آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » استراتيجية قاصرة لحماية الغابات..

استراتيجية قاصرة لحماية الغابات..

بقلم أحمد ضوا

2020-09-12

كشف الارتفاع الحاد في درجات الحرارة خلال الأسبوعين الماضيين عن ثغرات كبيرة في استراتيجية حماية الغابات السورية والأراضي الزراعية المشجرة وخاصة في المنطقة الساحلية والشمالية حيث تتركز معظم الغابات السورية كثافة وتنوعاً.

على مدى أكثر من أسبوعين تكافح الجهات المعنية للحفاظ على ثروتنا الحراجية وخاصة رجال الإطفاء والدفاع المدني مضافا إليهم جهود الجيش العربي السوري والمواطنين لإطفاء الحرائق المتنقلة في جبالنا الشامخة في معركة غير متكافئة مع النيران حيث تفتقد تلك المناطق إلى أسياسيات العمل الاطفائي من طرق زراعية وأدوات إطفاء قادرة للتعامل مع وعورة المناطق وصعوبة محاصرة النيران.

إن اتساع حرائق هذا العام وامتدادها إلى المناطق السكنية وتهديدها لحياة السكان يتطلب من وزارة الزراعة إعادة فرد أوراق خططها لمكافحة حرائق الغابات ووضع استراتيجية جديدة تكفل توفير المعدات الاطفائية الحديثة والمتطورة وشق الطرق التي تتيح لعناصر الإطفاء التحرك بسرعة ومنع إقامة التجمعات السكانية بالقرب من الغابات وفصل الأراضي الزراعية عن نظيرتها الحراجية لمنع امتداد الحرائق فيما بينها والاهم من ذلك اتخاذ كل الإجراءات لحماية التجمعات السكانية المجاورة للغابات من أخطار الحرائق إضافة إلى مضاعفة أعداد العمال والحراس المعنيين بالحفاظ على الثروة النباتية والحراجية ومنع التعدي عليها وتشديد القوانين الخاصة بحماية الغابات و إيجاد صيغة تشاركية مع المواطنين لتعزيز نظام الحماية والإبلاغ عن حالات الاستغلال .

كما تستوجب التغييرات المناخية والارتفاع الحاد في درجات الحرارة من الجهات المعنية توفير كل عوامل الوقاية من حرائق الغابات المتاخمة بشكل مباشر للأراضي الزراعية والطرق العامة والمناطق السكنية والتي تمر فيها خطوط نقل الطاقة الكهربائية حيث يمكن من خلال اتباع عدة إرشادات و توفير مساحات الأمان من طرق و مساحات فارغة منع وقوع هذه الحرائق بشكل كبير جدا وإمكانية التعامل مع أي حريق بسرعة وفاعلية كبيرة.

من المعلوم ان المناطق التي تتمركز فيها الغابات في سورية تستحوذ على النسبة الأعلى من الأمطار في سورية وهذا يوفر عاملا مهما جدا للمساعدة في إطفاء الحرائق عبر توفير المياه بإقامة سدات مائية كبيرة وصغيرة في هذه المساحات الزراعية والحراجية تتيح للاطفائيين الحصول على المياه بأقصر وقت ممكن.

خلال السنوات الماضية أنجزت الحكومات المتعاقبة العديد من السدات والسدود المائية المتباعدة في المنطقة الساحلية والشمالية التي تتركز فيها الغابات بغرض توفير مياه الري وتعزيز المياه الجوفية وتأمين مياه الشرب للمواطنين ولكن توزع هذه السدود والسدات وتباعدها لا يخدم استثمارها في إطفاء الحرائق الأمر الذي يستدعي إعادة دراسة هذه الأمر وتلافي الثغرة التي واجهت رجال الإطفاء وعمال الزراعة في عملهم الجبار لإطفاء الحرائق بمهنية عالية .

إن الصعوبات التي واجهت رجال الإطفاء والدفاع المدني في المناطق الوعرة أدت إلى فقداننا لغطاء كبير من غاباتنا الطبيعية ويمكن ببعض الإجراءات الاستباقية وخسارة قليل من هذه الغابات توفير الحماية للمساحات الكبرى منها عبر شق الطرق واعتماد الجزر المنعزلة داخل الغابة الواحدة والتفكير بتوفير الطائرات والحوامات الخاصة بإطفاء حرائق الغابات.

أمام أعين كل السوريين قدم رجال الإطفاء ودفاعنا المدني ورجال جيشنا والمواطنون ولا يزالون أنصع صورة في مواجهة حرائق الغابات والأراضي الزراعية ولولا هذا التعاون بين كل المعنيين لكانت الخسائر اكبر من ذلك بكثير وهذا يتطلب من وزارة الزراعة تمكين هذا العمل للاستفادة منه في السنوات اللاحقة دون إهمال التوعية بالأضرار الخطيرة لفقدان الغطاء النباتي والحراجي

(سيرياهوم نيوز-الثورة)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“العم سام”.. الرقصة الأخيرة….

    باسل الخطيب   7/2/2022 كان يوماً مفصلياً في تاريخ الولايات المتحدة، حيث وقع الرئيس بايدن قانوناً يحد من حيازة الأسلحة النارية للأفراد… قبل ...