آخر الأخبار
الرئيسية » تربية أخلاقية وأفعال خيرية » رسالة إلى رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و سلم
426069_47

رسالة إلى رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و سلم

د.يحيى أبوزكريا
حبيبي المصطفى الرسول العملاق الذي غيرّ وجه التاريخ السلام عليكم و رحمة الله وبركاته , مبدئيا دعني أخبرك يا حبيبي أنني معتز  و فخور بالإنتماء إليك و التزوّد من مدرستك التي شكلّت واحدة من أعظم مدارس الأخلاق و القيم و الآداب في تاريخ البشر و راهنهم ومستقبلهم ..
من أين أبدأ رسالتي إليك يا حبيبي , من إسلامك العظيم الذي أساء إليه المسلمون قبل الصهاينة و الإرادات الغربية , أأشكو  إليك واقع العالم العربي و الإسلامي اللذان يزدادان إنهيارا و إنكسارا و تراجعا و إستلابا .
 أأحدثك عن الفقهاء الذين ينتمون إليك ظلما و زورا و قد ملأوا الدنيا جورا و فسقا و ذبحا و إغتصابا و سحلا و إنحرافا و عبثوا بقرآن ربك و أحكام شرعك , فأجازوا ذبح الرقاب و سلخ الجلود و إغتصاب النساء و قطع الرؤوس وأكل الأكباد و إستجلاب أحلاف الغرب العسكرية إلى بلادك العربية و المسلمة .
 أأحدثك عن مساجدك التي باتت مسرحا للقتال و الفتن و الصراعات الطائفية و المذهبية و الجهوية والعشائرية , هل أحدثك عن الفتنة الكبرى التي تعصف بالعالم العربي و الإسلامي هذه الفتنة التي أشعلها جهلاء أطلقوا لحاهم إدعوا زورا  وبهتانا أنهم فعلوا ذلك تيمنوا بلحيتك المباركة ,  الدماء تراق في كل عاصمة عربية و إسلامية , سيارات مفخخة , مسلمون إنتحاريون , قذائف هاون تسقط هناك وهناك , قتل بالجملة و المفرق , صراعات على المساجد , منابرك يا رسول الله إحتلها شياطين الإنسن من فقهاء الناتو و الدولار و الريال و كل عملة نجسة في هذه الأرض ..
أأحدثك عن خيانة كثير من العرب و المسلمين لشرعك ووصاياك و أنت الذي قلت في خطبة الوداع :
” لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ  “
لقد قطع المسلمون رقاب بعضهم البعض يا رسول الله , بل لقد أكل بعضهم قلوب البعض ..
يا رسول الله ,  التخلف كل التخلف في بلاد المسلمين , و الأمية و الجهل و الفساد والإستبداد و الأمراض و إنعدام التربية …
الدماء التي نهيت عن إراقتها باتت عنوان مرحلتنا العربية و الإسلامية ,  و اللون الأحمر هو الأكثر إنتشارا و شيوعا في بلادنا العربية والإسلامية ..
حبيبي رسول الله , أنا لا أريد أن أزعجك و أنت من أنت العملاق بلا منازع ,  قبور أصحابك فجرّت , و  مقامات أهل بيتك هدمت , و قرآنك نجسّه من يدعي الإنطلاق منه في التمكين لحركته ..
يا رسول الله إسلامك صار إسلامات , لكل شارع إسلامه و لكل حي إسلامه , و لكل قرية إسلامها ,  خطبة الجمعة التي أردتها واحدة باتت خطبا , و باتت خطب الجمعة مصداقا للسباب و الشتائم و اللعن و القذف و هتك الستر و  الكراهية ,  كثرت الملل و النحل يا رسول الله , و الصرح العملاق الذي أقامته تلاشى , تبعثر ,  تدنس يا رسول الله ..
لم يعد هناك  أنصار و مهاجرون فقط , و لا  الأوس و الخزرج ,  أصبح المسلمون ملايين الفرق و الجماعات و الكل يدعّي أنه منك يستقي و يستلهم …
لا داعي أن أحدثك عن فلسطين و مسراك المقدس الذي عجز المسلمون عن تحريره و إسترجاعه , و ما زال في أيدي أعدائك و أعداء الأنبياء ا لذين والاهم و حباهم كثير من المسلمين الذي نقلوا القتال و الجهاد إلى الداخل الإسلامي مسلمّين فلسطين ربما إلى الأبد للصهاينة الذين سيهدمون لا محالة المسجد الأقصى قريبا …
قتلتنا الردة يا رسول الله ,  أصبح الداعي إلى الوحدة وحقن الدماء و تلاقي المسلمين زنديقا و مجوسيا , و أصبح صوت الحق نشازا , و خروجا عن المألوف …
المسلمون الذين أوصيتهم بالدنيا و الآخرة , أضاعوا الدنيا و الآخرة , و  جعلوا من حلف الناتو الغربي الذي دمر بلاد المسلمين صحابيا جليلا مبشرا بالجنة و أضافوه إلى بقية المبشرين بالجنة ..
الناطقون بإسمك كثر  و لا يحصى عددهم , و لعمرى فاقوا يأجوج و مأجوج في خبثهم و مكرهم و لؤمهم ,  لقد أشعلوا فتنة المائة عام في بلادك يا رسول الله …
أنا متيقن أنك تعرف ما آل إليه أمر العرب و المسلمين ,  و أعمالنا تعرض عليك صباح مساء , مصداقا لقوله تعالى : ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون  “
هل أحدثك يا رسول الله عن الفتاوى الغريبة التي نسبت ظلما وزوا إلى شرعتك السمحة , هل أحدثك عن عودة الإلحاد بقوة إلى العالم العربي و الإسلامي , أم أحدثك عن إضطهاد الأقليات التي أمرت بتوقيرها و إحترامها و حمايتها …
يا رسول الله يا رسول الله عد إلينا و أنقذنا مما يدمرنا من فتنة تأكل الأخضر و اليابس , و أغثنا بلطفك يا رسول الله .
(سيرياهوم نيوز-الميادين)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

ماذا نفعل بعد شهر رمضان؟

    ماذا نفعل بعد رمضان هو عنوان الجلسة الحوارية التي أقيمت ظهر أمس في صالة الرحمة في طرطوس لطلاب التعليم الشرعي، ضمن خطة عمل ...