آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » ما لم يعمل به العلماء والخبراء!

ما لم يعمل به العلماء والخبراء!

| إسماعيل مروة

طبيعة ثقافتنا مختلفة ومتخلفة، وذلك لارتباط ثقافتنا بالغيب أولاً، وبانتظار الخارق من الأمور في كثير من الأحيان! والتمسك بمفهوم البطل المخلّص الذي يأتي دون موعد، ويأتي بالخوارق ودون أن يطلب منها أحد أن يفعل ذلك!

والأخطر في مكوننا الثقافي ادعاء المعرفة عن جهل وغياب تام للمعرفة، والتمسك بقواعد المعرفة الجاهلية.. وكل ذلك أوصلنا إلى حضيض لا يمكن تخيله في الجوانب المعرفية، فهذا أطلق لحيته، وحضر بعض الجلسات يتحول إلى شيخ ويمارس الإفتاء! أو يصبح واعظاً يتحدث عن يسوع والمسيح وكأنه واحد من أهم علماء اللاهوت! وهذا استمع إلى نشرات أخبار عديدة تحول إلى شخص يقدم رأيه في السياسة، ويتخيل الخطط، وينتقد ويتحدى، فتراه يراهن على مجريات سياسية، وعندما يحدث ما لم يكن يعرفه تراه يشتم السياسة وينعتها بأوصاف عديدة لأنها خالفت جهله.

تتعرض البلدان لمشكلات اقتصادية واجتماعية وسياسية، ويصدمك هؤلاء الذين يتصدون لمعارف لا يعرفون عنها شيئاً، فهذا يتابع رحلة العملة العالمية الدولار وهو من الذين يبيعون كل شيء وأنفسهم للحصول عليه، لكنه يحلل ويضع له نهاية حتمية، وكأنه مسؤول الخزانة عن طبعه وتوزيعه، ويستمر بالحديث والتحليل وهو لا يملك أمره، ولا شروى نقير في كل ما يتحدث به! ويجلس لينعت الناس بالجهل، وربما وضع نفسه مكان الساسة الكبار في الدول الكبرى، ويقول: كان عليه أن يفعل كذا، وعليه أن يتصرف بهذه الطريقة! فهو أدرى بآليات توزيع البوارج وحاملات الطائرات! وربما تواضع ليضع نفسه مكان الساسة في الدول العربية ليقول ما عليهم فعله، وربما طرح الحلول التي من الممكن أن تنقذ البلدان من مشكلات وأزمات وحروب..! ولو ذهبت إليه فستجد أنه غير قادر على فعل شيء ضمن أسرته، وهو غير قادر على بناء أسرة، ولن تجده قادراً على استيعاب أولاده وتقديم ما يلزم لهم! هو أخفق في أسرته، لكن لا بأس أن يرسم خطوط حركة السياسة والحروب والسلام في العالم، وبلاده ضمناً! وهذا يحدثك عن التضخم ومشكلة زيادة الرواتب في دولتنا، وفي أي دولة، وما يمكن أن تسببه من تضخم، ويتحدث وهو بالكاد يعرف بعض الأرقام، ليضع خططاً لا علاقة لها بالعلم، لكنها مجموعة من الجمل الإنشائية التي حفظها ورددها، وربما هذا نفسه أوكل إليه في غفلة من الزمن أمر ما فلم يفلح، ولكنه قادر على التنظير، وربما زاد تنظيره وهو يعابث أنفه ليكمل المرحلة العبثية التي لا فائدة منها، المهم أن السيد يفهم ويخطط!

أما رأيتم المشجعين في بلداننا يجلسون أمام الشاشات لمتابعة كأس العالم والدوري الأوروبي أو الإنكليزي أو الإسباني، وهو لا يميز بين أنواع الكرات التي يحسن اللعب بها، فيتحدث عن خطة المدرب الفاشلة ، فقد اختار طريقة للعب ليست جيدة وكان عليه أن يلعب بطريقة مختلفة! كل متابعي كرة القدم في بلادنا أكثر فهماً من مدربي الأندية والمنتخبات، وإذا ما ربح الفريق الذي يشجعونه يقولون: ربحنا! وإذا خسر فريق ينافس فريقهم ينتابهم الجنون الفظيع! ما شهدتم الشجار والتحطيم في أثناء المباريات الكثيرة التي جرت.. وربما زاد الأمر عند كثيرين ليقوموا بشتم اللاعبين، وكأن ساحة الملعب على أكفهم! كان عليه أن يلعب كذا أو كذا وهكذا…!

ترى أما من فرق بين الحب والخبرة؟!

أما من فرق بين المهنة والهواية؟!

أما من تقدير للاختصاص الذي يحمله الواحد منا؟

حتى على صعيد المسؤولين، نجد المسؤولين العرب يتحدثون في كل شيء، وكأنه لا وجود للاختصاص، ليس من حق المتخصص من المسؤولين عن التجارة أن يتحدث في السياسة والخارجية، وليس على الثقافة أن تتحدث في السياسة، وليس على الاقتصاد أن يقوّم الكتب الفكرية، خاصة إن كانت الآراء تخرج إلى العلن!

على كل منا أن يذوب في علمه واختصاصه، وأن يترك للآخر اختصاصه، وأن يبدأ الخلاص بشكل فردي إيجابي ليصل المجتمع إلى قمة التخصص، وعندها تبدأ العجلة بالدوران.

فقد يكون ذلك صائباً فلنجرب.. لم يبق واحد في العالم العربي لا يجيد الكتابة، خاصة من المسؤولين والهواة، فهل يجدر بنا أن نستخف بكل شيء للاشيء؟

ما قولكم بمستقبل العملة العالمية؟

ماذا سيحدث في العالم من أحداث؟

ماذا عن المراهنة على التغييرات المتوقعة؟

 

سيرياهوم نيوز3 – الوطن

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ماجد المهندس يستعد لإحياء حفل في دبي ويحصد لقب “صوت الحب”

يتجه الفنان الكبير ماجد المهندس نحو دبي لإحياء حفل مميز في الإمارات العربية المتحدة، حيث سيكون حضوره على مسرح دبي أوبرا يوم 31 مايو 2024. ...