أوصى المشاركون في ختام المؤتمر العلمي البيئي الذي نظمته كلية العلوم بجامعة دمشق تحت عنوان “السوسن الدمشقي.. معاً لصون هويتنا وتراثنا الطبيعي”، بضرورة إنشاء منصة للمختصين بالبيئة والتنوع الحيوي، وبناء قاعدة بيانات وطنية شاملة تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة ونشر ثقافة إنترنت الأشياء لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر.
ودعا المشاركون في المؤتمر الذي نظمته كلية العلوم على مدى يومين بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” إلى إنشاء برنامج وطني توعوي للمحافظة على التنوع الحيوي والاستخدام الأمثل له في سورية، وتشجيع تطوير مشاريع ريادة الأعمال في الصناعة والسياحة والغذاء المحلي لاستخدام التنوع الحيوي بالطريقة المثلى والتواصل مع كل الجهات المعنية بالبيئة لدعم المهمة الوطنية لفريق السوسن الدمشقي الذي تم تشكيله في كلية العلوم بمشاركة باحثين من الكلية وخارجها.
وخلال جلسات اليوم الثاني من المؤتمر قدم الدكتور علاء سليمان من مركز الدراسات والبحوث العلمية محاضرة تعريفية تثقيفية للعاملين بالبيئة عن التكنولوجيا ومدى أهميتها في دعم قطاع البيئة مع التركيز على تقانة الاتصالات التي تعتبر عصب النهضة الحديثة فيما يتعلق بالحلول المستدامة وحماية البيئة، كما تطرق إلى التوصيات التي تؤكد أهمية التنسيق والتكامل بين الكليات العلمية والتقنية لسد النقص الحاصل في المعلومات التكنولوجية، وتوصيات أخرى تطرح أفكاراً للتركيز عليها بالمناهج الدراسية أو من قبل الباحثين بمجال البيئة.
كما قدم الكيميائي فواز غليون محاضرة بعنوان “الصناعة السورية والتلوث البيئي.. صناعة الإسمنت نموذجاً”، تحدث فيها عن خطورة تلوث الهواء الكبير بسبب الغازات الناتجة عن الحرق ونواتجها، وخصوصاً من معامل الإسمنت التي تسبب الاحتباس الحراري، وهو ما يعد أساس المشاكل المناخية عالمياً، مؤكداً ضرورة توجه المعامل إلى الطاقات المتجددة وتواصل المعنيين في سورية مع الأمم المتحدة لتبيان المعامل والمصانع الملوثة للبيئة، لاسيما معامل الإسمنت ذات التكنولوجيا القديمة ودورها في الاحتباس الحراري العالمي، ويتم ذلك عبر تمويل وتأمين الاستثمارات المالية اللازمة للانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقات البديلة.
وقدم الدكتور رضوان بدر الدين من الهيئة العامة للتقانة الحيوية، عرضاً تناول فيه الاستراتيجية الوطنية لحفظ الأصول الوراثية في سورية والتي تشمل مجموعة من البنود أهمها جمع المصادر الوراثية من مصادرها المختلفة وتوصيفها شكلياً أو بيولوجياً باستخدام المورثات، وتوثيق هذه البيانات المعتمدة وتأمين استخدام هذه الأصول الوراثية من قبل المستخدمين المحليين، مع تأمين الوثائق والتوصيف الكامل لهذه النباتات.
ومن جامعة الفرات تحدثت الدكتورة إسراء النويجي عن تأثير الحدائق ودورها في حفظ وصيانة التنوع الحيوي مع تسليط الضوء على البيئة الحضرية، وأشارت إلى الصورة المغلوطة عن الحدائق واعتبارها أماكن للترفيه فقط، وهذا بسبب عدم وجود ثقافة تنوع حيوي بين أفراد المجتمع، لذا يجب طرح بعض الأفكار الجديدة التي تؤكد أن الحدائق تحتوي على زوايا خاصة بالأنواع النباتية الأصيلة الموجودة داخل المدينة من أجل الحفاظ على التنوع الحيوي.
وقدمت الدكتورة ألفت حسن من مديرية البيئة بطرطوس محاضرة تعريفية عن التنوع الحيوي، وأهميته وأهدافه وكيفية مساهمته في تحقيق التنمية المستدامة، وما هي الأخطار التي يعاني منها التنوع الحيوي في الساحل السوري، والإجراءات المتبعة حيال ذلك سواء كان تنوعاً حيوياً نباتياً أو حيوانياً أو حيوياً بحرياً.
وكانت أعمال المؤتمر انطلقت أمس على مدرج جامعة دمشق متضمناً محاضرات علمية وأوراقاً بحثية بأربعة محاور رئيسية، ومسابقات علمية بيئية، ورافقه معرض بيئي في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات.
سيرياهوم نيوز 2_سانا