الطالبة الكفيفة غزل الجوراني: بالعزيمة والإرادة حققت التفوق في شهادة التعليم الأساسي

مثال جمول

رغم أنها تنتمي لعائلة فاقدة لبصرها إلا أن إيمانها بالعلم وتمسكها بتحقيق حلمها جعل الطالبة غزل الجوراني تحقق التفوق بشهادة التعليم الأساسي من خلال مجموع قدره 3026 درجة.

وتحدثت غزل لمراسلة سانا قائلة “أعاني من مرض في عيني جعلني مكفوفة لا أستطيع القراءة والكتابة فلجأت إلى الدراسة السماعية من خلال التسجيلات الصوتية ورغم كل ما عانيته إلا أنني كنت أثابر وأجتهد لأحقق التفوق والتميز ولأثبت لنفسي وللمجتمع بأنني قادرة على التفوق والحصول على أعلى الدرجات”.

وتتحدث غزل عن الصعوبات التي واجهتها خلال العام الدراسي من الساعات الطويلة التي تحتاجها في الحفظ بالمقارنة مع زميلاتها الأصحاء فكانت تتخيل في عقلها الباطن كل ما تحفظه من مواد نظرية وعلمية وعلى هذا الأساس كانت تخزنها في ذاكرتها لتتمكن من استعادتها على ورقة الامتحان.

غزل التي تقدمت باعتراض إلى مديرية تربية حمص لأنها توقعت تحقيق الدرجة الكاملة في الامتحان تشير إلى دور أهلها الكبير والداعم لها والذي رافقها طيلة العام لتحقيق التفوق علماً أن والدها وأخويها حيدر وفرح هم مكفوفون أيضاً والأم هي المبصرة الوحيدة التي تحمل النصيب الأكبر من إدارة أمور العائلة الحياتية بكل تفاصيلها.

وتستعيد والدة غزل المهندسة نجاة العباس رحلة التعب والجهد لابنتها المكفوفة التي سهرت وعانت الكثير في شهادة التعليم الأساسي وتقول “كنت عيون غزل التي تدرس بها وظللت في كل لحظة أتابعها وأساعدها في الحفظ والدراسة حرصا مني على أهمية التحصيل العلمي”.

وتعتبر والدة غزل أن تفوق أبنائها وتميزهم الدراسي ينسيها كل التعب ويعطيها دفعا وقوة حتى تستمر معهم ولأجلهم لأنهم سر سعادتها.

من جانبه أشار والدها إبراهيم الجوراني الحاصل على إجازة في الحقوق إلى أن النجاح والتفوق يحتاج إلى العزيمة والتصميم والإرادة والإيمان بالذات وهذا ما تحلت به غزل في كل مراحل دراستها علماً أنها لم تتبع أي دروس خصوصية.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا