عودة لمدرب المنتخب

غسان شمه

بعد سيل الانتقادات التي طالت المنتخب والجهاز الفني، إثر سلسلة من الخسارات وتواضع الأداء، يبدو أن اتحاد الكرة وجد الطريق الأنسب هو العودة للبحث عن مدرب أجنبي وهو ما كان قد تحدث عنه في بداية عمله حين تم الإعراب عن رغبة كبيرة بالتعاقد مع مدرب أجنبي يكون «السيفي» الخاص به على المستوى المطلوب، بعد اكتشاف أن مدربينا المحليين، بشكل عام، متشابهون في المستوى والأداء.

تجاربنا القريبة مع المدربين الأجانب لم تكن بالمستوى المرضي، لا بل شهدت الكثير من المشكلات والإشكاليات التي انتهت بطريقة استعراضية، ولم تقدم للمنتخب شيئاً يذكر، على الرغم من الضجة التي رافقت أحد أولئك المدربين وكانت النتيجة بمنزلة صدمة، فهل يعود ذلك لمستوى المدرب نفسه؟ أم لطريقة العمل الإداري والتدخلات في عمل الجهاز الفني، الأمر الذي أوصلنا لتلك النتائج؟.. أم إن واقع الكرة ومستوى اللاعبين لم يساعد المدربين في توفير أوراق يستطيع المدرب من خلالها تحقيق النتائج المرجوة؟

في الواقع يمكن أن نجد في كل ما سبق الإشارة إليه وقائع ساهمت في إيصالنا ما وصلنا إليه؟ وخاصة أن الجميع يعلم واقع العمل الإداري والفني لاتحادات سابقة فشلت في الوصول إلى ما كانت تصرح به، فهل يمتلك الاتحاد الحالي القدرة على الخروج من هذا النفق الطويل؟

بالنظر إلى واقع لاعبينا المحليين فنحن نلمس تراجعاً واضحاً على مستوى الأداء الفردي والجماعي، وهو أمر من الطبيعي أن ينعكس على واقع المنتخب، فحين تضيق القدرة على الخيارات المتاحة من اللاعبين القادرين على تنفيذ رؤية المدرب وخططه بالشكل الأمثل سيكون البحث عن البدائل في المحترفين أمراً طبيعياً وهو ما سيضعنا أمام جهود متعددة على هذا الصعيد ضمن واقع الحال الذي نعمل أساساً على تغييره.

ندرك أن العمل يجب أن يكون طويل الأمد، وأن الرهان يجب أن ينطلق من رؤية تتعلق بقواعد اللعبة وطريقة إدارتها والاستفادة من المواهب وتنميتها، وهذا يحتاج إلى وقت وعمل كبيرين لا يمكن أن يتحققا إلا من خلال عمل إستراتيجي منظم، وبالتالي فالجميع اليوم أمام مسؤولية كبيرة تحتاج لأدوات عديدة بدءاً من المال مروراً بالملاعب واللاعبين والعقليات.

وانتهاء بالمدربين الذين يحتاجون إلى ثقة وزمن من أجل الوصول للغايات التي نسعى وراءها، وقد يكون الاستحقاق القادم مفصلاً مهماً لانطلاقة مختلفة وسليمة في قادم الأيام.

سيرياهوم نيوز 1-الوطن