فلاحو طرطوس المنكوبون يعودون تباعاً إلى أراضيهم المحروقة ..واتحادهم يحدد المطلوب لمساعدتهم في احيائها

سناء اسعد

عاد بعض الفلاحين في ريف طرطوس المنكوب لأراضيهم لتفقدها وتنظيفها من بقايا الحريق بقصد تهيئتها لإعادة الحياة إليها من جديد  قدر الإمكان لكن القسم الأكبر  منهم مازال في وضع الصدمة ينتظر من يقف إلى جانبهم  بعد أن قضت النيران على كل ما لديهم وقد تواصل مع” الوطن” العديد من هؤلاء  الفلاحين مستنجدين بالجهات المعنية للتعويض عليهم نتيجة الأضرار التي لحقت بهم ومساعدتهم في إعادة الحياة إلى أراضيهم  التي احترقت بالكامل

وردا على تساؤلات (الوطن) المتعلقة بكيفية مساعدة الفلاح للعودة  لأرضه يقول رئيس اتحاد الفلاحين في طرطوس  محمود ميهوب بأنه يجب علينا وبالدرجة الأولى تعويض الفلاحين عن أضرار الحرائق وان نؤمن  لهم سواء من خلال المجتمع الاهلي أو الدولة غراسا للاشجار المثمرة وبشكل مجاني وتقديم اي دعم مادي لتعويضهم عن المواسم التي احترقت والتي يعتمد الفلاح عليها بشكل اساسي كدخل سنوي فالوضع الاقتصادي للفلاح سيء جدا وأسعار الغراس مرتفعة وأتت  هذه الحرائق لتشكل  كارثة حقيقية بالنسبة له

مضيفا أن الفلاح سيعود حتماً الى أرضه ولكن يجب مساعدته ودعمه بكل الطرق والوسائل لاسيما انه كان النواة الأولى لاطفاء هذه الحرائق

من جهتها رئيس الرابطة الفلاحية في صافيتا نسرين علي اكدت على ضرورة التعويض للفلاحين عن الأضرار والخسائر التي لحقت بهم نتيجة الحرائق.. فقد خسر الفلاحون  مواسمهم بالكامل  وبالتالي خسروا مورد رزقهم وحالتهم المادية مآساوية جدا واقترحت التعاون من قبل الدولة والمجتمع الاهلي وكافة الفرق التطوعية لتأمين بعض المستلزمات الزراعية وتأمين نقلها الي الأرض مباشرة بشكل مجاني وتأمين عمال زراعيين من خلال فرق تطوعية لاعانة الفلاحين في إعادة الحياة لأراضيهم واعادة زراعتها وتشجيرها من جديد

مشيرة الى أن الفلاح دائما مظلوم وكل شيء يأتي متأخرا اليه سواء الاعلاف او الاسمدة وغيرها من الأمور الاخرى ليزداد  وجعه وظلمه بعد هذه الحرائق  المفجعة لذلك مهما عوضنا له نبقى كمجتمع اهلي مقصرين بحقه

وقالت وهي تصف ماحصل في قطاع المشتى التابع لإشراف الرابطة : للأسف هناك اشجار زيتون عمرها مئات السنين تحولت إلى رماد ولم يبق منها اي شيء والمشتى تعيش نكبة حقيقية مثلها مثل بعض المناطق ولكن هناك 22قرية في المشتى متضررة بالكامل ضمن قطاعها لذلك قمنا بتشكيل   لجان مهمتها إحصاء الأضرار والخسائر  في الأراضي المتضررة بشكل دقيق والمساحات المتضررة لكل قرية لنرسل تقرير بحجم تلك الخسائر للجهات المعنية حيث يوجد مايقارب 800دونم في قطاع المشتى تحول بالكامل إلى رماد  والمساحة قابلة للزيادة من خلال التدقيق الميداني

وشددت رئيسة الرابطة  على اهمية فتح طرق نارية وحراجية تصل للغابات وأراضي الفلاحين بشكل خاص  فشق طرق ضمن الأراضي الزراعية ضروري جدا وكان يجب أن يجهز منذ زمن

فمند مايقارب 16سنة  و في كافة المؤتمرات والاجتماعات  ونحن نطالب بهذا الأمر  لكي تستطيع الآليات دخول الغابات لاسيما في مثل هكذا ظرف ولكنه لم يتحقق

فالاراضي احترقت أمام أعيننا ولم تستطع اي آلية الدخول لاطفاء النار فيها

نشير اخيراً الى ان زيارة السيد الرئيس الميدانية اليوم لبعض المناطق التي التهمتها النيران في ريف اللاذقية شكلت بارقة أمل كبيرة للمتضررين في طرطوس ومحافظات حماة وحمص واللاذقية وجميع هؤلاء بإنتظار قيام الجهات الحكومية المختلفة بتنفيذ توجيهاته على ارض الواقع

(سيرياهوم نيوز-الوطن13-10-2020)