آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » خطوط النار

خطوط النار

سلمان عيسى  2020/10/15

المشكلة الآن أننا بتنا نطلق مصطلح «موسم» على الحرائق التي تخرج كل عام مئات الدونمات من الغابات المعمرة وبساتين الزيتون والحمضيات والتفاح، وفي عامين متتاليين كتبت تحقيقين عن حرائق الغابات في طرطوس، وفي مثل هذه الأيام تقريباً..
في العام الماضي نشبت أسوأ الحرائق في بلدتي السودا وسرستان في ريف طرطوس، وكلنا يذكر أن رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة اللاذقية قضى شهيداً وهو يقوم بإطفاء الحرائق وأذكر ذلك للتدليل على خساراتنا في الأعوام السابقة ..
في التحقيقين المذكورين كانت هناك مشتركات كثيرة بين رأي رئيس فوج إطفاء طرطوس ورئيس دائرة الحراج في مديرية الزراعة.. هذه المشتركات هي: الطرق الزراعية، خطوط النار، غياب المياه في الأحراج، وقدم سيارات الإطفاء وضخامتها وحركتها البطيئة التي لا تساعد في سرعة الوصول إلى مكان الحريق..
كان الطلب من المعنيين التشدد في افتتاح الطرق الزراعية حتى في الملكيات الخاصة التي تحيط بالغابات، وإلزام أصحاب هذه الملكيات بالسماح لآليات الحراج بشق الطرق وتجهيزها لأي طارئ حتى لو استدعى ذلك وجود عناصر شرطية مرافقة..
كانت المعاناة أيضاً أن أغلب الغابات لم يتم فيها تجهيز خطوط النار، هي التي تشكل فواصل وموانع أمام النار, حيث إن هذه الخطوط تقلل كثيراً من انتشار النار, إضافة إلى عدم وجود مناهل للمياه لتعبئة سيارات الإطفاء والصهاريج في أوقات كهذه, حيث إن سيارة الإطفاء تبقى في الموقع لحين السيطرة على الحريق.. هذا كله مسؤولية وزارة الزراعة – مديرية الحراج والجهات المحلية في كل محافظة.. وهذا تقصير لم يتم استدراكه منذ أعوام طويلة رغم المطالبات العديدة والمناشدات التي كانت تنطلق من الصحف.
أما ما يتعلق بقدم سيارات الإطفاء وعدم تجديدها وتزويد محافظات حماة وحمص وطرطوس واللاذقية بسيارات جديدة أخف وزناً وأكثر قدرة على المناورة والسرعة؛ فهذه مسؤولية وزارة الإدارة المحلية والبيئة، وهي استقدمت منذ عامين تقريباً عشرات سيارات الإطفاء بهذه المواصفات لكنها لم تخصص تلك المحافظات إلا بعدد قليل منها لا يكفي لمحافظة واحدة ..
من المؤكد أن تنفيذ تلك المشتركات لم يكن ليمنع اندلاع الحرائق والاعتداء على الغابات، ولا يلغي «نظرية الفاعل» التي أكدنا عليها دائماً، وهذا ما ستبينه التحقيقات التي تتم مع بعض المشتبه بهم في طرطوس، لكنه بالتأكيد كان سيخفف من حجم الخسائر إلى الحدود الدنيا، على الأقل لن تتمكن النار من الوصول إلى البيوت، ومحاصرة الكثير من القرى، وتهجير سكانها !!

(سيرياهوم نيوز-الاخبار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بأي آلاء الحق تكذبون؟ …

  بقلم: د. حسن أحمد حسن غريبٌ أمرُ الردَّاحين الذين من كل حدب وصوب يتقاطرون… يتقاسمون ما أُمْلِيَ عليهم من مصطلحات هجينة مشبوهة ومشوهة ما ...