أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الأحد، على وقوف الأردن إلى جانب سوريا في الحفاظ على أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وحماية مواطنيها.
جاء ذلك خلال استقباله في قصر الحسينية بالعاصمة عمان، ممثلي الدول المشاركة في اجتماع سوريا ودول الجوار، وفق بيان للديوان الملكي، تلقت الأناضول نسخة منه.
وشدد على “وقوف الأردن إلى جانب سوريا في الحفاظ على أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وحماية مواطنيها”.
وبحث اللقاء “أهمية إدامة التنسيق بين دول الجوار السوري للتصدي للتحديات المشتركة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وأمن الحدود والحد من تهريب الأسلحة والمخدرات”، بحسب البيان.
وأكد الملك عبد الله، على “ضرورة تهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين إلى بلدهم ليسهموا في عملية إعادة البناء”.
ومن جهة اخرى أكدت دول جوار سوريا، مساء الأحد، دعمها للحكومة السورية، واتفقت على تأسيس غرفة عمليات لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي، مع إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على البلد العربي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالعاصمة عمان، ضم وزراء خارجية كل من تركيا وسوريا والأردن والعراق ولبنان، في ختام الاجتماع الأول لتجمع سوريا ودول الجوار.
وحذر وزراء خارجية دول الجوار السوري في ختام اجتماعهم في عمان الأحد من خطر عودة تنظيم الدولة الإسلامية، وأكدوا اتفاقهم على التعاون والتنسيق للتصدي للتنظيم المتطرف.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مؤتمر صحافي مشترك مع وزراء خارجية الاردن وتركيا وسوريا ولبنان: “محاور إجتماعنا واحدة وخاصة أمن المنطقة وتهديدات داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) لسوريا والدول المحيطة بسوريا، فنحن نرى نموا في أعداد وقوة وسلاح داعش ومحاربته تحتاج الى تهيئة إقليمية ومساعدة دولية وتبادل معلومات حول تمدده ليس على حدود سوريا والأردن والعراق فحسب ولكن في الداخل السوري”.
واضاف أنه بحسب “المعلومات (المتوافرة) لدينا جميعا فأن داعش بدأ بإعادة تنظيم قواته وأصبح قوة إرهابية في سوريا وعلى حدود العراق والأردن (…) لذلك علينا العمل معا سواء بشكل إقليمي أو عالمي للتصدي له”.
وأوضح حسين إنه “تم التوصل لمبادىء اساسية لكيفية محاربته كي لا يتوسع أكثر” بدون اعطاء المزيد من التفاصيل.
– “جهد مشترك” –
من جانبه، قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي إن “الإجتماع بحث التحديات التي تواجه سوريا، ومحاربة الإرهاب وتنظيم داعش وأكدنا على ضرورة إطلاق جهد مشترك في محاربة داعش في سوريا ومن حولنا وفي العالم”.
واضاف أن “داعش يحاول إعادة تنظيم صفوفه واستطاع الحصول على أسلحة جديدة ويحاول إعادة إنتشاره ولكننا سنتصدى له عسكريا وفكريا فهو تهديد لدولنا”.
من جهته، قال وزير خارجية تركيا هاكان فيدان “سنواصل العمل بكل قوتنا، وخاصة في مكافحة الإرهاب، لمنع ظهور داعش مرة أخرى في المنطقة والقضاء عليه تماما، من خلال الجمع بين قدراتنا كدول خمس”.
واضاف “نتيجة لاجتماعاتنا اليوم، ركزنا على ما يمكننا القيام به بشكل ملموس. كدول إقليمية، قررنا إنشاء آلية مشتركة للعمليات والاستخبارات. سيعمل أصدقاؤنا على هذه القضية لجعلها أكثر واقعية”.
وأتفق الوزراء على ان تستضيف تركيا الاجتماع المقبل لدول الجوار السوري بدون تحديد موعد له.
وشارك في الاجتماع، بحسب الخارجية الأردنية، وزيرا الخارجية والدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومدراء أجهزة المخابرات في كل من الدول الخمس “لبحث آليات عملانية للتعاون في محاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والسلاح، ومواجهة التحديات المشتركة الأخرى”.
وفي ما يتعلق بالأحداث الأخيرة في سوريا، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن “لا تسامح مع فلول نظام الأسد ولن نسمح لهم بزعزعة الأمن والاستقرار، وكذلك لن نتسامح ونفتح المجال لمن يريد ان يأخذ دور الدولة في تعزيز الاستقرار والأمن لأن هناك مؤسسات أمنية وعسكرية واجبها الحفاظ على الامن والاستقرار في البلد، ولا ينبغي لاحد وغير مسموح لأي أحد ان ياخذ هذا الدور”، مشيرا الى ان “كل من تورط في هذا الأمر سيحال على القضاء”.
وخلص “نحن اليوم ضامنون لكل الشعب السوري ولكل الطوائف ونحمي الجميع بشكل متساو”.
ويشكّل فرض الأمن وضبطه في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه إدارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بعد نزاع مدمر بدأ قبل نحو 14 عاما.
ويأتي الاجتماع في الأردن في وقت دعا الشرع الأحد الى “الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي” في سوريا، بعد مقتل أكثر من ألف شخص بينهم مئات المدنيين العلويين، في اشتباكات بدأت الخميس في المنطقة الساحلية.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة الأحد عن مقتل 830 مدنيا علويا منذ الخميس بيد قوات الأمن السورية ومجموعات رديفة لها.
وتعد هذه الأحداث الأعنف التي تشهدها البلاد منذ إطاحة بشار الأسد المنتمي الى الأقلية العلوية، في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم