آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » أبناؤنا .. بين الحب و الدلال الزائد..؟

أبناؤنا .. بين الحب و الدلال الزائد..؟

 أيمن الحرفي:

الطفل المدلل هو طفل قلق بطبيعته يستعجل الأمور و يحكم على المواقف بسرعة و تهور ودون روية و تفهم و تتسم طباعه بالشذوذ والغرابة والميل للانتقام من أفراد المجتمع المحيط به.
و المقصود بالتدليل المفرط هو إغراق الطفل بجرعات كبيرة من الاهتمام والعاطفة و الرعاية تزيد عن الحد المألوف فلا يحاسب الطفل على اخطائه وتصرفاته السيئة و المبالغة بمدحه عندها تسيطر على الطفل الأنانية و حب السيطرة على من حوله و خاصة إخوته مع ممارسة العنف في تصرفاته معهم .
علينا أن نفرق بين الحب لأبنائنا وبين التفريط في هذا الحب ليتحول شيئا فشيئا إلى دلال مفرط له آثاره السلبية حاضرا و مستقبلا.
تقول إحدى الأمهات لديها طفل وحيد : لقد كرست كل حياتي لطفلي فلا اتركه يغيب عن ناظري و لا أطيق ان ازجره مهما فعل ، هل انا على خطأ؟
يجيب علماء النفس : ربما كانت الأم تشعر بالوحدة و الاحباط فلا تجد شيئا يملأ عليها حياتها غير هذا الطفل المدلل الذي تجعله شغلها الشاغل إذ تأخذه إلى اي مكان تذهب إليه و ترافقه في غدواته وروحاته و تحرم عليه أن يلهو مع رفاقه و أقرانه من عمره ،فيصبح هذا هو نمط الحياة عند هذا الطفل فيحس بشعور طاغ بالذنب كلما خطر بباله ان يبتعد عنها ..
تعتبر هذه من الحالات القصوى بالطبع ولكنها تدل على المدى الذي يستطيع الوالدان المضي اليه في خنق رغبات الطفل و منعه من تلبية الرغبة الملحة في أن يجرب جناحيه و يطير..في كثير من الأحيان يفعل الوالدان ذلك باسم الحب للطفل .
ان من واجب الاهل بطبيعة الحال حماية صغيرهم من الأخطار التي قد يتعرض لها و لكن كثيرا ما يسرف الوالدان بهذه الحماية و الحيطة و الحذر فلا يشعران بالراحة الا اذا كان صغيرهما دائم القرب منهما فيفقد سلوك الاعتماد على نفسه و يصبح اتكاليا ، و يرعبهما الشعور بالتخلي عن إجراءات الحيطة و الحذر الصارمة.
يعزو علماء النفس هذا السلوك من الإفراط في الحماية من قبل الأهل إلى أسباب عدة منها ان الوالد أو الوالدة يستخدمان الطفل لإرضاء حاجاتهما و هكذا يصبح الصغير بديلا يعوضهما عن جميع الوسائل العادية لإرضاء نفسيتهما متخذين الصغير ذريعة ،أما السبب الثاني لهذا الحب الخانق فيبدو مختلفا عن السبب الأول و لكنه نام من الجذور نفسها ، أن الإسراف في الحماية كثيرا ما يخفي قدرا عظيما من الإحباط و عدم الرضى و الخوف الشديد على الطفل مما يلحق به الضرر البليغ .
مثل هؤلاء الوالدان يصعب عليهما إيجاد ميزان يعملان بمقتضاه في اي من ميادين التربية و قد تشعر الام أنه من الصعب عليها ان ترخي العنان لصغيرها ويصعب عليها أيضا تجنب المواقف القصوى اذا كانت هي نفسها قد قضت ايام طفولتها ضحية لهذا المسلك من جانب الوالدين ، ام كهذه لابد ان تكون قد كرهت حياتها و في هذه الحالة تراها تقسم الأيمان المغلظة بأنها لن تفعل شيئا من هذا القبيل مع أطفالها، حتى اذا صار لها طفل أو طفلة ارخت لهما العنان ليفعلا اي شيء و يغامرا و يتخذا القرارات دون إرشاد.
و اخيرا لا بد من التذكير بأن نمنح أطفالنا جذورا قوية ينمون عليها ، و لكن ينبغي أن ندربهم على الطيران أيضا كي يصبحوا مستقبلا شجعانا كالنسور المحلقة لا كالطيور المهيضة الجناح.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...