آخر الأخبار
الرئيسية » شخصية الأسبوع » طه حسين.. صاحب الفكر التنويري؟

طه حسين.. صاحب الفكر التنويري؟

التعليم حق للجميع لكل مواطن مصري وعربي، والعقل المفكر هو الغاية والمنفذ هذا ما كان طه حسين يعمل عليه بكل ما قدمه من فكر في الثقافة والأدب والنقد حتى دراسته للشعر الجاهلي التي جرّت عليه الكثير من المتاعب لكنها رسخت مبدأ الشك طريقاً لليقين والعمل برؤية مختلفة.
وطه حسين هو كاتب روائي أيضاً له أكثر من عمل ومن منا لم يقرأ مذكراته المهمة التي حملت عنوان الأيام، وفيها يسرد رحلة كفاحه منذ طفولته إلى مرحلة ما.
تمرّ هذه الأيام ذكرى رحيله عام ١٩٧٣ بعد حرب تشرين التحريرية فقد أتيح له أن يسمع أخبار النصر الذي أزال وصمة الهزيمة وبعد أيام قليلة تحل ذكرى ولادته.
والمشهد الثقافي العربي ليس بخير، التنوير غائب عن الساحة الفكرية، التنوير الذي بدأه المفكرون السوريون منذ الكواكبي وأبطال اليقظة العربية الذين ارتقوا شهداء من أجل حرية الوطن العربي.
اليوم نحن بأمس الحاجة إلى استعادة الفكر التنويري الذي يجب أن يكون المسار والمطاف.
وأي عوائق يدّعيها من يتهرّب من مسؤولياته التاريخية لنشر الفكر ليست شيئاً يذكر أمام رحلة معاناة وحياة عميد الأدب العربي طه حسين الذي نستعيد بعض محطات حياته هنا.

محطات في حياته

ولد «طه حسين علي بن سلامة» يوم الجمعة في ال 15 من تشرين الثاني 1889، وكان سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه حسين، وخامس أحد عشر من أشقائهِ، في قرية الكيلو قريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري ولم يمر على عيني الطفل أربعة من الأعوام حتى أصيبتا بالرمد ما أطفأ النور فيهما إلى الأبد؛ ويرجع ذلك إلى الجهل وعدم جلب أهله للطبيب بل استدعوا الحلاق الذي وصف لهُ علاجاً ذهب ببصره، وكان والده حسين عليّ موظفاً صغيراً رقيق الحال في شركة السكر، أدخله أبوه كتّاب القرية للشيخ محمد جاد الرب لتعلم العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأقاربه ووالده الذي كان يصحبه أحياناً لحضور حلقات الذكر، والاستماع إلى عنترة بن شداد و أبو زيد الهلالي.
دخل طه حسين جامع الأزهر للدراسة الدينية والاستزادة من العلوم العربية في عام 1902، فحصل فيه على ما تيسر من الثقافة، ونال شهادته التي تخوله التخصص في الجامعة، لكنه ضاق ذرعاً فيها، فكانت الأعوام الأربعة التي قضاها فيها، وهذا ما ذكره هو نفسه، وكأنها أربعون عاماً وذلك بالنظر إلى رتابة الدراسة، وعقم المنهج، وعدم تطور الأساتذة والشيوخ وطرق وأساليب التدريس.
ولما فتحت الجامعة المصرية أبوابها عام 1908 كان طه حسين أول المنتسبين إليها، فدرس العلوم العصرية، و الحضارة الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا، وعدداً من اللغات الشرقية كالحبشية و والسريانية، وظل يتردد خلال تلك الحقبة على حضور دروس الأزهر والمشاركة في ندواته اللغوية والدينية والإسلامية، ودأب على هذا العمل حتى سنة 1914، وهي السنة التي نال فيها شهادة الدكتوراه وموضوع الأطروحة هو: «ذكرى أبي العلاء» ما أثار ضجة في الأوساط الدينية، وفي ندوة البرلمان المصري إذ اتهمه أحد أعضاء البرلمان بالمروق والزندقة والخروج على مبادئ الدين الحنيف.
وقد صدرت أوامر من شيخ الأزهر للجنة الفاحصة بعدم منح طه حسين درجة العالمية مهما كانت الظروف، وإن كان مؤلف “الأيام” قد مُنِعَ من الحصول على درجة العالمية في الأزهر الشريف، فإنه قد بلغ أعلى درجة علمية في الجامعة، بنيله شهادة الدكتوراه وهكذا صار رجل “جامعة” بدل أن يصير رجل “جامع”. فإن إفشاله في الجامع كان أعظم حافز نحو النجاح المبهر في الجامعة.
وفي العام نفسه، أي في عام 1914 أوفدته الجامعة المصرية إلى مونبلييه بفرنسا، لمتابعة التخصص والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية، فدرس في جامعتها الفرنسية وآدابها، وعلم النفس والتاريخ الحديث.
بقي هناك حتى سنة 1915، سنة عودته إلى مصر، فأقام فيها نحو ثلاثة أشهر أثار خلالها معارك وخصومات متعددة، محورها الكبير بين تدريس الأزهر وتدريس الجامعات الغربية ما حدا بالمسؤولين إلى اتخاذ قرار بحرمانه من المنحة المعطاة له لتغطية نفقات دراسته في الخارج، لكن تدخل السلطان حسين كامل حال دون تطبيق هذا القرار، فعاد إلى فرنسا من جديد لمتابعة التحصيل العلمي، ولكن في العاصمة باريس درس في جامعتها مختلف الاتجاهات العلمية في علم الاجتماع والتاريخ اليوناني والروماني والتاريخ الحديث وأعد خلالها أطروحة الدكتوراه الثانية وعنوانها: «الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون»، وكان ذلك عام 1918 إضافة إلى إنجازه دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني، والنجاح فيه بدرجة الامتياز، وفي غضون تلك الأعوام كان قد تزوج من سوزان بريسو الفرنسية السويسرية الجنسية التي ساعدته على الإطلاع أكثر فأكثر على اللغة الفرنسية واللاتينية، فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد.
كان لهذه السيدة عظيم الأثر في حياته، فقامت لهُ بدور القارئ فقرأت عليهِ الكثير من المراجع، وأمدته بالكتب التي تمت كتابتها بطريقة برايل حتى تساعده على القراءة بنفسه، كما كانت الزوجة والصديق الذي دفعه للتقدم دائماً وقد أحبها طه حسين حباً جماً، ومما قاله فيها أنه «منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم»، وكان لطه حسين اثنان من الأبناء هما: أمينة ومؤنس.

من أفكاره..

تقول الموسوعة الحرة حين تناقش أفكاره..
دعا طه حسين إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ولقد أثارت آراؤه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبالِ طه بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التي تعرض لها ولكن استمر في دعوته للتجديد والتحديث، فقام بتقديم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية في تدريس الأدب العربي، وضعف مستوى التدريس في المدارس الحكومية، ومدرسة القضاء وغيرها، كما دعا إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب، هذا إضافة إلى أهمية إعداد المعلمين الذين يقومون بتدريس اللغة العربية، والأدب ليكونوا على قدر كبير من التمكن والثقافة إضافة إلى اتباع المنهج التجديدي، وعدم التمسك بالشكل التقليدي في التدريس.

(سيرياهوم نيوز-الثورة)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأديب الألماني غوته

  ولد يوهان فولفغانغ غوته عام 1749 في فرانكفورت ، ترعرع في كنف والده الغني الذي وفر له تعليماً مدرسياً خاصاً ، كما لعب اهتمام ...