في اليوم الـ65 من ملحمة “طوفان الأقصى”.. قنصل عام إسرائيلي سابق في نيويورك يؤكد في مقالة له في صحيفة إسرائيلية أنّ هذه المعركة أظهرت فشل وانهيار أسطورة نتنياهو السياسية التي عمل على ترويجها لسنوات.
تحدثت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في مقالة للقنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك، ألون بينكاس، عن الحرب التي يشنّها “الجيش” الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي خلص فيها الكاتب إلى أنّ 7 تشرين الأول/أكتوبر أظهر فشلاً، وفجّر نهائياً أسطورة “السياسي” التي نمّاها رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على مدى سنوات.
وأشار بينكاس إلى أنّ تصوّر نتنياهو حيال حركة حماس هو مجرد خطأ واحد، من بين أخطاء كثيرة تتراكم إلى فشل مستمر لسياسته وحكومته.
اقرأ أيضاً: “واشنطن بوست”: كيف دفعت حماس “إسرائيل” إلى شعور زائف بالأمان؟
وكان الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي قد ظهر جلياً في اليوم الأول لملحمة “طوفان الأقص”، حيث أجرت مجلّة “فورين بوليسي” الأميركية قراءةً تشرح أسباب ومكامن وتداعيات الفشل الأمني الإسرائيلي الكبير الذي اتضح مع هذه العملية، وذلك في تقريرٍ مُطوّل جاء تحت عنوان “كيف فشل جواسيس إسرائيل؟ ولماذا قد يكون التصعيد كارثياً؟”.
ورأت الصحيفة الأميركية أنه بعد مرور أكثر من شهرين على العدوان الإسرائيلي على غزة، وعلى الرغم من “تعهّدات” المسؤولين الإسرائيليين تدمير حماس، لم تستطع “إسرائيل” قتل كبار قادتها، أو إطلاق سراح الأسرى المتبقين في القطاع، أو تقديم أدلّة مقنعة على أنّها قادرة على تحقيق هدفها المتمثل بالقضاء على الحركة، وفقاً للصحيفة.
ووفقاً للصحيفة، فقد منحت الحرب على غزة حماس مكانةً وطنيةً متينةً، “لن يكون بمقدور أي زعيم فلسطيني في المستقبل تجاهلها أو التنصل منها، لأنّ الحرب تستولد الآن الروح الفلسطينية الجديدة، وهي بتوقيع حماس”.
كما أقرّت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في مقال لمحلل شؤون الشرق الأوسط، تسفي برئل، أنّ حماس تستولد الروح الفلسطينية الجديدة ولا يمكن القضاء عليها، وأنّ لا أحد يطرح إمكان أن “تتوقف حماس عن الوجود”، كحركة فكرية وسياسية، “حتى لو تدمّرت مؤسساتها في غزة”.
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ عدد قتلى “جيش” الاحتلال الإسرائيلي ارتفع إلى 102 قتيل، منذ بداية التوغل البري في قطاع غزة، وأنّ عدد الجرحى الإسرائيليين العسكريين وصل إلى 5 آلاف منذ الـ7 من تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، وهناك نحو 2000 منهم أصبحوا معوّقين.
كذلك أقرّ العقيد الإسرائيلي في الاحتياط “كوبي ميروم” في حديث لـ”القناة 12″ الإسرائيلية، أنّ “حركة حماس لم تنهَر، ومنظومتها الاستراتيجية لا تزال تعمل وتطلق الصواريخ”، قائلاً: “أقترح أن نكون متواضعين قليلاً بما حقّقناه حتى الآن”.
وبعد انطلاق ملحمة “طوفان الأقصى” التي بدأتها حماس، اعترف مسؤول جهاز الاستخبارات العسكرية في “جيش” الاحتلال (أمان)، أهارون حليفا، بالمسؤولية عن الفشل في منع المقاومة الفلسطينية من تنفيذ عملية السابع من أكتوبر. وجاء ذلك بعد يومين من اعتراف رئيس جهاز “الشاباك”، رونين بار، بالمسؤولية أيضاً عن إعطاء حكومة الاحتلال إنذاراً استخباراتياً حول نوايا كتائب القسام تنفيذ عملية الهجوم على المستوطنات ومواقع “جيش” الاحتلال، في غلاف غزة.
وفي السياق، أكّد موقع “والاه” الإسرائيلي أنّ حركة حماس خدّرت “إسرائيل” وخدعتها، على مدى عامٍ وهي تحضّر من أجل العملية، متوجهاً إلى الشاباك و”الجيش” لتقديم الأجوبة بشأن “متى بدأ التحضير لعملية الخداع هذه”.
سيرياهوم نيوز1-الميادين