آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » اطلالة على أديب مبدع من طرطوس

اطلالة على أديب مبدع من طرطوس

 

الكاتب السوري علي صقر الظاهرة المميزة في الساحة الثقافية السورية، فقد كتب القصة القصيرة، والقصة القصيرة جدا، ثم كتب النص المختلف الذي زاوج من خلاله بين الشعر والقصة، إضافة لكتاباته في المسرح.
الأستاذ علي صقر له أسلوب مميز وفريد، نقرأ ملامحه في الكثير مما صاغه أدبيا ومسرحا، سواء على صعيد الصياغة، أو على صعيد الأمكنة التي حاول أن يقدم فيها عروضه المسرحية.
جمع بين ثلاث اتجاهات، أولها البداهة والعفوية، وهي أولى ملامح نص علي صقر، حيث الأفكار التي تأتي تدفقا عفويا، لا قسر فيها، ولا تعبا، والملمح الثاني في شغل علي صقر السوريالية ذات التوليفة الخاصة جدا التي تجعل الواقع في أشد الحالات سوريالية، الملمح الثالث الذي يتمثل بالسخرية والتهكم في أجمل مظاهره.
لا يكاد يخلو من هذه الملامح اي نص من نصوصه، سواء في القصة القصيرة المتعارف على طولها، أو في القصة القصيرة جدا، حيث يعود له تسجيل أقصر قصة قصيرة في سورية، والتي لا تتجاوز المفردتين، قدم علي صقر في القصة القصيرة كما يشير : لعتمة كانون لونٌ أخر، رغبات شرقية، دكان الصدمة وغيرها، وفي القصة القصيرة جداً يضيف صقر : شاركت في ملتقياتها ومهرجاناتها الكثيرة، وصدر لي: قصة التسعينات في سوريا، وبروق ، وفي الكتابة المسرحية، كتبت واخرجت عشرات العروض المسرحية التي غالبا هي من نوع المونودراما، تلك العروض التي فيها شخصيات النص ممثلٌ واحد يقوم بالأدوار كلها، ولعل كان من أهمها: لهاث، وهذيان، تلك العروض التي لا يشترط فيها خشبة مسرحية كما هو متعارفٌ عليه، فقد يقدم العرض في باصٍ للنقل الداخلي على سبيل المثال، أو في عربة يجرها حصان، أو حتى في مقهى.
يقول الشاعر والمترجم السوري الدكتور عبدو زغبور عن تجربة علي صقر: ” علي صقر، المحروق كبصلته بمكائد الحياة، يطلُّ علينا مع ذلك، بشوشاً كنجمةٍ نادرة، يضيءُ بعض هواجسنا التي نحاول إخفاءها في جذوة العواطف، يمشي جريئاً على خجلنا، مثقوب الحذاء والقلب، بجيوبٍ فارغة ولسانٍ ممتلئ بالمسرّة، والهواجس والأحزان، يؤجج فينا نيران اللوعة لحياةٍ أفضل وأكثر كرامة، لاذعاً بسخريته المرّة التي تشملنا جميعاً، يختلف عنا جميعاً، ويتميّز عنا باختلافه هذا، يكتب هذيانه كلُّ ما تبقى له، وحيداً، مقهوراً وعاجزاً، ويُضيف: كان رامبو – الشاعر الفرنسي- يتناول المخدرات لكي يهذي، لكن علي صقر، يتناول المهدئات لكي يكفّ عن الهذيان.
فيما تقول عن تجربته مديرة المسرح القومي بطرطوس غادة عيسى: “كاتبٌ يكتبُ نفسه، ويكتبنا إذا خطرت على باله الكتابة، لا ينظر إلينا، ولكنه يشعلُ شموعاً في داخله، فيرانا كما ولدتنا الظروف والمحن، عراةً من كلِّ ما يستر جوعنا وحزننا”.. وتردف: دائماً ثملٌ بخمرٍ من فكر أينعت عناقيده، فعصرهُ وعتٌقه كلّ يومٍ بسنة، يخلخل جسده بضحكة منزوعة الجذور، ويقول: أنا سابقٌ عصره، فدعه يلحق بي، إنه عصري الذي ضيّعني حتى ضعت من نفسي، وصرتُ أبحث عني، حتى إن سألتموني وأنا أمشي إلى أين المقصد؟ جوابي دائما: لا أدري!!
كثيرةٌ هي كلمات الكاتب علي صقر، إن جمعتها كانت بركاناً يفور، وإن رصفتها قادتك إلى إنسانٍ حساس حتى المحطة الآخيرة من الحياة، إنه “فتحة ضمة كسرة” كما عنون إحدى مسرحياته.
(سيرياهوم نيوز ٢-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

واعظ مسيحي يقدم اعتذارًا لشيرين عبد الوهاب بعد تكفيرها

أعلن الدكتور خالد منتصر عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تلقيه اعتذارًا من الواعظ المسيحي واستشاري الطب النفسي ماهر صموئيل. جاء هذا الاعتذار ...