آخر الأخبار

وعي أزرق

رؤية – فاتن أحمد دعبول

ربما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بتسمياتها المختلفة، واحدة من أهم الأمور التي تهيمن على عقول شبابنا وتشغلهم بمعطياتها المتنوعة وغير المضبوطة على إيقاع ثقافتنا ومعاييرنا القيمية، ماأدى إلى تشتت أذهانهم وابتعادهم عن الحقيقة الصادقة، بل التمادي والانغماس في واقع فضائي معسول يمتزج فيه السم بالدسم.
واليوم ونحن نقترب من الانتخابات الرئاسية نحتاج وعياً مختلفاً ينهض به الشباب من أجل العمل على الارتقاء بالبلاد والسير بها في طريق البناء والإعمار، وهذا بالطبع يتطلب جهودا كبيرة ومتطوعين يعسكرون على منافذ التواصل الاجتماعي لبث الوعي تجاه المسؤوليات الملقاة على سواعد الشباب وقدراتهم اليانعة والعمل بإخلاص للتصدي لهجمات الإرهاب والعدوان الملطخة أيديه بدماء أبنائنا وشهدائنا الزكية.
وهنا لابدّ من الاعتراف بأن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تحتل المرتبة الأولى من حيث المتابعة لسهولة تداولها، وكونها متاحة على مدى النهار كاملاً، مايجعلنا ندق جرس الخطورة لما تتضمنه من فضاءات مفتوحة على العالم جميعه بغثه وسمينه، وبعجره وبجره وانتماءاته واتجاهاته التي لاتمت لمجتمعاتنا وثوابتنا القومية والوطنية بصلة، وهي لاتشبهنا في عاداتنا وقيمنا من جهة أخرى.
ويحضرني في هذه اللحظة فيلم” التايتنك” وكيف استطاع المخرج وببراعة كبيرة تسليط الضوء على موت بطلي الفيلم، حتى انتزع تعاطف الجمهور وبكاءه، في الوقت الذي مات على متن السفينة نفسها مئات من الأطفال والنساء وكبار السن، دون يلتفت إليهم المخرج، بل تعامل معهم بدم بارد، وكأن المشاعر الإنسانية اختزلت في مشهد البطلين فقط، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي تمارس الدور نفسه في استنزاف عقول الشباب وحتى الأطفال وتقذف بهم بعيداً عن قضايا مجتمعهم الهامة إلا من وعى وتفكر.
المسؤولية مشتركة، بل هي واجب وطني، يمارسها كلّ من موقعه لتكريس الوعي لدى أبنائنا والأخذ بيدهم ودعمهم عبر أنشطة ثقافية ومبادرات مجتمعية تكرس لديهم حس الانتماء والمواطنة والعمل، فهم بناة المستقبل الواعد، وبسواعدهم الفتية تعلو هامات الوطن وتنتصر.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سفسطة وجدل بيزنطي!

د. بسام أبو عبد الله   نشأ أيام الإمبراطورية البيزنطية نقاش عبثي يُعرف تاريخياً بالجدل البيزنطي، حيث أدمن مواطنو بيزنطة الجدل اللاهوتي، والنقاش حول طبيعة ...