آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » إسرائيل وقلق «استعادة حزب الله لعافيته»: أمامنا وقت محدود لعمل كبير وحسم الحرب

إسرائيل وقلق «استعادة حزب الله لعافيته»: أمامنا وقت محدود لعمل كبير وحسم الحرب

 

 

لا يتوقف إعلام العدو عن ضخ الأخبار والتقارير حول الوضع مع لبنان. وللأسبوع الثالث على التوالي، يواصل خبراء وإعلاميون وسياسيون نشر الكثير من التقارير والتي تتضمن معطيات منسوبة إلى مصادر في المؤسستين العسكرية والأمنية. والعنصر المشترك في كل ما ينشر، يشير إلى حالة من التوتر التي تسبق عادةً اتخاذ قرار كبير، وهو ما يجري الحديث عنه علناً: حرب واسعة لتدمير حزب الله!

في آخر ما نُشر من معطيات، ذكرت قناة «كان» أن تل أبيب «أبلغت الأجهزة الأمنية الأميركية أن حزب الله نجح في تهريب مئات الصواريخ من سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، وأنه أعاد تشغيل صواريخ ومنصات إطلاق تضررت خلال المعارك، وقد جنّد آلاف العناصر الجدد».

 

وبحسب القناة نفسها، فإن «المسؤولين تواصلوا في الأيام الأخيرة مع الجيش اللبناني عبر الأميركيين، ونُقِلت إليه رسالة حول استمرار الهجمات في لبنان. وجاء فيها: أنتم لا تتصرفون بالشكل الكافي ضد حزب الله، لا من حيث السرعة ولا من حيث النطاق. ومن دون نشاط ملحوظ في المناطق الريفية وعلى الممتلكات الخاصة، سنواصل نحن هجومنا بقوة».

 

وكتب يوسي يهوشوع في صحيفة «يديعوت أحرنوت»، أن حزب الله «يواصل إجراء التدريبات ونقل الأسلحة وإعادة بناء منظوماته الاقتصادية والعسكرية، وأحياناً بعلم الجيش اللبناني. ورغم أن نظام الرئيس أحمد الشرع يبذل جهوداً لإحباط عمليات الشحن، ولكن حزب الله تكيّف مع الواقع الجديد، وهو يطوّر أسلحة بسيطة ورخيصة، كالطائرات المسيّرة، داخل بيروت».

 

وبحسب الكاتب فإن الاستخبارات الإسرائيلية «رصدت نقل أسلحة وتدريبات ميدانية جديدة لحزب الله بعضها يتم بتعاون من الجيش اللبناني. يمتد هذا النسيج على 330 كيلومتراً من الجبال والوديان والطرق الخفية، مع 130 مساراً غير رسمي وعدد لا يحصى من النقاط الميتة على الحدود مع سوريا، حيث لا سيطرة لجماعة الجولاني، بل إن الأرض تحكمها عشائر قديمة، عائلات تجارية، وحلفاء صامتون لحزب الله.

 

يسرّب العسكريون والأمنيون كمية هائلة من المعلومات حول عمليات تهريب وتصنيع الأسلحة، ويتحدثون عن «اختبارات» ميدانية يقوم بها حزب الله بينها إرسال مسيّرات

 

وهو نسج معهم علاقات على مدى سنوات، ليس فقط بالمال، بل عبر المصاهرة، والحماية، والروابط الديبلوماسية الميدانية، لأن التهريب بالنسبة إليهم ليس مجرد تجارة، بل هوية وتقاليد. وإن حزب الله يعرف كل منعطف وكل قرية. لقد رعى المنطقة، ودفع لرؤساء العشائر، واستثمر في بنية التهريب التحتية، وتُنفَّذ معظم العمليات بواسطة مهربين محترفين، منهم سائقون يحملون وثائق قانونية، أو تصاريح كمزارعين أو تجار».

 

من جهته، كتب رون بن بشاي في «يديعوت أحرونوت» أن ما «تقوم به إسرائيل في هذه المرحلة يتعلق بالضغط على الحكومة اللبنانية بهدف تسريع العملية المتعثرة لتفكيك سلاح الحزب. وما يقوم به الجيش ليس كافياً. فهو لا يمنع جهود حزب الله من أجل إعادة تمركُزه في الميدان وإنتاج العتاد العسكري من خلال مصانع أسمنت وأنفاق». لكنه يضيف أن «المشكلة الأساسية تكمن في سهل البقاع وشرق لبنان عموماً. فهناك تهريب كميات صغيرة من الأسلحة والتقنيات التي تُنقل عبر مسارات برية سرية من إيران، عبر العراق، إلى قواعد حزب الله ومعسكراته التدريبية. وإسرائيل تهاجم كل تهريب، أو محاولة إعادة تعافٍ لحزب الله نعلم بوجودها، ولدينا كثير من المعلومات».

 

التقدير السياسي: استغلال الفرصة

من جانبه، كتب الجنرال السابق في الاستخبارات والمدير في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي تامير هايمن عمّا أسماه «التطبيع مع لبنان ونزع سلاح حزب الله». وقال إن ما قام به جيش الاحتلال «هو ما أتاح للحكومة اللبنانية أن تطالب بنزع سلاح الحزب. لكن يجب فعل المزيد وبسرعة أكبر، لأن نافذة الفرصة في هذا السياق على وشك أن تغلق، كون إيران تسعى إلى إعادة بناء حزب الله». وفي رأي هايمن فإنه «متى استعاد حزب الله قوته من جديد، فسيتوقف مسار الحكومة اللبنانية. لذلك يجب تسريع الجهد باستخدام الرافعة الأميركية»، ليضيف أنه «يمكن للجيش الأميركي أن يدعم الجيش اللبناني ويرافق نزع سلاح حزب الله بإشراف ورقابة مشددة، بل وبمشاركة مباشرة إن لزم الأمر، لأنه أكثر فاعلية من عمل «اليونيفيل»، وأن يجري ذلك بالتزامن مع زيادة العمل الإسرائيلي بطريقة تتيح استثمار المسار السياسي».

 

متى يضربنا حزب الله؟

وفي السياق، كتب الباحث أيال زيسر أن «السؤال المطروح اليوم، هو ليس ما إذا كان سيجدد عملياته ضدنا، بل متى؟» ليضيف «في الحروب بين إسرائيل والعرب لا توجد انتصارات مطلقة أو حسمٌ نهائي. هكذا هو الحال مع إيران التي تستعد للجولة القادمة، و«حماس» التي بقيت المسيطر غير المنازع على القطاع. لكن في لبنان هناك يوجد الإخفاق الكبير. حيث كان الجميع يعلم أنه لا يوجد أي احتمال أن يلتزم حزب الله بوقف الحرب» ويضيف: «بعد عامٍ من النصر الكبير في لبنان، يتبيّن أن شيئاً لم يحدث وأن إنجازات الحرب آخذة بالتآكل.

 

صحيح أن حزب الله يمتنع عن الرد على ضرباتنا، ولكنه لا يفعل ذلك لأنه أصبح «محباً لصهيون»، بل من حسابٍ باردٍ ورصين». وختم بأن «إسرائيل تتباهى بالضربات التي تنزلها على المقاتلين الصغار، ولكنها عمليات موجهة إلى الرأي العام، وليست مصممة لإيذاء حزب الله بشكل مؤلم وصعب فعلاً. فهل يظنّ أحد حقاً أن حزب الله، الذي يمتلك عشرات الآلاف من المسلحين، سيرفع يديه لمجرد أننا قضينا على 300 من أفراده في العام الماضي؟»

 

متى نضرب نحن بالعصا الغليظة؟

ومع عودة الحديث عن «أن العدّ التنازلي نحو مواجهة جديدة على حدود لبنان قد بدأ»، نشرت «يديعوت أحرونوت» تقريراً فيه أن هناك «انقساماً في الرأي داخل إسرائيل حول استخدام «العصا الغليظة». يرى البعض أنه يجب استخدامها، بينما يرى آخرون أن الهجمات بصيغتها الحالية مناسبة لكسب الدعم الدولي، فنحن نقضي على تراكم الأسلحة، حتى وإن لم يكن ذلك مثالياً».

 

لكن ميخال هراري كتب في «معاريف» أنه «في المرحلة الحالية، يبدو أن القدس وواشنطن اختارتا المضي في خيار زيادة الضغط على بيروت. فإسرائيل تُكثّف من إجراءاتها العسكرية والسياسية، ولا تُبدي أي استعداد لاتخاذ خطواتٍ قد تُساعد الحكومة اللبنانية على كسب الوقت، مثل الانسحاب الجزئي أو الكامل من المواقع الخمسة في جنوب لبنان. وأن الولايات المتحدة تُؤيد هذا النهج».

 

ويلفت الكاتب إلى النقاش القائم داخل الكيان حول كيفية التعامل مع حزب الله. وأنه في مقابل من يدعم «مواصلة الضغط العسكري والسياسي القائم، فهناك خيار آخر، يدعو إلى توسيع نطاق القتال، كون حزب الله وإيران في أضعف حالاتهما، والتصعيد الكبير سيكون الوسيلة الأسرع للدفع نحو التحرك المطلوب».

 

من جانبه، كتب آفي أشكنازي في «معاريف» عن أن «الجيش يستعد لليوم الذي قد يطالب فيه بشن عملية واسعة ومكثفة ضد حزب الله. قائمة الأهداف المحتملة واسعة وتشمل على سبيل المثال، أبراج كمدينة غزة، قواعد أو مراكز للعملية في الضاحية الجنوبية لبيروت، البنى التحتية لحزب الله في سهل البقاع وجنوب لبنان، وخطوط الدفاع شمال الليطاني».

 

وينقل الكاتب عن ضباط في القيادة الشمالية أن «حزب الله يختبر وينقّب عن نقاط الضعف في دفاعات الجيش الإسرائيلي. قبل مدة، حلّقت مسيّرات فوق منطقة مزارع شبعا فأسقطها الجيش، وفي حادث آخر اقترب مزارعون إلى بساتين قرب الحدود لجني الزيتون، والجيش أبعدهم كونه يعتبر أن هذه الحوادث جزء من محاولات فحص واختبار».

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١- الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

النيل تحت الحصار:  سدّ النهضة ومشروع “إسرائيل الكبرى”

    عبير بسام   يعدّ الخلاف القائم بين مصر وإثيوبيا واحدًا من أبرز وأخطر النزاعات الجيوسياسية في إفريقيا والعالم العربي خلال العقود الماضية. صحيح ...