبنى متصدّع من جراء الزلزال الأول وهو ما يخلّف دماراً كبيراً.
وفي ذلك، قال موسون إنه في الغالب تتسبب الهزة الارتدادية في ضرر غير متناسب مع قوتها، لكن الأمر يعود إلى أن المباني باتت متضررة من جراء الزلزال الأول، مضيفاً “هذا يعد أحد الأسباب التي تدفع سلطات الدفاع المدني إلى التجول في المنطقة المنكوبة من جراء الزلزال الكبير من أجل تمييز المباني المتضررة وغير الآمنة من أجل تحذير السكان من مغبة العودة إليها”.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين