أعربت فرنسا الأحد عن قلقها بعد الضربات الأميركية على مواقع نووية إيرانية داعية “الأطراف إلى ضبط النفس” فيما دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى عقد اجتماع لمجلس الدفاع.
وقال وزير الخارجية جان نويل بارو في منشور على تويتر إن “فرنسا أخذت علما بقلق بالضربات التي نفذتها الولايات المتحدة الأميركية الليلة الماضية على ثلاثة مواقع في برنامج إيران النووي”.
وأضاف أن فرنسا “لم تشارك في هذه الضربات ولا في التخطيط لها”.
وأكد بارو أن فرنسا تحض “جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس لتفادي أي تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى اتساع رقعة النزاع”.
وأكدت باريس “قناعتها بأن التسوية المستديمة لهذه المسألة تمر عبر حل بالتفاوض في إطار معاهدة منع الانتشار النووي”.
ويعقد مجلس الدفاع والأمن الوطني الفرنسي اجتماعا مساء الأحد برئاسة إيمانويل ماكرون يخصص للوضع في الشرق الأوسط بعد الضربات الأميركية على إيران، على ما أعلن قصر الإليزيه.
ويعتزم ماكرون الذي تحدث الأحد مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وسلطان عُمان هيثم بن طارق، “مواصلة اتصالاته مع شركائه الأوروبيين وقادة المنطقة في الساعات القادمة”، وفق الرئاسة.
وأعرب نائب رئيس الوزراء الإيطالي وزير الخارجية، أنطونيو تاجاني، عن أمل بلاده في انخفاض التوتر الإقليمي بعد الهجوم الأمريكي الذي استهدف منشآت نووية في إيران، مؤكداً أن الضربة ألحقت أضراراً كبيرة بقدرات إنتاج السلاح النووي.
وقال تاجاني، في بيان خطي الأحد، إن “الهجوم ألحق ضرراً كبيراً بإنتاج السلاح النووي، الذي يشكل تهديداً على المنطقة بأسرها، ونأمل حقاً أن يؤدي إلى خفض التصعيد. حان الوقت لأن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات”.
وأضاف أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعًا الإثنين في بروكسل لبحث تداعيات الضربة وتقييم المخاطر الأمنية المحتملة، كما أعلن عن لقاء سيجريه اليوم مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي.
وفي حديثه لقناة “تي جي 3” (TG3) الإيطالية، نفى تاجاني أي تورط مباشر لبلاده في الهجوم، قائلاً إن الهجوم لم يُنفذ من أي قاعدة أمريكية على الأراضي الإيطالية، ولم تتلقَ روما أي طلب رسمي من واشنطن بهذا الخصوص.
وفي السياق، حذر وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروزيتو، في تصريح لقناة “تي جي 1” (TG1)، من أن “هذا القصف يغيّر المشهد كليًا… نحن أمام خطر اندلاع أزمة أكبر بكثير، ومن المحتمل أن يأتي رد إيراني أشد يمتد إلى جميع المصالح الأمريكية”.
وذكرت تقارير في الإعلام الإيطالي أن وزارة الداخلية تعتزم عقد اجتماع للجنة التحليل الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب من أجل تقييم المخاطر المحتملة، كما عززت السلطات الأمنية إجراءات الحماية في روما، لا سيما حول السفارة الأمريكية والمواقع الحساسة.
بدورها عقدت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني اجتماعًا طارئًا مع الوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأمنية لتقييم الوضع بعد الضربة الأمريكية ضد إيران.
وفجر الأحد، انضمت الولايات المتحدة إلى العدوان الإسرائيلي على إيران، بإعلان الرئيس دونالد ترامب، تنفيذ هجوم “ناجح للغاية” استهدف 3 مواقع نووية في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.
وقال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال”، الطائرات الأمريكية “أسقطت حمولة كاملة من القنابل” على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني “بسلام”.
ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشن إسرائيل عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن إدانتها بأشد العبارات للهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، مؤكدة أن ذلك يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وجاء في بيان صادر عن الوزارة، الأحد، أن “روسيا تدين بأشد العبارات الضربات الصاروخية والجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد بعض المنشآت النووية في إيران، في أعقاب هجمات إسرائيلية على المنطقة”.
وأضاف البيان: “مهما كانت المبررات، فإن قرار توجيه ضربات إلى أراضي دولة ذات سيادة يُعد خرقًا واضحًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي، خصوصًا إذا أقدمت على ذلك دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهو أمر يبعث على القلق الشديد”.
وشددت الخارجية الروسية على أن هذا النوع من الهجمات يعزز دورة التوتر في الشرق الأوسط، ويزيد من خطر اتساع رقعة النزاع في المنطقة، كما يهدد الأمنين الإقليمي والعالمي على حد سواء.
وأشار البيان إلى وجوب تقييم “الآثار الإشعاعية المحتملة لهذه الهجمات”، محذرًا من أن الضربات قد تُلحق ضررًا باتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، ونظام الرقابة التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي ختام البيان، دعت موسكو إلى “مواجهة التحركات العدوانية التي تنتهجها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل”، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك من أجل وقف التصعيد وتهيئة الظروف لحل سياسي دبلوماسي يضع حدًا للحرب المتصاعدة.
وأدانت الصين، اليوم الأحد، بشدة، الهجوم الذي شنّته الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية، ووصفته بأنه انتهاك جسيم لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان رسمي، أن تلك المنشآت تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحذرت من تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأضافت أن “الهجوم الذي نفّذته الولايات المتحدة يُعد انتهاكًا جسيمًا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ويؤدي إلى تصعيد كبير في التوترات الإقليمية، ويقوّض الجهود الدولية الرامية إلى الحفاظ على السلم والأمن في الشرق الأوسط”.
وشدد البيان على أن الصين ترفض استخدام القوة ضد الدول ذات السيادة، وتدين استهداف منشآت نووية خاضعة للرقابة الدولية، داعية جميع الأطراف، وفي مقدّمتها إسرائيل، إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين، والشروع في حوار سياسي.
وأكدت الخارجية الصينية أن بكين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي من أجل الدفاع عن العدالة، وتعزيز الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الأحد، عن قلق بلاده العميق من التصعيد المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، في أعقاب الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وفي منشور على منصة “إكس”، أوضح مودي أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ناقش خلاله بشكل مفصل “التطورات الراهنة في المنطقة”.
وقال مودي: “ننظر بقلق بالغ إلى التوتر المتصاعد، وندعو إلى خفض فوري للتصعيد”، مشددًا على ضرورة اللجوء إلى الحوار والدبلوماسية كسبيل وحيد لاستعادة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم