الرئيسية » كتاب وآراء » سرطان بين قوسين

سرطان بين قوسين

| حسن م. يوسف

«مقياس الرجل العظيم قدرته على السخرية من المتاعب»أمس، تذكرت هذه العبارة التي قالها الفيلسوف أفلاطون قبل نحو ألفين وأربعمئة عام، وأنا أرى الابتسامات الساحرة على وجوه شباب فلسطين وهم يواجهون آلة القتل العنصرية الصهيونية الضارية بصدور عارية!قبل أسبوعين قال لي (أحدهم) بلهجة متهكمة: «ما زلت في مقالاتك تذكر الأمة العربية، وتصف (إسرائيل) بـ(السرطان) وتضع اسمها بين قوسين. وهذا مؤشر على أن علاقتك بالواقع ليست على ما يرام، فلو كنت واقعياً لوضعت اسم الأمة العربية بين قوسين بدلاً من اسم (إسرائيل)».يعلم القارئ الذي يتابعني أنني لا أبيع الأماني، ولا أحول الأوهام إلى آمال، لكنني كنت وما زلت مؤمناً بأن الكيان السرطاني العنصري الغاصب لن يعيش في فلسطين بقدر ما عاشت مملكة الفرنجة التي دامت نحو قرنين. والغريب أن الإرهابي النتن ياهو يوافق على هذا الرأي! فقد أعلن قبل مدة: «سأجتهد لأن تبلغ (إسرائيل) عيد ميلادها المئة لكن هذا ليس بديهياً، فالتاريخ يعلم أنه لم تعمر دولة لـلشعب اليهودي أكثر من ثمانين سنة وهي دولة الحشمونائيم».قبل أيام صرح وزير الحرب الأسبق، أفيغدور ليبرمان قائلاً: «نتنياهو، يقودنا إلى الهلاك…

إن إسرائيل تشهد انهياراً كاملاً للردع والنظام والأمن والأنظمة الحكومية».كما كتب جدعون ليفي قائلاً: «أصبحنا بلا حماية وأنصح الإسرائيليين بالهجرة… إسرائيل تعيش في فوضى، فقد كنا نعيش في فوضى اقتصادية منذ بدايات كورونا… والآن أصبحنا في وسط فوضى ولا نعلم ما ستؤول إليه الأمور، اقتحامنا لمسجدهم كان غلطة كبيرة لم تكن بالحسبان».وتابع جدعون ليفي قائلاً: «القبة الحديدية ليست الحل فالكل يعلم أن دقة القبة الحديدية هي من 20 إلى 30 بالمئة فقط، وليس كما يدعي نتنياهو لطمأنة الشعب. صاروخ قيمته 50 ألف دولار ينطلق لضرب صاروخ قيمته 300 دولار، ويخطئ في معظم الأحيان»!صحيح أن المدعو ليفي يصف إخوتنا الفلسطينيين بـ«المتوحشين» لكنه يعترف بأن: « المشكلة في عقيدتهم وإيمانهم التام بأن الأرض لهم وليست لنا». وهو إذ يعلن يأسه من عون أميركا وحكام العرب،

يقول بصريح العبارة: «شخصياً أعتقد أن النهاية قريبة جداً لنا كدولة. « وهذا يؤكد صحة النبوءة التي أطلقها الكاتب الصهيوني المعروف (آري شبيت) قبل خمسة أعوام عبر افتتاحية صحيفة «هآرتس» العبرية التي قال فيها: «لقد انتهى الأمر، يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس… يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال».صحيح أن (إسرائيل) «تمثل حاملة طائرات أميركية ثابتة» كما قال شارون، وتشكل «ذخراً استراتيجياً من الطراز الأول» بالنسبة لأميركا، على حد قول موشيه آرينز، لكن الكيان الصهيوني الغاصب يفقد أهميته تدريجياً، فاكتشاف أميركا للنفط الصخري أفقد الكيان دوره كخفير لآبار النفط، وقيام وسائل الإعلام بنقل ممارسات الجيش الصهيوني الإجرامية أدى لانكشاف (ديمقراطية إسرائيل) الأكذوبة، إذ وصفها تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» مؤخراً بأنها «نظام فصل عنصري». والأهم من كل ما سبق هو أن شعبنا قد تمرس في النضال، وعرف مصادر قوته ونقاط ضعف عدوه. كما أدرك حكمة الأجداد القائلة: «وما الشجاعة إلا صبر ساعة».لكل ما سبق سأظل أصف الكيان الغاصب بـ(السرطان) ولن أخرج اسم (إسرائيل) من بين القوسين إلا عندما يقتلعها شعبنا من كل فلسطين.

(سيرياهوم نيوز-الوطن16-5-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“العم سام”.. الرقصة الأخيرة….

    باسل الخطيب   7/2/2022 كان يوماً مفصلياً في تاريخ الولايات المتحدة، حيث وقع الرئيس بايدن قانوناً يحد من حيازة الأسلحة النارية للأفراد… قبل ...