آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » “الشيطان2” يعود للواجهة.. روسيا تُعلن دُخول “سارمات” العابر للقارات الخدمة القتالية وتُسقط 3 طائرات مُسيّرة أوكرانية قُرب الحُدود.. وزيلينسكي يقول إنّ قوّاته “تتقدّم” في هُجومها المُضاد

“الشيطان2” يعود للواجهة.. روسيا تُعلن دُخول “سارمات” العابر للقارات الخدمة القتالية وتُسقط 3 طائرات مُسيّرة أوكرانية قُرب الحُدود.. وزيلينسكي يقول إنّ قوّاته “تتقدّم” في هُجومها المُضاد

أكّدت روسيا أن صاروخ “سارمات” الباليستي العابر للقارات “أصبح جاهزا للعمل الآن”، بينما كشف خبراء عن مدلول تلك التصريحات الروسية.

والجمعة، قال رئيس وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس”، يوري بوريسوف، إن سارمات قد تم وضعه في “الخدمة القتالية”، وفقا لوكالة “تاس”

ولم يقدم مدير وكالة الفضاء الروسية تفاصيل إضافية، ولم يذكر عدد الصواريخ التي تم نشرها أو مكانها.

والصاروخ سارمات الذي أطلق عليه محللون غربيون اسم “ساتان 2” (الشيطان 2) قادر على حمل رؤوس نووية متعددة، وهو من صواريخ الجيل المقبل الروسية التي وصفها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنها “لا تقهر”.

وتدعي موسكو أن سارمات قادر على حمل 10 رؤوس حربية نووية أو أكثر والتحرك بسرعات تفوق سرعة الصوت للتغلب على الدفاعات، وفق تقرير “الحرة”.

إشارة سياسية؟

في عام 2018، أعلنت روسيا لأول مرة أنها تعمل على تطوير سارمات وخططت في الأصل لنشر الصاروخ في أواخر العام الماضي، لكنها لم تحقق هذا الهدف.

وفي أبريل 2022، أعلنت روسيا أنها أطلقت بنجاح سارمات، وفي ذلك الوقت، قال بوتين إن الصاروخ سيُظهر لخصوم روسيا أنهم بحاجة إلى “التفكير مرتين” قبل تهديد بلاده.

في ذلك الوقت، قال محللون غربيون لشبكة “سي إن إن”، إن التهديد الذي يواجه الولايات المتحدة وحلفائها من “الشيطان 2″، كان “منخفضا للغاية”، وأن اختبار بوتين البارز للسلاح ربما كان يهدف إلى إخفاء الإخفاقات العسكرية الروسية في حربها في أوكرانيا.

وقال المحلل العسكري، بافيل لوزين، إن الإعلان الروسي يعني أن الصاروخ تم نشره وأنه جاهز للاستخدام، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وأضاف أن هذا الاستعداد قد يكون “على الورق” أكثر مما هو عليه في الواقع، نظرا لمحدودية اختبارات سارمات.

وقال خبراء لـ”نيويورك تايمز”، إن الإعلان الروسي بمثابة محاولة لإرسال “إشارة سياسية” أخرى إلى الغرب، حيث تحذر روسيا من أن زيادة المساعدات الغربية لأوكرانيا قد تكون لها عواقب خطيرة على العالم، حتى لو لم تكن صواريخ سارمات نفسها متجهة إلى ساحة المعركة هناك.

وقال لوزين: “يشعر الكرملين بالقلق من أن تهديداته النووية لم تعد فعالة، ويحاول إحياء الخوف من السلاح النووي الروسي في الولايات المتحدة وأوروبا”.

ومن جانبه أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون، ماثيو كرونيغ، إلى أن المخاوف من احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية كانت تعتبر في السابق من بقايا الحرب الباردة، لكن عدة عوامل أعادت إحياءها كمسألة “عسكرية ودبلوماسية”.

وتشمل هذه العوامل تهديدات روسيا المتكررة باستخدام الأسلحة النووية منذ غزوها أوكرانيا العام الماضي، والعلاقات العدائية بين الصين والولايات المتحدة، وتطوير كوريا الشمالية لصواريخها الخاصة.

وقال كروينغ إنه يتعين على الولايات المتحدة الآن تطوير سياسة للتعامل مع ثلاث قوى نووية في نفس الوقت.

مخاوف لدى الغرب؟

ويقول خبراء إن الترسانة النووية الروسية، وهي الأكبر في العالم، مهمة للحصول على مكانة كقوة عظمى، وكان الهدف من الإعلان (الخدمة القتالية) التأكيد على ذلك للجمهور الأجنبي والمحلي.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، للصحفيين إنه لا يستطيع تأكيد التقارير الروسية التي تفيد بأن صواريخ سارمات جاهزة للقتال.

وتحدث مسؤول أميركي لـ”نيويورك تايمز”، بشرط عدم الكشف عن هويته، إن نشر القوات لم يثر مخاوف الولايات المتحدة من تصعيد نووي ويبدو أنه “موقف منخفض المستوى”، حسب “نيويورك تايمز”.

ويتفق مع هذا الرأي الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، توماس كاراكو، الذي قال “لقد قامت روسيا بإعادة رسملة ترسانتها النووية لمدة خمس أو عشر سنوات، ونحن نرى الآن ثمرة هذا الاستثمار”.

وفي سياق متصل قال كرونيغ إن سارمات يمثل تتويجا لجهود التحديث الروسية، في حين أن الجهود الأميركية للتحديث كانت قد بدأت للتو.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تعتمد على صواريخ مينيتمان التي تم تحديثها آخر مرة في السبعينيات.

وأضاف أنه على النقيض من ادعاءات روسيا بأن صاروخ سارمات يمكنه حمل 10 رؤوس حربية نووية، فإن صاروخ مينيوتمان يمكنه حمل ثلاثة.

ويزن صاروخ سارمات 200 طن ويفترض أن يتفوق في الأداء على صاروخ فويفودا الذي يبلغ مداه 11 ألف كيلومتر، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

وتدعي روسيا بأن صواريخ سارمات ستكون قادرة على التهرب من الأنظمة الدفاعية التي تحاول الولايات المتحدة تطويرها، لإسقاط الصواريخ العابرة للقارات.

وقال محلل الأسلحة السابق في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، فان ديبن، “من المؤكد أن بوتين لديه مصلحة في تضخيم الأمر”.

وأضاف أن تطوير مثل هذا النظام يعني التغلب على تحديات تقنية خطيرة، ولكن إذا نجح كما هو معلن عنه، فإنه “قد يشكل تحديا للدفاع الصاروخي الأميركي”.

كما قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إنها أسقطت ثلاث طائرات مسيرة أوكرانية فوق منطقة بيلجورود، وأفاد حاكم المنطقة بأن رجلا قُتل جراء ضربة صاروخية أوكرانية على قرية قرب الحدود.

وفي سياق منفصل، قال حاكما منطقتي بريانسك وكورسك المجاورتين إن مجموعة من القرى على الحدود تعرضت لهجوم أوكراني. وأصيبت امرأة في منطقة كورسك.

وارتفع عدد الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على الأراضي الروسية في الأسابيع القليلة الماضية إذ إنه في بعض الأيام تشن عشرات الطائرات المسيرة هجمات على روسيا دفعة واحدة. وبلغت الطائرات منطقة بسكوف الغربية التي تبعد 600 كيلومتر عن أوكرانيا.

وقالت السلطات التي عينتها روسيا في الجزء الذي يخضع لسيطرتها بمنطقة خيرسون الأوكرانية اليوم السبت إن كييف شنت هجوما بطائرة مسيرة على قرية ماسليفكا مما أدى إلى إصابة مدني.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت إن قوات كييف “تتقدم” في هجومها المضاد على القوات الروسية، رافضا قول مسؤولين غربيين إن أوكرانيا تتقدم ببطء على الأرض.

واستعادت أوكرانيا أكثر من 12 بلدة في الهجوم المضاد الذي يقترب من إكمال شهره الثالث، لكنها لم تستعد أي مناطق رئيسية، إذ تعرقل الألغام وخطوط الدفاع الروسية حركة الجنود الأوكرانيين.

وأفادت تقارير غربية بأن مسؤولين أمريكيين لم تذكر التقارير أسماءهم عبروا عن ضيقهم من التقدم البطيء للعملية بل ومن الاستراتيجية الأوكرانية التي وصفوها بالمعيبة. وأثارت هذه التقارير غضب كييف.

وكتب زيلينسكي على تطبيق تيليجرام للتراسل “تتقدم القوات الأوكرانية. على الرغم من كل شيء ومهما يكن ما يقوله أي أحد، نحن نتقدم وذلك هو الأمر الأهم. نحن نتحرك”.

ويخشى البعض من احتمال بدء دعم الغرب في الفتور مع تسبب الطقس الأكثر برودة وأمطارا في إبطاء التقدم في ساحة المعركة في وقت لاحق هذا العام. وضخ الغرب مليارات الدولارات للمساعدة في شن الهجوم المضاد وتقول كييف إنها بحاجة إلى المزيد.

واكتسبت أوكرانيا قوة دافعة أكبر قليلا في أحد أجزاء خط المواجهة في زابوريجيا الواقعة جنوب شرق البلاد، حيث قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع أمس الجمعة إن قوات كييف اخترقت الخط الأول من الدفاعات الروسية.

وقال البيت الأبيض إن أوكرانيا حققت “نجاحا ملحوظا” في المنطقة، على الرغم من تحذير ماليار من أن قوات كييف قد وصلت إلى مواقع أشد تحصينا في الجانب الآخر بعد اختراق خط الدفاع.

وأفاد الجيش الأوكراني في تحديثه اليومي عن ساحة المعركة بأنه لم تحدث اختراقات جديدة، لكنه قال إن قواته تواصل التقدم نحو ميليتوبول، وهي مركز حضري رئيسي تسيطر عليه روسيا في منطقة زابوريجيا.

وأفاد الجيش بوقوع 45 اشتباكا مسلحا على خطوط المواجهة خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة، وقال إن القتال احتدم في الشرق الذي صدت فيه قوات أوكرانية عدة هجمات روسية.

وتصف روسيا الهجوم الأوكراني المضاد بالفعل بأنه فاشل. وتقول كييف إنها تتقدم ببطء بغرض تقليص الخسائر، وإن تقدمها تعقّد كثيرا بسبب الافتقار إلى القوة الجوية الحديثة.

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رفض الابادة الصهيونية رغم الضغوط ومحاولات القمع: الجبهة الطلابية مستمرّة في جامعات أميركا

    رفض الابادة الصهيونية رغم الضغوط ومحاولات القمع: الجبهة الطلابية مستمرّة في جامعات أميركا   مدفوعة بمشاهد الموت والدمار الآتية من غزة والمنتشرة على ...