آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » هشام طاهر «ينسخ» آلام العراق

هشام طاهر «ينسخ» آلام العراق

ريما النخل

 

تردّنا أعمال هشام طاهر (مواليد العراق 1978) توّاً إلى لوحات الفنان الفرنسي جان بول ريوبيل كمرجعية تكوينيّة ولونيّة و«تبقيعيّة» للوحاته المعلّقة حتى الثلاثين من آذار (مارس) في «غاليري عايدة شرفان» تحت عنوان «في صحتكم». بيد أنّ هذه المرجعيّة تتحوّل إلى محاكاة نافرة تبلغ، للأسف، درجة النسخ، إنّما مع انزياح إلى معالجة «محليّة» متّصلة بالوضع العراقيّ المؤلم حيث الشعب المغلوب على أمره والغارق في الفوضى والأزمات من كلّ نوع ظلماً وفساداً وتنازعاً على السلطة بين أطيافه ومكوّناته.

 

 

 

 

ad

«اللعبة» (مواد مختلفة على كانفاس ـــــ 150 × 150 سنتم ـ 2023)

 

لوحات طاهر من المقاس الكبير، تعبير عن أهوال الواقع. الألوان أداة تعبير عن حجم القلق والتوتر والعزلة، وعن الإنسان المتلاشي حضوراً خلف هذا التجريد اللونيّ القائم على إيقاعات الجسد والهاجس التعبيريّ والرمزيّ. ففي اللوحة الواحدة تموّجات وانسيابات تعكس ضياع الداخل وصراعاته وانفعالاته. لوحاته كلّها تجريدية ذات أشكال هندسيّة، مربّعة أو دائرية، وذات طبقات عليا كثيفة التعرّجات، محفورة على نحو خافت بتكوينات مربّعة الأضلاع أو ذات دوائر مرتبطة بنقطة مركزية ذات ثراء لونيّ تحتها. لوحة مثل fugue (اختفاء) مليئة بالكتل الخضراء والرمادية، كأنّها ترمز إلى صراع بين مجموعات بشرية. كلّ لوحة من لوحات طاهر تدور حول نسق لونيّ محدّد، ملتقطاً من الناحية المفاهيميّة المشهد الذي يُلهمه، متلاعباً بالألوان والدهانات الزيتية والأكريليكيّة والـ «ميكسد ميديا». أمّا لوحاته كبيرة الحجم فكأنّها فسيفساء تلتفّ أجزاؤها الملتوية عند حوافّ متعرّجة، وتعكس شرائط اللون الغامض فيها جرأة تلوين وتكوين ومزج بين التعبيريّ والتجريديّ. كأنّ طاهر «عَصَرَ» أنبوب الطلاء مباشرة على سطح اللوحة ثمّ مرّر فيه سكيناً لجعله فسيفسائياً، متأثراً هنا بتقنية جاكسون بولوك.

ad

الكثافة اللونية في أعماله ترتبط بالتجريد الغنائيّ الذي تُحدِثُهُ الأحجام الهندسية والأسطح المتلألئة بألوانها

 

الكثافة اللونية في أعمال طاهر ترتبط بالتجريد الغنائيّ الذي تُحدِثُهُ الأحجام الهندسية والأسطح المتلألئة بألوانها. معظم لوحاته تجريديّة ذات ألوان وخطوط واضحة وجريئة بالـ «ميكسد ميديا» على القماش، فهو يحرص على استخدام اللون للتعمية على تأثّره بعدد من الفنانين العالميين من جنسيات مختلفة، أوروبية وأميركية، والدليل على ذلك تفاوت مستوى أعماله التي تبدو لنا مثل «بانوراما» من تأثّرات مختلفة. بعض لوحاته ذو خلفية معتمة وألوان داكنة، وبعضها الآخر ذو ألوان حارّة (أزرق، أحمر، أخضر، أصفر…). «دسامة» لونيّة تصرف الانتباه عن العناصر الأهمّ، كالمضمون والموضوع والرمز ودلالات التكوين ومرتكزاته التيماتية. التأثر، إن لم يكن التقليد، شتّت المعنى وألهى الناظر إلى اللوحة بمفرداتها الشكلانية، الهندسية واللونية، فما عدنا نعرف كيف نقل لنا هشام طاهر مأساة عراقه.

ad

 

 

* «في صحتكم»: حتى 30 آذار (مارس) ــ «غاليري عايدة شرفان» (ستاركو ـ بيروت) ـ للاستعلام: 03/839111

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

انطلاق فعاليات مهرجان الشيخ صالح العلي بدورته السادسة والعشرين في مدينة الشيخ بدر بطرطوس

انطلقت اليوم فعاليات مهرجان الشيخ المجاهد صالح العلي بدورته السادسة والعشرين والتي تتضمن نشاطات ثقافية رياضية ومعارض حرفية وفنية على مدى يومين في ساحة الضريح بمدينة ...