آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » [عندما يحبُّ النهرُ البحر

[عندما يحبُّ النهرُ البحر

 

كتب الأديب والشاعر الكبير محمد منذر لطفي / محافظة حماة قصيدة بعنوان (عندما يحبّ النهر البحر) مهداة إلى صديقه  الشاعر والمربّي الأستاذ “عبداللطيف محرز”من محافظة طرطوس وفيما يلي نص القصيدة:

 

1

أخي “عبدَاللطيفِ” أجِزْ.. وهيَّا

نُغنِّ البحرَ.. و”العاصي” سَوِيَّا

 

فأشدو الشعرَ بحراً.. عاشَ فيكم

وتشدو الشعرَ نهراً.. عاشَ فِيّا

 

فأنتَ أنا.. وحبُّكَ في فؤادي

وحبّي في فؤادكَ.. قد تَفيَّا

 

عطاؤكَ.. موسمُ الفصحى ثراءً

فقد أغنى القريبُ به القصيّا

 

سكبتَ الشعرَ للغاوينَ حُبّاً

وقلتَ لموكبِ العشّاقِ: هيّا

 

2

عرفتُ أبا نزارَ” أخاً حميماً

ووجهاً باسماً.. طَلْقَ المُحيَّا

 

وإنساناً عصاميّاً.. نبيلاً

يصونُ الوُدَّ.. شفافاً.. نقيّا

 

قضيتَ العمرَ في التدريسِ.. تُغني

معارفَهم.. فكنتَ أباً وفِيَّا

 

تحبُّ العُرْبَ. إنساناً.. وأرضاً

ومجدَ العُربِ.. والوطنَ الأبيّا

 

أتيتُ أردُّ بيضاءَ الأيادي

وأنثرُ عطرَكَ الثَّرَّ الزّكيّا

 

أيا “عبدَ اللطيفِ”.. وأنتَ فينا

يراعٌ.. يُبدعُ الشعرَ الثّريّا

 

طلعتَ على ليالينا ضياءً

وكنتَ بقحطها مطراً سَخيّا

 

وكنتُ.. إذا أهانَ الجوعُ روحي

أرى في نخلكَ الرطبَ الجَنِيَّا

 

فكيفَ إذا جمعتَ لهُ خِصالاً

وأفعالاً.. وكنتَ الأريحيّا

 

3

مررتُ بروضِكَ الشادي صباحاً

لأقطفَ من وِرادِ الروضِ شَيّا

 

وطفتُ بكرمكَ الحالي مساءً

فقدَّمَ لي التحيَّةَ.. والحُمَيَّا

 

درجتَ على العطاءِ.. فكنتَ بدراً

أضاءَ الشعرَ.. والفِكرَ السّنيّا

 

أتيتُ إليكَ.. يحملُني اشتياقي

وشعرٌ.. يحملُ الكأسَ الهَنيّا

 

تركتُ “حماةَ”.. أيقظها ربيعٌ

بهيٌّ.. أطلعَ الحُسنَ البهيّا

 

فوشّحها.. وزفَّ العطرَ.. غنّى

صِباً.. أجرى الهوى في أصغريّأ

 

أعادَ ليَ الشبابَ.. وموسميهِ

وأهدى الشعرَ صدّاحاً إليّا

 

تركتُ هناكَ شاعرةً.. تُغنّي

وتعزفُ للهوى نَغَماً.. شَجيّا

 

وجئتُ البحرَ.. أُقرِئُهُ سلامي

وحبّي.. فانتشى طرباً.. وحيّا

 

ف”طرطوسُ” النّدى أغنتْ يراعي

بحسنٍ عزَّ في وطني سَمِيّا

 

عروسٌ.. زانها غَيَدٌ.. ودَلٌّ

فهل شاهدتَ سِحراً بابليّا

 

ففيها الزهرُ.. عطَّرَ كالصبايا

وفيها الشعرُ نوَّرَ.. كالثُّريّا

 

ف”حامدُ”(1) عاشَ فيها عبقريّاً

وعاشَ “نديمُ”(2) فيها عبقريّا

 

وزفَّ “محمّدٌ”(3) شعراً حديثاً

أصيلَ الوجهِ.. واليدِ.. والمُحيّا

 

وهذا اليومُ.. يومُكَ ياصديقي

وكنتَ – على الزمانِ- بهِ حَفِيَّا

 

فغرِّدْ للهوى المعسولِ لحناً

وللإنسانِ لحناً سَرمديّا

 

4

صديقَ الحرفِ.. ياقلماً تَسامى

وياصَرْحاً ثقافيّاً.. عَلِيَّا

 

ستبقى في الحِمى قمراً مُضيئاً

وروضاً عاطراً.. وهوىً نَديّا

 

ف”طرطوسُ” العلا.. فَخَرتْ مَلِيّاً

وحُقَّ لها الفَخارُ بكم مَلِيّا

 

فأنتَ الزهرُ.. حيّاها صباحاً

بنفحتهِ.. وحيّاها عَشِيّا

 

* * *

 

نيسان- 2009

================================

(1)– هو الشاعر الكبير “حامد حسن”.

(2)– هو الشاعر الكبير “نديم محمّد””.

(3)– هو الشاعر الكبير “محمّد عمران”

 

(سيرياهوم نيوز-صفحة فكر وادب الشاعر عبد اللطيف محرز1-3-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آخرها «تاج» ومنها «إخوة التراب» و«حمام القيشاني» … مسلسلات وثقت ذكرى تحرير الوطن وجلاء المستعمر

وائل العدس   اليوم، نحتفل بالعيد الذي زها به وطننا بذكرى جلاء المستعمر الغاشم عن أراضينا لننعم بالحرية التي تم انتزاعها بفضل تضحيات جسيمة، وأرواح ...