هرمجدون

مالك صقور

هل هرمجدون نبوءة ، أم خرافة ، أم حقيقة ، أم هرطقة ؟

وهل من عجب ، وقد وردت في التوراة والإنجيل في أسفار حزقيال وسفر الرؤيا16/16 . والكلمة تعني جبل مجدون .ومجدون سهل في فلسطين ، يقع في مرج ابن عامر . في منطقة الجليل ، وهو بين حيفا وجنين وطبريا

يذكر الباحث محمد السماك في كتابه :” الأصولية الإنجيلية والصهيونية المسيحية والموقف الإميركي” ،أن سبع محطات تلفزيونية من أكبر المحطات التلفزيونية في الولايات المتحدة وأكثرها انتشارا ، تقدم البرامج الدينية ، وهذه البرامج كلها تبشر بنظرية “هرمجدون”،ويشترك في هذه المحطات ويشاهدها ملايين الملايين من المشاهدين الأمريكان ، ويتم الحديث عن أن كارثة نووية ، فقط ،يمكن أن تعيد المسيح إلى الأرض ويتخذ القساوسة الإنجليويون وعددهم كبير جدا مع الأجهزة الإعلامية بكل ما تتمتع به هذه الأجهزة من تقانات متطورة ، وسعة انتشار ، منابرلها للوعظ الديني ، وللإرشاد السياسي ، وقد أثرت في صنع القرار السياسي الشعبي والرسمي تجاه القضية الفلسطينية، والصراع العربي –الصهيوني، وتوجيه السياسة الأميركية وفق النبوءات الدينية التي تقول بعودة اليهود إلى فلسطين ، وقيام صهيون ، ومن ثم ظهور المسيح .

تعتقد الأصولية الانجيلية أو الصهيونية المسيحية أن ثلاث إشارات يجب أن تسبق عودة المسيح :

– الإشارة الأولى : هي قيام إسرائيل .. وقد قامت في عام 1948 ولذلك اعتبر الصهاينة المسيحيون في الولايات المتحدة هذا الحدث أعظم حدث في التاريخ لأنه جاء مصدقا للنبوءة الدينية .

– الإشارة الثانية : هي احتلال القدس . وقد احتلت إسرئيل القدس في عام 1967 .. ولهذا تضغط المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة من أجل الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل.

– الإشارة الثالثة : هي إعادة بناء الهيكل .وهذا لم يتم ولن يتم .( لإنهم لم يعثروا على أي أثر للهيكل .)

بعد اكتمال المشروع .. ستقع هرمجٌدون التي سيظهر المسيح فوقها مباشرة ، ليحكم العالم من القدس مدة ألف عام ، بعدها تقوم القيامة .

الرئيس الأمريكي رونالد ريغان يمثل محطة بارزة في هذا الطريق ، أي التمسك بنبوءة هرمجدون ، وبالمناسبة ، كان ريغان من أتباع الصهيونية المسيحية ورعاتها منذ كان حاكما لولاية كاليفورنيا . وبقي على إيمانه هذا بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة عام 1980 ، وبعد التجديد له بولاية ثانية عام 1984 ،و كان متمسكا جدا بنبوءة وإيديولوجيا معركة أو حرب هرمجدون .

يروي جيمس ميلز وهو الرئيس السابق لمجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا – مجلة سان دياغو ..عدد شهر آب عام 1985 الحادثة التالية : ” كانت تلك السنة الأولى في الولاية الثانية من حاكمية ريغان .كان الإثنان يجلسان جنبا إلى جنب في مأدبة أقيمت على شرف ميلز، سأل ريغان ميلز بصورة غير متوقعة ، إذا كان قد قرأ الفصلين 38 و39 من سفر حزقيال ؟ فأكد له ميلز أنه قد قرأ ، وناقش المقاطع من حزقيال التي تتحدث عن يأجوج و مأجوج .

قال ريغان : إن حزقيال رأى في العهد القديم المذبحة التي ستدمر عصرنا . ثم تحدث ريغان مطبحماسة وتركيزلاهب عن ليبيا لتحولها إلى شيوعية . وأصر على أن في ذلك إشارة إلى يوم هرمجدون لم يعد بعيدا .

كثيرة هي أحاديث ريغان وغيره من الأمريكيين عن هرمجدون … وهرمجدون ، هنا ، تعني الفناء الكلي للبشرية ..ويتذكر الجميع في حرب تشرين عام 1973 حين أمرت غولدا مائير بتجهيز ثماني طائرات شبح

ف4- محملة بالقنابل النووية لضرب دمشق والقاهرة ، إذا دخلت الجيوش العربية إسرائيل .

والآن ، تحتدم الحرب الطاحنة في فلسطين منذ ستة شهور ..استطاع فدائيو المقاومة الباسلة أن يجترحوا المعجزات من الصبر والصمود والبطولة التي لا نظير لها في الحروب العالمية من حيث عدم التكافؤ بالعتاد ، ولا بالتعداد ، بالإضافة إلى انعدام المؤن والامداد . وعلى الرغم من هذا كله ، لم تستطع أمريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا ولا جيش الكيان الصهيوني أن ينالوا من قدرة المقاومة ، أو أن يجعلوها تتنازل قيد أنملة عن أهدافها . فقد أصيب حكام الكيان بهستيريا انتقامية من الأطفال والنساء والشيوخ ، وهدم البيوت ومنع الغذاء والدواء والماء . والتوسط من أجل وقف اطلاق النار. وهنا ، أمام هذه الحال ، من انتصار المقاومة ، والكيان لا يستطيع أن يرضخ ولا يقر بالهزيمة ، فبدأ التلويح ب هرمجدون .. أي ،سيضرب قنابل نووية ، علما أنه لم يوفر الأسلحة المحرمة دوليا . كما سينفذ مخططا آخر ،ليحفظ ماء الوجه ..وهو ضرب جنوب لبنان ، وإبعاد خطر حزب الله ،ومحاولة سلخ جنوب سورية ( القنيطرة والسويداء ودرعا ). ولكن كما فشل في احتلال غزة ، لن يحقق بعد الآن أي هدف من أهدافه .إن هدد ب هرمجدون ، أو لم يهدد . فإذا صارت غزة و إبطالها عصية على الكيان

فكيف لو يستيقظ العرب ، و يتحدوا لمرة واحدة؟؟!

(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز )