واصل كيليان مبابي، قائد منتخب فرنسا، صيامه التهديفي في كأس أمم أوروبا، ليدلل على صحة تصريحاته التي أثارت جدلًا واسعًا، لكن هذا يهدده بمصير أسود في البطولة القارية.
النجم المنتقل حديثًا لريال مدريد افتتح “يورو 2024” بأداء باهت مع المنتخب الفرنسي ضد النمسا ضمن المجموعة الثالثة، إلا أن هدفًا من نيران صديقة منح الديوك النقاط الثلاث.
وتعرض صاحب الـ25 عامًا لإصابة مفاجئة في أنفه قبل دقائق من نهاية مباراة النمسا، أبعدته عن قمة المجموعة أمام هولندا، متى فشل المنتخب الفرنسي في التهديف، ليخرج بتعادل سلبي.
480 دقيقة بلا أهداف
مبابي، ثالث الهدّافين التاريخيين لمنتخب فرنسا بـ47 هدفًا وصاحب الأرقام القياسية العديدة، لم يسبق له أن سجل هدفًا في كأس أمم أوروبا حتى الآن، رغم مواجهة منتخبات أقل قوة.
ولعب مبابي 5 مباريات في البطولة القارية، 4 في نسخة 2020 (التي أقيمت عام 2021)، وواحدة في النسخة الجارية، بواقع 480 دقيقة لعب، اكتفى خلالها بـ3 تمريرات حاسمة.
وفشل مبابي في هز شباك كل من ألمانيا، والمجر، والبرتغال، وسويسرا على الترتيب في النسخة الماضية، بل إنه أهدر ركلة جزاء حاسمة في المباراة الأخيرة، أقصت الديوك من الدور ثمن النهائي.
وبعد 3 أعوام، تواصل النحس التهديفي أمام النمسا، حيث سدد 4 مرات تجاه المرمى، منها واحدة فقط بين الخشبات الثلاث.
وأبعدت الإصابة مبابي عن مواجهة المنتخب الهولندي، رغم أن نجم الريال الجديد يملك أمامه سجلًا تهديفيًا مميزًا، كان من الممكن أن يساعده على فك عقدته في اليورو.
مبابي واجه الطواحين البرتقالية في 5 مباريات بكل البطولات، سجل خلالها 6 أهداف، لكنه لم يستفد من هذا السجل بسبب الإصابة.
وسيحاول القائد الفرنسي كسر هذه العقدة حال تعافى من إصابته وقابل المنتخب البولندي بعد غدٍ الثلاثاء، وكذلك فيما تبقى من البطولة الجارية إذا تأهل فريق الديوك.
مفارقة غريبة
لكن المفارقة أن مبابي، رغم هذه الأرقام السلبية في البطولة القارية، يملك سجلًا مذهلًا عندما يتعلق الأمر بكأس العالم.
وسجل النجم الفرنسي 12 هدفًا في 14 مباراة لعبها على مدار نسختي 2018 و2022، إضافة إلى 3 تمريرات حولها زملاؤه إلى أهداف.
وأحرز مبابي 4 أهداف في النسخة التي استضافتها روسيا، ليقود الديوك للقب الثاني في التاريخ، ويعيد أمجاد ملهمه زين الدين زيدان، بطل نسخة 1998.
ثم انفجر نجم باريس سان جيرمان السابق بتسجيل 8 أهداف في المونديال القطري، منها 3 أهداف “هاتريك” في النهائي، ورغم ذلك خسر اللقب لصالح الأرجنتين، بقيادة ليونيل ميسي.
ويُنظر لمبابي على أنه الهدّاف التاريخي القادم لكأس العالم، فصاحب الـ25 عامًا يحتاج 5 أهداف فقط لكسر الرقم القياسي الذي يملكه الألماني ميروسلاف كلوزه.
حاجز نفسي
وربما يعتبر فشل مبابي في التسجيل بمباريات اليورو مقابل توهجه بشكل لافت في المونديال، تفسير عملي على صحة تصريحاته عن البطولتين، والتي تكشف عن حاجز نفسي كبير بينه والبطولة القارية.
وأثار مبابي الجدل قبل انطلاق نسخة اليورو الجارية عندما قال في مؤتمر صحفي “اليورو أصعب من كأس العالم، فهي بطولة صعبة للغاية بداية من دور المجموعات، وكل المنتخبات تعرف بعضها. فرنسا لم تفز باللقب منذ 24 عامًا، وهي فترة كبيرة، لكن لا تشكّل ضغطًا علينا”.
هذه التصريحات لقيت ردود فعل قوية، كان أبرزها من ميسي، بطل المونديال الأخير، الذي حاول الدفاع عن هيبة منتخبات أمريكا اللاتينية.
وقال ميسي ردًا على تصريحات زميله السابق في سان جيرمان “كل لاعب يعظّم البطولة التي يلعب بها، كأس أوروبا مهمة للغاية، لكن لا يشارك بها منتخب الأرجنتين بطل العالم 3 مرات، والبرازيل بطل العالم 5 مرات، وأوروجواي بطل العالم مرتين”.
وأضاف البرغوث “في كأس العالم، تتواجد أفضل الفرق، وعادة ما يتواجد جميع أبطال المونديال، لهذا السبب يتطلع الجميع ليكونوا أبطال العالم”.
لعنة ألمانية
مفارقة مبابي تتشابه أيضًا مع أرقام توماس مولر، نجم منتخب ألمانيا، الذي يعاني هو الآخر من عقدة في اليورو، رغم أدائه اللافت في كأس العالم.
النجم المخضرم صاحب الـ34 عامًا لم يسجل في 16 مباراة بالبطولة القارية، بينما أحرز 10 أهداف في 19 مباراة بالمونديال، بمعدل أكثر قليلًا من هدف كل مباراتين.
ولعب مولر 5 مباريات في “يورو 2012″، و6 في 2016، و4 في النسخة الماضية، فضلًا عن مباراة افتتاح البطولة الجارية، دون أن يتمكن من فك شفرة الشباك.
في المقابل، سجل 5 أهداف في مونديال 2010، ومثلها في 2014، قبل أن يفشل في التسجيل بالنسختين الأخيرتين من البطولة.
صيام مولر التهديفي باليورو ساهم في فشله – حتى الآن – في التتويج باللقب القاري، وهو المصير الذي يهدد مبابي، خصوصًا أن تألق النجمين في المونديال قاد فريقيهما لحصد اللقب (ألمانيا في 2014 وفرنسا في 2018).
ليس مولر فقط
وبعيدًا عن مولر، هناك أساطير آخرون فشلوا في التسجيل باليورو، ولم يتمكنوا من حصد اللقب.
ومن أبرز هؤلاء الألماني توني كروس، الذي خاض هو الآخر 16 مباراة في 4 نسخ بالبطولة القارية، وستكون النسخة الجارية هي آخر فرصة لنجم ريال مدريد بعد أن أعلن اعتزاله اللعب بنهاية البطولة.
كذلك الإنجليزي ديفيد بيكهام، الذي لعب 7 مباريات في نسختي 2000 و2004، والهولندي إدجار ديفيز، صاحب الـ12 مباراة في نسخ 1996، و2000، و2004، والتشيكي توماس روزيسكي بـ10 مباريات في 2000، و2004، و2012، و2016.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم