آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » في ذكرى رحيل «فطوم حيص بيص» … نجاح حفيظ.. وقفت مع صلاح سورية وأكدت أن الرئيس الأسد رجل مواقف عظيمة

في ذكرى رحيل «فطوم حيص بيص» … نجاح حفيظ.. وقفت مع صلاح سورية وأكدت أن الرئيس الأسد رجل مواقف عظيمة

| وائل العدس

كانت مثالاً للفنانة صاحبة الموهبة الحقيقية التي فرضت موهبتها على الجميع، إنها نجاح حفيظ صاحبة الأدوار الخالدة، من جيل الزمن الذهبي، الذي كان يفرض فيه الشخص نفسه بالموهبة، فاشتهرت بشخصية «فطوم حيص بيص» التي ظلت محفورة في ذاكرة المشاهد السوري والعربي.

الفتاة الجميلة التي وقفت أمام عدسات المخرجين وهي في سن التاسعة عشرة من العمر وهي ابنة الحي الدمشقي العريق الصالحية، وكانت من مؤسسي السينما السورية ولها بصماتها بالسينما العربية وكذلك الدراما والمسرح، وتوفيت إثر نوبة قلبية عن عمر 76 عاماً في السادس من أيار عام 2017.

كانت بداية الفنانة الراحلة في ستينيات القرن الماضي عبر الشاشة الذهبية، وشهدت فترة السبعينيات تألقها الفني من خلال تجسيدها لشخصية «فطوم حيص بيص» في مسلسل «صح النوم» بجزأيه عام 1974، ورباعية «ملح وسكر»، حيث فتح لها هذا الدور أبواب الشهرة عربياً ورسخ أقدامها ممثلة كوميدية قديرة.

وقدمت أفلاماً عديدة، شاركت في أغلب أفلام الثنائي دريد لحام ونهاد قلعي مثل «اللص الظريف» 1968، «خياط للسيدات» 1969، «الثعلب» و«امرأة تسكن وحدها» 1971، «غوار جيمس بوند» و«صح النوم» 1974، «العندليب» و«عندما تغيب الزوجات» 1975، إضافة إلى أفلام أخرى منها «رحلة عذاب» 1972، «شقة للحب» 1973، «غراميات خاصة» و«فاتنة الصحراء» 1974، «زواج على الطريقة المحلية» 1978، «سواقة التاكسي» و«ضياع في عيون خائبة» 1989.

وفي مسيرة حفيظ مع شاشة التلفزيون عشرات الأعمال الدرامية التلفزيونية ومن أهم مسلسلاتها: «فوزية» عام 1977، «تجارب عائلية» 1981، «لك يا شام» و«شجرة النارنج» 1989، «هجرة القلوب إلى القلوب» 1990، «البديل» و«بسمة الحزن» و«درب التبان» 1992، و«نهاية رجل شجاع» 1994، «أهلا ًحماتي» و«المحكوم» 1996، «اللحظة الأخيرة» 1996، «الفراري» 1997، «رقصة الحباري» 1999، «الخوالي» و«أنت عمري» 2000، «عش المجانين» 2001، «الهروب إلى القمة» و«أبو المفهومية» 2003، «مرزوق على جميع الجبهات» 2004، «حاجز الصمت» 2005، «الخط الأحمر» و«ليل ورجال» 2008، «آخر أيام الحب» و«هدوء نسبي» 2009، «الخبز الحرام» و«البقعة السوداء» 2010، «أيام الدراسة» 2011، أما آخر عمل شاركت فيه فيعود إلى ما قبل تسع سنوات وتحديداً موسم 2013 وهو مسلسل «فتت لعبت».

ولها مشاركاتها الواسعة في التمثيليات الإذاعية وأشهرها مسلسل «حكم العدالة».

حيص بيص

نجاح حفيظ التي انتسبت إلى نقابة الفنانين عام 1967، جسدت في مسلسل «صح النوم» دور «فطوم حيص بيص» صاحبة الفندق، وهي تظهر فتاة جميلة، بريئة وساذجة، تعشق حسني البورظان، في حين الآخرون، وخصوصاً غوار الطوشة، يخطبون ودها دون جدوى، ورغم ظهورها في أعمال درامية لاحقة، إذ جسدت أدوار الأم الحنون، صاحبة الدموع السخية، لكن المشاهد لم يستطع النأي بنفسه عن عقد مقارنة بين تلك الشخصية والشخصيات اللاحقة، فقد بقيت تلك الشخصية طاغية، حتى غدت مقياساً.

قالت عن الشخصية في أحد لقاءاتها: «أنا إلى الآن أفتقدها، ويسعدني جداً مناداتي بـ«فطوم»، فهو نجاح فوق نجاح حفيظ، كنت أعمل لمجرد التمثيل وليس للمادة، فالشخصية دخلت إلى قلوب الناس ولم تكن تمثل أبداً، كانت صادقة إلى أبعد الحدود، كنت في سن التاسعة عشرة من العمر.

وأضافت في لقاء آخر: «تلك الشخصية كان لها عزوتها الفنية وتم نسيانها حتى ظهور الفضائيات التي أعادت لها ألقها»، مؤكدة أن «الشخصية عزيزة على قلبها لأنها جعلت الناس يحبونها ومن خوفها عليها كانت ترفض أن تؤديها ما لم يكن النص الدرامي مكتوبا أساساً لتلك الشخصية، إذ إن الفنان الراحل نهاد قلعي رسم ملامحها بحساسية عالية باتت اليوم مفقودة»، وذكرت أنها ما زالت تعاني أثر تلك الشخصية فيها كفنانة تريد أن تقول شيئاً جديداً غير الذي قالته تلك الشخصية سابقاً.

بنت الشام

بعد تجسيدها شخصية «أم جواد» في الخوالي، قالت بنت الشام: «أعتبر أنني أقدر على تأدية أدوار البيئة الشامية وخاصة أنني بنت الصالحية لكن المفاجئ في مسلسلات البيئة المبالغة في الأداء، فأنا ما زلت أتذكر حتى الآن العادات الشامية القديمة والهدوء والاتزان الذي تمتعت به نساء ذلك الزمان والحياء الكبير الذي اتصفن به وذلك على نقيض ما نراه في مسلسلات اليوم».

وأضافت: «أنا ابنة دمشق، أعرف تفاصيل الحياة في دمشق القديمة وعاداتها وتقاليدها وقصصها، والمنزل الذي كان يعيش فيه أفراد أسرة «طوق البنات» الحقيقيون لا يبتعد عن بيتي خطوات، ومع هذا لا مخرج ولا كاتب ولا مؤلف ولا زميل ولا نقابة الفنانين يطرقون بابي ويسألون عن صحتي أو إسداء أي دور لي، بل فوجئت من الزملاء أنهم قالوا لي نعلم أنك خارج سورية، هكذا يروجون عني، أحب أن أقول أنا دمشقية ولن أترك بيتي ومدينتي ما دمت أتنفس الهواء».

أم الشهيد

أثرت حفيظ في الملايين عندما أدت دور الأم التي تبكي ابنها الشهيد في مسلسل «البقعة السوداء»، عندها علقت: «أقوم بدور الأم، وأنا لم أرزق بطفل خلال زواجي، وأعتبر أي طفل هو ابني، وحقيقة أعيش دور الأم وأشعر بأنني أعيش مع عائلتي، وأعاملهم كأنني الأم الحقيقية لهم، وأؤدي تفاصيل حياة الأم المحبة لأبنائها، ولذلك كانت علاقتي تستمر معهم فترات طويلة، والقصد من التفاني بهذا الدور أن أكون قدوة لكل أم لأنني أكون ضيفة على بيوت الوطن العربي بكامله وليس فقط الأسرة السورية، وأنا لا أقبل أدوار الشر، ببساطة لأني لا أريد لهذه الأم أو هذا الطفل أن يفكر ولو للحظة أنني امرأة جبارة قوية».

صلاح سورية

بعد اندلاع الأزمة والحرب الكونية على سورية عام 2011، سئلت نجاح حفيظ عن موقفها فقالت: «أقف مع صلاح سورية، وإعادة الأمن والهدوء لها، وأؤكد أن الرئيس بشار الأسد رجل مواقف عظيمة، وبإمكانه أن يخرج بسورية إلى مكانها الطبيعي، مع الإشارة إلى أن هذا ليس موقفاً سياسياً بل هو تعبير عن موقفي من رجل أثق كل الثقة بأنه محب لبلده ولشعبه».

سيرياهوم نيوز3 – الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حلب تودع أحد أعلامها الذين عشقوا التاريخ العريق لسورية … محمد قجة موسوعي حدد منزل المتنبي وأمين حلب عاصمة للثقافة الإسلامية ونال جائزة الدولة التقديرية في النقد والدراسات

مصعب أيوب   نعت الأوساط الثقافية السورية ممثلة بوزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب، الباحث والكاتب السوري محمد قجة الذي غادرنا أمس الأربعاء عن عمر ناهز ...