في قصر المؤتمرات الكاتالوني تواصلت طوال يوم الاثنين أشغال منتدى الاتحاد من اجل المتوسط السنوي في دورته التاسعة, وتصدرت حرب الابادة المستمرة في غزة وجرائم جيش الاحتلال الاسرائيلي في القطاع منذ اكثر من عام اهتمام وزراء خارجية دول الاتحاد الذين دعوا الى ضرورة تجاوز الاقوال الى الافعال لإنهاء الحرب يأتي ذلك في غياب وزراء خارجية فرنسا والمانيا وايطاليا واقتصار عدد من دول الشمال والجنوب على حضور دون ذلك، وسجل المنتدى الذي تزامن مع تواصل القصف الاسرائيلي على غزة ولبنان واستمرار سقوط الضحايا والجرحى والمهجرين، دعوات صريحة لإنهاء افلات اسرائيل من العقاب ولكن دون تقديم الاجراءات التي سيتعين اعتمادها في هذا الاتجاه .وخلال المنتدى الذي استمر يوما واحدا تكررت الدعوات لردع اسرائيل والضغط على حكومة نتنياهو المتطرفة ولكن دون أن تتضح الرؤيا حول طبيعة الخطوات والاجراءات التي يمكن اعلانها لوقف حرب الابادة ليبقى السؤال المطروح بين من واكبوا المنتدى ما اذا كانت هذه الدعوات محاولة لجس النبض في واشنطن وردود فعلها امام أي احتمال أو خطوة جدية قد تذهب الى حد فرض عقوبات اقتصادية وتجارية ومنع اسرائيل من الحصول على السلاح الى جانب عزلها اقليميا ودوليا كما كان الحال مع ممارسات جنوب افريقيا زمن الابارتييد …
-اسباينا تدعو الى انهاء المأساة في غزة
ومن جانبه قال وزير الخارجية الاسباني انه يجب التعجيل بانهاء هذه التراجيديا المستمرة في غزة التي لا يجد الكلمات لوصفها ودعا الى اعتماد سياسات تحقق الدولة الفلسطينية وقال “علينا ان نمر من الاقوال الى الافعال كدول عربية واوروبية ازاء ظروف العيش المستحيلة في غزة “كما دعا الى ضرورة ارسال قوات اممية من القبعات الزرق او وحدات انسانية لتحقيق السلام وتطبيق القانون الدولي “كما شدد على انه لا بد من تطبيق قرارات العدل الدولية واشار الى ان هناك 700 مليون نسمة في فضاء المتوسط يواجهون تحديات غير مسبوقة ولابد من مراجعة اليات رفع التحديات.
– إفلات إسرائيل من العقاب مكّنها من مواصلة خروقاتها والحكومة الراهنة هي الاكثر تطرفا
ومن جانبه قال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية أيمن الصفدي إن إفلات إسرائيل من العقاب مكّنها من مواصلة خروقاتها. وأكّد الصفدي خلال كلمته الافتتاحية في منتدى الاتحاد من أجل المتوسط أن إسرائيل تخرق الاتفاق المبرم بينها وبين الاتحاد الأوروبي ويتوجب مواجهة ذلك بكل شجاعة وجرأة حتى لا يفقد الاتحاد الأوروبي مصداقيته وشدد الصفدي على أن الحكومة الإسرائيلية الراهنة هي الأكثر تطرفا، وتهدف إلى إبعاد كل الفلسطينيين من أراضيهم.
وبيّن الصفدي أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تريد إبعاد كل الفلسطينيين من أراضيهم ولا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي. وأوضح الصفدي أن اسرائيل تتحدى القانون الدولي والاوروبي وان المنظمات الدولية شاهدة على الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية وان هناك العديد من المدن التي تم تدميرها بفعل القنابل ويتم استهدافها دون توقف. واضاف الصفدي أن هناك العديد من الأمور التي يجب مجابهتها، حيث مئات الآلاف من الطلبة فقدوا منازلهم، وأصبحت المدارس ملاجئ لهم والتي أيضا تعرضت للقصف، وتم استهداف العديد من الأطفال داخل هذه المدارس، لافتا النظر إلى أن هناك أكثر من 40 ألف طفل تحت سن 16 عاما لم يلتحقوا بالدراسة في الفترة الحالية. ة قال ان ما جرى على مستوى مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة من احتجاز للأطباء والممرضين ومنعهم من تقديم العلاج للمرضى والمصابين وعدم وجود الأوكسجين في تلك المستشفيات لذلك لا يمكن التزام الصمت على المستوى العالمي اتجاه ذلك..
كما دعا الصفدي الى ضرورة اتخاذ القرارات وأن تكون أولوية المجتمع الدولي هي إنهاء الحرب وعدم استخدام التجويع كسلاح في الحرب، اضاف أنه يجب أن يكون القانون الدولي الإنساني أولوية للجميع. وأشار الصفدي إلى أن السلم والعدالة سيوفران الاستقرار للمنطقة، وأضاف أنه يجب العمل مع المجتمع الدولي وفق ميثاق الأمم المتحدة وبالتوافق مع حقوق الإنسان لإيقاف إسرائيل عمّا تقوم به من قتل واغتيال دون عقاب. وبيّن الصفدي أنه “يجب ألا نبقى مكتوفي الأيدي وأن نعمل بكل قوة من أجل إيقاف التصرفات الإسرائيلية الخطيرة على حقوق الإنسان” وانه لن يكون هناك مصداقية الاتحاد الاوروبي في حال استمرت اسرائيل في الاغتيالات والقتل .وقال الصفدي انه لم تدخل الى غزة في الايام الماضية اكثر من ثلاث شاحنات من المساعدات الانسانية .ولا يمكن ازاء ما يجري ان نلتزم الصمت وقال ان اسرائيل لم تفعل الا القتل والتدمير رغم ان جامعة الدول العربية كانت قدمت ومنذ 2002 مبادرة لتحقيق السلام.
كما دعا الى عدم استعمال التجويع كسلاح حرب وقال عندما يتم اختراق القانون الانساني علينا ايقاف اسرائيل عن مواصلة ذلك. ولا بد من الضغط على اسرائيل لفرض حل الدولتين الذي اعتبر انه الحل الوحيد لتفادي التصفية العرقية وفقا للقانون الدولي.
وخلال المؤتمر الصحفي الختامي بمشاركة وزير الخارجية الاسباني والامين العام للاتحاد من اجل المتوسط وممثل السياسة الخارجية للاتحاد الاوربي قال الصفدي “ان ما يجري في غزة والضفة تصعيد خطير وان اسرائيل تتحدى القانون الدولي والاوروبي وانه واضح أن الادانات الخطابية لم تعد كافية وان الامر يتطلب اجراءات حاسمة .وحول استمرار العلاقات مع كيان الاحتلال رد الصفدي بالقول ان الاتفاقية مع اسرائيل توظف لخدمة فلسطين وخدمة السلام وانه اذا تم الغاء اتفاقية السلام سيكون هناك فراغ وسيستفيد من ذلك المتطرفون مضيفا ان الدول العربية اختارت السلام وان الطرف الاخر من يهدد السلام.
-الرياض تحتضن الاجتماع الاول للتحالف الدولي من اجل اقامة الدولة الفلسطينية
بدوره قال نائب وزير الخارجية السعودية وليد عبد الكريم الخريجي ان هناك حاجة لتحركات عاجلة وحاسمة لوقف العدوان وان التصعيد الاسرائيلي اوصلنا الى مفترق طرق حاسم فأما تحرك المجتمع الدولي لدعم القانون الدولي او المجازفة بمزيد التصعيد وتقويض الجهود الدولية للسلام وكشف الخريجي عن انعقاد الاجتماع الأول للتحالف الدولي من أجل إقامة دولة فلسطينية يعقد بالرياض بعد غد ال30 أكتوبر والذى يستهدف وضع خطة عملية لتحقيق الأهداف المشتركة لتحقيق السلام المنشود، وتحقيق مسار موثوق ولا رجعة فيه لسلام عادل وشامل. وأكد الخريجي، خلال كلمته بالمنتدى الإقليمي التاسع المنعقد في برشلونة، على ضرورة التحرك بشكل جماعي في اتخاذ خطوات عملية ذات أثر ملموس للدفع باتجاه الوقف الفوري للحرب، وتنفيذ حل الدولتين، وفي مقدمة ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال نائب وزير الخارجية السعودي، إن ما يحدث في غزة، يضع المجتمع الدولي أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التحرك الجماعي والسريع لحل الأزمة، أو المجازفة، بتوسع الحرب، بما يقوض مصداقية الجهود الدولية. وأكد الخريجى على ضرورة محاسبة إسرائيل على ما تسببت به من كارثة إنسانية، تجاوزت الحد في فلسطين ولبنان، مشيرًا إلى أن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية يمثل اعتداء مباشر على القانون الدولي. وخلص الى أن الازمة الانسانية بلغت حدا لا يحتمل ولا يمكن السماح لاستمرار الوضع أكثر من ذلك دون محاسبة اسرائيل.
كيف سيكون واقع غزة بعد منتدى دول الاتحاد من اجل المتوسط؟ قد لا يختلف كثيرا عما هو عليه الامس واليوم طالما غابت الاجراءات الردعية.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم