الرئيسية » كتاب وآراء » نكتة العصر

نكتة العصر

| ديب حسن

ربما من أكثر المفارقات المؤلمة والقاهرة والقاتلة الاستهانة بعقول البشر أي بشر كانوا فكيف إذا كانت الاستهانة موجهة نحو عقل عالمي جمعي وتعمل على تزوير وتشويه تاريخ مازال ماثلاً أمامنا..
بل الجميع يعرف تفاصيله وما فيه.. هل من أحد لا يعرف كيف نشأت الولايات المتحدة الأميركية على جماجم السكان الأصليين.. أتوا الغزاة الجدد هاربين إلى عالم آمن لكنهم كانوا اللصوص ..
نصبوا خيامهم وحين اشتدت أواصرهم وقويت شوكتهم كانت مجازرهم .
أميركا أول الكيانات التي قامت على إبادة الآخرين ثم تبعها الكيان الصهيوني ..
وبالتالي إن تاريخها كله جرائم إبادة… وها هي اليوم تستفز العالم بأن تنصّب نفسها حاكماً يعلن أنه سوف يقدم للمحاكمة من ارتكب جرائم حرب …
سنقول أن الأمر ليس مزحة ولا نكتة العصر ولا هو استفزاز إذا ما كانت واشنطن تريد فعل ذلك بدءاً من تاريخها الأسود من جرائمها الموثقة من قبل مؤرخيها هي ..
سنقول نعم لذلك إذا كانت واشنطن تتجرأ أن تعترف بعدد ضحاياها في العالم.. كم دمرت وكم استباحت من دول.. هل تعترف بملايين الضحايا في فيتنام واليابان وأفغانستان والعراق وسورية..؟
هل تعترف بعدد ضحايا حصارها للدول التي لا تمضي في ركبها ..؟
فلتفعل ذلك ولتكن أركان حروبها على منصة المحكمة الدولية إن كان ثمة محكمة حقيقية..
واشنطن لم ولن تفعل ذلك أبداً وهي ترى نفسها فوق الجميع من حقها أن تقتل وتدمر وتستبيح كلّ شيء… لأنها مفوضة كما يدعي مجانين قادتها مفوضة من السماء…
فعلاً إذا لم تستح فافعل ما شئت.. إنها نكتة العصر التي تدمي القلوب والعقول ليس ضحكاً وإنما الألم على هذا الصمت العالمي لغطرسة واشنطن .

 

سيرياهوم نيوز3 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السعودية والقضية الفلسطينية والحرب على غزة

  رأي مضاوي الرشيد   يكثر اللغط عند الحديث عن الموقف السعودي من الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة والقضية الفلسطينية بشكل عام. وهذا ليس بالأمر ...