كثر الحديث مؤخراً عن نقص شديد في المواد الغذائية في صالات السورية للتجارة .. لكن الصور التي عرضت أثناء جولة اللجنة الوزارية المكلفة تتبع تنفيذ المشروعات في طرطوس كانت كفيلة بتبديد تلك ( الشائعات ) .. بالمقابل هناك من همس أن هذه المواد وكثرتها وتنوعها وتنسيقها وطريقة عرضها هي ( لزوم التصوير ) .. وطمأنة السادة أعضاء اللجنة إلى أن الوضع جيد والمواد متوفرة .. ولا خوف على طعام .. وأن غذاء الناس بأمان ..
يوم الإثنين الماضي زرت صالة طرطوس الأولى .. هناك ما يدعو للإحباط فعلاً .. رفوف شبه فارغة .. تخلو من السكر والرز ( الحر ) المعلبات بكل أصنافها التونا والسردين .. المرتديلا … الشعيرية والزيت ورب البندورة .. لكن ما لفت نظري وجود كميات كبيرة من علب لـ ( مسقعة البيتنجان ) وكبيس أوراق العنب لزوم ( اليالنجي ).. وكميات كبيرة من مطربانات دبس الفليفلة الحار جداً .. استذكرت ما قد تفعله وتسببه هذه المادة للأجسام ( النعنوعة ) .. خرجت مسرعاً وأنا ألتفت إلى الوراء .. خشية مطاردتي من مطربان تائه .. قد يغدر بي وأنا أهم بالمغادرة ..
في صالة طرطوس الثانية كان الوضع أسوأ من الأولى .. صحيح يوجد عدة كيلوغرامات من الرز الحر بسعر 1350 للكغ ..وهي فارغة تماماً من أي مواد غذائية أخرى .. لكن وللأمانة يوجد فيها كميات كبيرة من التحف والهدايا والفازات بأحجام مختلفة .. وأجزم أنها لزوم التدخل الإيجابي في سوق لا ينقصه إلا هذه المواد .. !!
الصالة الثالثة كانت في حي الملجأ .. وقد خصصت للخضار والفاكهة .. وأعتذر عن ذكر الأسعار وأنواع الخضار وشكلها ونضارتها .. وغياب كامل لأي نوع من أنواع الفاكهة ..
إذا كان هذا هو حال الصالات المخصصة للتدخل الإيجابي وهذه هي وظيفتها .. وهكذا هو توصيفها .. وهي خالية تماماً من وظيفتها .. فعلى غذائنا السلام .. عندما نسمع كلام المعنيين في السورية للتجارة .. وكلام المسؤولين عنها .. نصاب بنشوة لا يخالجها الشك .. أننا بأمان ..
أرضنا الخيرة .. وربات البيوت يعرفن عن ظهر قلب كيف يعددن وجبات ( المسقعة واليالنجي ) ولسن كسالى حتى يأتين بها جاهزة .. لكنهن عاجزات عن تأمين المعلبات والمواد الغذائية الأخرى التي يفترض أنها متوفرة في صالات جهزت خصيصاً للتدخل في حالات العوز .. أي الإيجابي .. الحكومة وضعت كل ( البيض ) الغذائي في سلة مؤسستها للتدخل الإيجابي .. حتى إنها ستلزمها بتربية الأبقار والعجول.. رفقاً بها .. بالكاد هي تحمل ( عنزة ) ؟!