نتيجة للتغيرات المناخية، تتوجه مراكز البحوث العلمية الزراعية اليوم في أغلب البلدان إلى البحث عن بدائل زراعية ذات مردود كبير وتكاليف أقل بما يعزز دعم المحاصيل الأساسية عندهم ويحافظ على منظومة الأمن الغذائي فيها.
تساؤلات عديدة تطرح عن زراعة نبات الكاسافا في بلادنا بعد نجاح زراعته في بعض الدول العربية، حيث يعد مصدراً جيداً للدقيق والنشاء بعد الذرة، ومن الأصناف المطورة حديثاً لتزايد أهميتها في التصنيع الغذائي وإنتاج الوقود الحيوي (الإيثانول) الصديق للبيئة من جذوره واستخدام مخلفاته كعلف للحيوانات.
ووفقاً للخبير الزراعي والاقتصادي المهندس حسام القصار الذي أكد لـ”تشرين” أن نبات الكاسافا معروف بكونه من المحاصيل المتكيفة مع التغيرات المناخية بمقاومته للجفاف والحرارة العالية لامتلاكه جذوراً كبيرة تخترق التربة الفقيرة.
وأضاف: يعد الكاسافا محصولاً ذا تنوع يستفاد من جذوره بعد طحنها وتحويلها لدقيق يصنع منه الخبز والمعجنات كمادة غذائية صحية لخلوه من الغلوتين كالموجود في القمح والمسبب للمشاكل الهضمية عند البعض إضافة لغناه بالبروتين بنسبة 25٪ تقريباً.
بالمقابل، يؤكد القصار أن الكاسافا لم تدخل زراعته إلى سورية للآن ولا يوجد أي تجربة لزراعته حسب علمه لعدم توافر البيئة المناسبة لزراعته عندنا حيث تناسبه البيئة الاستوائية وشبه الاستوائية رغم جدواه الاقتصادية الجيدة لانخفاض تكاليف زراعته وقلة احتياجاته للسماد والمياه وتحمله للجفاف، متابعاً برغم تكاليف زراعته المحدودة في أماكن إنتاجه والأقل من زراعة القمح إلا أن تكاليف استخلاص الدقيق أو النشاء منه يحتاج إلى معاملة خاصة لاحتواء درناته على نسبة من السموم فيها كما أوضح.
وحسب رأيه، إنه من الجيد أن يتم إدخال زراعته إلى مراكز البحوث الزراعية وإجراء التجارب العلمية عليه من حيث احتياجاته البيئية ودراسة جدواه الاقتصادية مقارنة بمحصول القمح ومن ثم يتم اتخاذ القرار باعتماد زراعته أو عدمها مع التأكيد بأنه لن يكون بديلاً عن القمح بأي حال من الأحوال وإنما رديف مناسب له.
اخبار سورية الوطن 2_تشرين