آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » نجوم عرب آسيا: تألّقٌ لا يتخطّى حدود القارّة

نجوم عرب آسيا: تألّقٌ لا يتخطّى حدود القارّة

شربل كريّم

 

أكثر من لاعب عربي قدّموا مستوى عالياً جداً في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم، ما فتح الباب من جديد للسؤال عن أسباب ندرة وجود عرب آسيا في البطولات الأوروبية الكبرى، وهو سؤالٌ تبدو إجابته معروفة بالنسبة الى أولئك القريبين من نجوم الكرة العربية الذين لم يجاروا يوماً نجوم شرق القارة الأكبر على صعيد الاحتراف الخارجي

 

«لست أنا من يقرر. زوجتي عليها أن تتخذ القرار عني. ليس من السهل ترك النادي والبلاد». بهذه الكلمات، أجاب نجم المنتخب القطري وأفضل لاعب في كأس آسيا أكرم عفيف لدى سؤاله عن إمكانية عودته للاحتراف في أوروبا بعد العروض الرائعة التي قدّمها في البطولة القارية التي توّج هدافاً لها أيضاً، فكان السبب الرئيس في احتفاظ «العنابي» باللقب.

هذه الإجابة للاعب الذي احترف سابقاً مع أوبن البلجيكي وفياريال وسبورتينغ خيخون الإسبانيين، تختصر كل الإجابات عن الأسئلة التي تُطرح دائماً من قبل الغرب حول الأسباب وراء عدم رؤية أيّ بصمة للاعب عربي – آسيوي في أهم البطولات الأوروبية بعكس نظرائهم القادمين من القارة الأفريقية الذين لا يمكن إحصاء تألّقهم أسبوعياً منذ زمنٍ طويل حتى بات معظمهم من أبرز نجوم اللعبة في «القارة العجوز».

هو بالفعل أمرٌ غريب، إذ في بلدانٍ تُصرف فيها مبالغ ضخمة من أجل تطوير المنشآت وكل ما يحيط بكرة القدم فنيّاً وبشرياً، لم يترك أيّ لاعب يوماً تأثيراً يُذكر رغم أن العديد من المواهب التي ظهرت في العقدين الأخيرين من الزمن كان بإمكانها أن تقدّم نفسها بشكلٍ قوي في كرة القدم الأوروبية، لكن معظمها بقي في البلد الأمّ واكتفى بالأضواء المسلّطة عليه هناك من دون أن يسجّل عبوراً في أهم محافل الأندية العالمية.

 

قبل عفيف الكثيرين

إذاً، عفيف ليس الأول، فهناك من برز أيضاً قبله بشكلٍ كبير ولم يضع اللعب في أوروبا هدفاً أسمى له، إذ يمكن أن نذكر مثلاً اسم النجم الإماراتي إسماعيل مطر، الذي رصدته أندية كبيرة عدة بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب في كأس العالم للشباب عام 2003، لكنه لم يترك يوماً فريقه الأمّ الوحدة الذي بدأ مسيرته معه في عام 2001 إلا لفترةٍ وجيزة، حيث أعير الى السدّ القطري للعب معه في كأس الأمير.

أما مواطنه عمر عبد الرحمن، الذي قيل دائماً إنه امتلك مهارات أكبر اللاعبين التي تمكّنه من النجاح مهما تكن التحدّيات، فقد صدم النجم الإيفواري السابق لفريق مانشستر سيتي الإنكليزي يايا توريه، بحسب ما عبّر الأخير عند معرفته برفض «عموري» خوض تجربة مع أحد أفضل فرق إنكلترا، وسط اهتمامٍ كبيرٍ به أيضاً وقتذاك من أندية عريقة مثل ليفربول وأرسنال الإنكليزيين، بوروسيا دورتموند وهامبورغ الألمانيين، وبرشلونة الإسباني.

قصص هؤلاء تعيدنا الى زمنٍ مرّ فيه نجومٌ كبار من عرب آسيا لم يشقّوا طريقهم نحو الاحتراف الأوروبي المطلق، أو إذا صحّ التعبير عرفوا خروجاً خجولاً من أنديتهم الأمّ باتجاه أوروبا، وخصوصاً اللاعبين السعوديين الذين سرقوا الأضواء في منتصف التسعينيات بعد تأهّل «الأخضر» الى كأس العالم 1994 وظهوره بمستوى طيّب، فاحترف سامي الجابر مثلاً لفترة وجيزة معاراً الى وولفرهامبتون وندررز الإنكليزي عام 2000، حيث خاض 4 مباريات فقط، وقد أعجب المدرب دايف جونز بقدراته، لكن الهلال رفض التخلّي عنه نهائياً.

 

المال هو السبب

كما أنه لا يمكن تخيّل أن لاعباً هدافاً مثل السعودي الآخر ياسر القحطاني لم يحترف في أوروبا، ففي إحدى المرات أقام ناديه استفتاءً حول ما إذا كانت هناك موافقة من الجمهور للاستغناء عنه، فانتهى الموضوع بتمديد عقده مع الهلال مقابل 7 ملايين دولار. وهذه المسألة تأخذنا الى سعي الأندية السعودية مثلاً دائماً الى عدم التفريط بنجومها خوفاً من عودتهم للتوقيع مع منافسين لها، فسعت الى عدم عبورهم باتجاه أوروبا ودفع ما يلزم لإبقائهم في صفوفها، وهو أمرٌ لم يمانعه معظمهم، تماماً كما كانت حال القحطاني على سبيل المثال لا الحصر.

وعند المبلغ الخاص بالأخير والمذكور سلفاً يمكن التوقف، إذ إن النجوم العرب يحصلون على مبالغ كبيرة في بطولات بلدانهم، ما لا يخلق أي حافزٍ لمعظمهم لوضع الاحتراف في أوروبا هدفاً أساسيّاً، فهم يجدون أن اللعب في بيئتهم أفضل من أي مكانٍ آخر، وهم أيضاً يتأقلمون في بطولاتهم الوطنية أكثر من أي مكانٍ آخر، بحيث لا يحتاجون الى إضافة أي شيءٍ، انطلاقاً من عامل اللغة ومروراً بالاستقرار الاجتماعي، ووصولاً الى الاستقرار الكروي.

البقاء في الوطن وعلى مقربة من العائلة أفضل من الاحتراف الأوروبي

 

هي مسألة ثقافية بالدرجة الأولى لا تضع كرة القدم بأعلى مستوياتها قبل البقاء في الوطن وعلى مقربة من العائلة، وهي مسائل يهجرها اللاعب الأفريقي قسراً بسبب حاجته الى سبلٍ أفضل للعيش.

وفي وقتٍ لا يمكن فيه إسقاط أن الكثيرين من اللاعبين العرب الموهوبين في آسيا لا يمكنهم مجاراة نسق اللعب الأوروبي، ما حجب احتراف الكثيرين منهم، فإن موهبة بعضهم لا يمكن تجاهلها من قبل الأندية الأوروبية، لكن عليهم مسؤولية شخصية بالاستفادة منها وعدم الاكتفاء بكسب شهرةٍ محلية دونها عالمية. هي نقطةٌ أشار إليها البحريني عبد الله يوسف قبل 5 أعوام عندما وقّع مع سلافيا براغ التشيكي ليشارك معه في مسابقة دوري أبطال أوروبا، إذ قال عن أسباب غياب الخليجيين عن الاحتراف في أقوى البطولات بالقول: «اللاعبون هنا لديهم موهبة إلهية، لكن لا أحد منهم يريد استخدامها».

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«أزمة عقول» في الأندية الأوروبية الكبرى

  يبدو العديد من أندية كرة القدم الشهيرة في مأزقٍ كبير يتمثّل بعدم إيجادها المدرب المناسب لها، ما يخلق فعلياً أزمة مدربين في عالم المستديرة، ...