syriahomenews أخبار سورية الوطن
هني الحمدان
يشهد العالم تغيرات وتطورات متسارعة على العديد من الصعد والمناحي، وعالمنا جزء من العالم الذي يموج وسط أهوال ومتغيرات تعصف بمجريات الحياة ومسارات العمل والأنشطة.. فما كان سائداً بالماضي لم يعد يتماشى اليوم مع سرعة المتغيرات وحركة الابتكارات.
مع ظهور التقنيات الإلكترونية وتواترها بشكل كبير وخاصة الرقمية والابتكارات النوعية التي تنوعت وأخذت من العولمة خياراً ومرتكزاً لها، صار لعالم التكنولوجيا المتطور جداً أثره الواقعي الملموس في كثير من القطاعات، ولا أحد بمقدوره مجافاة ذلك التطور وما يفرزه من حركتي تجديد وابتكار مستمرتين، حتى دخل ذلك التطور إلى بنية المجتمعات وطرق أبواب فلسفاتها وكيفية تعاطيها مع أي أنشطة وأحداث، تطور تقني مخيف تسرب إلى كل المرافق والقطاعات الاقتصادية والصحية والثقافية والعلمية والخدمية والعسكرة والطاقة والبيئة وغيرها الكثير.. هذا التحدي الأخطر… ماذا يلزمه.. استعداد فقط تجهيزات وخطط.. أم ماذا..؟!
التحديات العاصفة والتحولات وكذلك ما يحصل على صعيد تغيرات المناخ وآثار ذلك على قنوات الإنتاج، كل ذلك يستدعي ويستوجب طاقات بشرية خلاقة ومؤهلة والأهم قيادات ابتكارية تكون نواة نابضة للابتكار والعمل وفق طرائقه، تبدع وتبتكر وتحرض وتطور كل الأنشطة وأسس التعاطي من أجل ملاءمة تطورات عصرنا الحالي ومستجدات التكنولوجيا على الصعيد العالمي، فالبيئة الابتكارية حسب المتعارف عليه تسهم وبقوة في زيادة الإنتاجية والكفاءة، كما تعزز من الفرص والقدرة التنافسية، وكلما كانت البيئة الابتكارية والقيادي الابتكاري موجودين في ساحة العمل، تهيأ المجال واسعا للإبداع والتجديد، ولعب دوراً حاسما في تحقيق النجاح.
اليوم الهم عند الحكومة استبدال المديرين بآخرين والحجة انتهاء مسارهم الوظيفي، ولكن نفاجأ بعد فترة بتقلدهم مناصب بأماكن أخرى، وكل حسب همته وملاءته المالية، فهي لا تعير اهتماماً لاختيار قيادات ابتكارية ذات طموح وإبداع حقيقي، نحتاج إلى قيادات إدارية تمتلك الخيال والإبداع، لا الوساطة والمال، أشخاص يكونون مصدر إلهام للآخرين، يجمعون بين القدرة على التفكير الاستراتيجي والإبداع في صناعة القرارات ورسم الرؤى المناسبة. يبدو أننا سنبقى في طور الإرث المتبع عند تقليد مدير أو مسؤول لمهمة ومسؤولية.. ودمتم حالمين بقيادات مبدعة.!
سيرياهوم نيوز1-الوطن
