علي عواد
في ظل الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة غداً، تتجه الأنظار إلى آراء العرب الأميركيين حول المرشحين وتأثير نتائج الانتخابات المحتملة على القضايا الإقليمية، ولا سيما ما يرتبط بالصراع في غزة ولبنان. وكشفت استطلاعات آراء أجريناها مع بعض الناخبين العرب الأميركيين عن حالة من الإحباط تجاه الخيارات السياسية المتاحة، إلى جانب تطلّعات إلى تغييرات جذرية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وخصوصاً في ما يتعلق بالشرق الأوسط
تأييد جيل ستاين: رسالة احتجاج
أعرب بعض الناخبين عن دعمهم لمرشحة حزب «الخضر»، جيل ستاين، تعبيراً عن رفضهم للخيارات التقليدية بين الديموقراطيين والجمهوريين. وأوضح أحد المستطلعين: «أعلم أنّ هذه المرشحة لن تفوز، لكن يجب معاقبة الديموقراطيين على مواقفهم تجاه غزة ولبنان، لعلهم يتعلمون في المستقبل». كما أشار آخر إلى أنّ دعمه لستاين يعود لموقفها الصريح تجاه فلسطين، مضيفاً: «هذا التصويت هو مجرد وسيلة للتعبير عن رفضنا للنظام الحالي». وفي السياق ذاته، عبّر آخر عن رفضه لنظام الحزبين، واصفاً النظام السياسي بأنه «غير ديموقراطي».
دعم دونالد ترامب بين الأمل والتشكيك
بعض العرب الأميركيين يرون في ترامب خياراً أقل خطراً مقارنة بالديموقراطيين، فقد ذكر أحدهم أن ترامب، أثناء ولايته الأولى، لم يشعل حروباً جديدة، بل دعم العائلات المتضررة من جائحة كوفيد-19، في حين فشل الرئيس الحالي بايدن ونائبته هاريس في تقديم تعويضات بعد إعصار فلوريدا. ويأمل هذا الناخب في أن «يوقف ترامب الحرب في الشرق الأوسط»، إذ يرى أنّ ترامب يعارض توجيه الأموال للحروب الخارجية، مفضلاً استثمارها لخدمة الشعب الأميركي. ومع ذلك، عبّر آخر عن نفوره من الليبراليين وقيمهم، مؤكداً على دعمه لترامب كخيار أقل ضرراً، رغم تشكيكه في قدرة أي مرشح على إيقاف النزاعات في المنطقة.
حيرة تجاه كمالا هاريس
عدد محدود من المستجيبين أبدى تأييده لنائبة الرئيس الحالي، كمالا هاريس، في حين يعتقد أحدهم أن هاريس قد تضع إسرائيل تحت المراقبة ولن تقدم دعماً غير محدود لها، بخلاف ما قد يفعله ترامب. ويرى هذا المؤيد أن هاريس تتمتع بموقف أقل تصلباً تجاه القضية الفلسطينية مقارنة بترامب.
كذبة كبرى
أفاد عدد لا بأس به من المستطلعين بأنهم يعتزمون عدم التصويت، إذ وصف أحدهم العملية الانتخابية بأنها «كذبة كبرى» تسيطر عليها المصالح المالية والنفوذ، مشيراً بشكل خاص إلى دور لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (AIPAC). وأعرب مستجيب آخر عن الإحباط نفسه، قائلاً: «لن يتغير شيء، والإبادة الجماعية لن تتوقف بغض النظر عن الفائز، السياسيون يخضعون للتحكّم». وفي سياق الشعور المتزايد بالإحباط بين الشباب العرب الأميركيين، عبّر أحدهم عن استيائه قائلاً: «تباً لأميركا وتباً لمرشحيها».
مصادر المعلومات
استند معظم العرب الأميركيين المستطلعين إلى وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين آرائهم حول المرشحين، بينما لجأ بعضهم إلى الإعلام التقليدي ومنصات الحملات الانتخابية للحصول على معلومات أكثر شمولاً.
ولاية ميشيغن: مؤشر لاتجاهات التصويت
تعد ولاية ميشيغن إحدى الولايات المتأرجحة والحاسمة في الانتخابات الحالية، إذ يمكن أن تحدد أصوات المجمع الانتخابي فيها وتنوع مجتمعاتها نتيجة الانتخابات النهائية. وقد أعلنت الجالية اليمنية في ميشيغن، المناهضة للحوثيين، رسمياً دعمها للمرشح دونالد ترامب، في حين انقسمت مواقف باقي المجتمعات العربية بين تأييد جيل ستاين، وكمالا هاريس، أو الامتناع عن التصويت. تأتي هذه التحفظات على خلفية قلق بعضهم من سياسات ترامب الداعمة لإسرائيل، بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل.
وتوضح هذه الردود المتباينة مدى الإحباط والتشكيك بين العرب الأميركيين إزاء تأثير الانتخابات على مستقبل غزة ولبنان، إذ يجد بعضهم في التصويت لمصلحة جيل ستاين أو الامتناع عن التصويت رسالة رمزية ضد النظام السياسي الحالي، بينما يأمل آخرون في أن يسهم ترامب في تقليل التدخلات الخارجية الأميركية. ومع ذلك، أشار بعض المستطلعين إلى إقبال لافت من الناخبين الشباب العرب الذين سيصوتون للمرة الأولى ويميلون إلى دعم جيل ستاين، في رسالة واضحة ضد السياسات التقليدية للحزبين الرئيسيين، وتعبيراً عن استيائهم تجاه السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
تستند هذه الآراء إلى استطلاع شمل نحو 25 شخصاً من العرب الأميركيين، ما يعكس تنوّع وجهات نظرهم حول المرشحين وتأثير الانتخابات في القضايا الإقليمية.
سيرياهوم نيوز١_الأخبار