أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم الخميس أن الجيش ماض في اجراءاته الميدانية لمعالجة الأوضاع وإعادة بسط الأمن وإزالة كل المظاهر المخلة بالأمن وتوقيف المتورطين في هذه الأحداث وإحالتهم للقضاء المختص”.
ونقلت “الوكالة الوطنية للإعلام” عن ميقاتي قوله إن “الجيش حامي الوطن ليس شعارا نردده في المناسبات الوطنية، بل هو فعل ايمان يترجمه الجيش كل يوم بتضحيات جنوده وشجاعتهم وحكمة قيادتهم، وهذا ما تجلى اليوم في التصدي للاحداث المؤسفة التي وقعت في منطقة الطيونة”.
وكان ميقاتي انتقل اليوم إلى مقر وزارة الدفاع، حيث استقبله وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون، ثم انتقلوا إلى غرفة عمليات قيادة الجيش لمتابعة مجريات الأوضاع من قائد الجيش وأعضاء مجلس القيادة.
وأعلن وزير الداخلية اللبنانية بسام مولوي سقوط 6 قتلى و16 جريحا في إطلاق نار في بيروت اليوم خلال احتجاجات للمطالبة برحيل المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.
وقال مولوي ، في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الاستثنائي لمجلس الأمن المركزي ، إن “الإشكال بدأ باطلاق النار، من خلال القنص، وأصيب أول شخص في رأسه وهذا الأمر غير مقبول، واطلاق النار على الرؤوس يعد أمرا خطيرا جدا”.
وأضاف أن “السلم الأهلي ليس للتلاعب”، مشددا على “ضرورة اتخاذ كامل الإجراءات”، وطلب من الإعلام المساعدة “على بث الاخبار الصحيحة”.
وأكد أن “تفلت الوضع ليس من مصلحة أحد”، معلنا أن “كل الأجهزة تقوم بدورها للانتقال إلى مرحلة التوقيفات كي يأخذ القانون مجراه”.
وقال مولوي إن “منظمي التظاهرة أكدوا لنا سلميتها، والجريمة التي حصلت كانت في استعمال القنص ، وتفاجأنا بأمر خطر هو إطلاق النار على الرؤوس”.
وأعلن “اننا سنطلب من السياسيين اتخاذ الاجراءات اللازمة بالسياسة وخارجها لضبط الوضع، لأن تفلته ليس من مصلحة أحد”.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن الدفاع المدني أخلي عددا من العائلات المحاصرة في أحد المباني، الذي كان تعرض لإطلاق نار كثيف في الطيونة.
وباشرت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، بتكليف وإشراف مباشر من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، بإجراء تحقيقات ميدانية بشأن الاشتباكات التي تشهدها منقطة الطيونة، وتحديد هوية المسلحين الذين شاركوا بإطلاق النار وتسببوا بسقوط الضحايا والجرحى من المدنيين وتوقيفهم.
وكان الجيش اللبناني أعلن أن وحداته المنتشرة “سوف تقوم باطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرق وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر.
وطلب الجيش ، في بيان عبر حسابه بموقع “تويتر ” اليوم ، من المدنيين إخلاء الشوارع.
وقال الجيش إنه خلال توجه محتجين إلى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة- بدارو ، لافتا إلى أن الجيش سارع إلى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها وعلى مداخلها وبدأ بتسيير دوريات كما باشر البحث عن مطلقي النار لتوقيفهم.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية أن رئيس الجمهورية ميشال عون أجرى اتصالات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزيري الدفاع والداخلية وقائد الجيش وتابع معهم تطورات الوضع الأمني في ضوء الأحداث التي وقعت في منطقة الطيونة وضواحيها، وذلك لمعالجة الوضع تمهيداً لاجراء المقتضى وإعادة الهدوء الى المنطقة.
ومن جهته صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ بأن مصر تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع فى لبنان، وتأسف لما شهدته الساحة اللبنانية من أحداث اليوم الخميس .
وأضاف المتحدث ، في بيان صحفي اليوم أن مصر تدعو كافة الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس، والابتعاد عن العنف تجنباً لشرور الفتنة، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للبنان وشعبه فى إطار الالتزام بمحددات الدستور والقانون بما يصون استقرار البلاد وأمنها ويحفظ مقدرات شعبها الشقيق ويخرجه من دائرة الأزمات المفرغة.
وأكد المتحدث أن على الحكومة ومؤسسات الدولة الاضطلاع بمسؤولياتها فى إدارة البلاد وحل الأزمات واستعادة الاستقرار حتي يتمكن المجتمع الدولي من مساعدة لبنان على المضي قدماً صوب مستقبل أفضل.
كما دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر اليوم الخميس الطوائف اللبنانية إلى ضبط النفس وترك الخلافات والاقتتال الداخلي.
وقال الصدر، في تغريدة عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “على الأخوة في حركة أمل وحزب الله والطوائف اللبنانية ترك الخلافات والاقتتال الداخلي لان في ذلك إضعاف للصف الوطني وقوة للاستعمار”.
وخاطب الأطراف اللبنانية، قائلا: “عليكم بضبط النفس والتحلي بحب الوطن لأن لبنان أغلى من المصالح”.
سيرياهوم نيوم نيوز 6 – رأي اليوم