بمشاركة 12 دولة عربية انطلقت اليوم أعمال المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في مجمع صحارى بريف دمشق.
وأكد الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ورئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية جمال القادري خلال افتتاح أعمال المجلس أن ما مرت به سورية خلال الأعوام 11 الأخيرة وما واجهته من إرهاب وحصار والصمود الأسطوري والانتصار الذي حققته بحكمة قيادتها وبسالة الجيش العربي السوري وصمود الشعب المؤمن بوطنه وقضيته والذي يسعى على كل الصعد والمستويات لمسح آثار الحرب والعدوان وإعادة الإعمار يثبت أنه لا مستحيل متى توافرت الإرادة والتصميم ويشكل درساً في انتصار إرادة الشعوب مهما بلغت التحديات.
ودعا القادري كل القوى والمنظمات في العالم لإدانة ومحاربة الإرهاب وداعميه وفي مقدمته الإرهاب الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين وأهلنا في الجولان السوري المحتل وكل الأراضي العربية المحتلة وإدانة الإرهاب الاقتصادي المتمثل بسياسات الحصار والإجراءات القسرية التي تفرضها دول أصبحت غايتها معروفة للجميع بتحقيق أجنداتها السياسية ومصالحها.
وأشار القادري إلى أن المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يدين الممارسات العنصرية لسلطات الاحتلال الصهيوني والهجوم البربري الأخير على أهلنا في قطاع غزة واعتداءات الاحتلال على الأراضي السورية التي تمثل انتهاكاً لكل المواثيق والأعراف الدولية داعياً جميع الشعوب والحكومات العربية لاتخاذ كل الإجراءات التي تكفل فضح وردع التصرفات العدوانية لسلطات الاحتلال.
وشدد القادري على أن التحديات الضخمة التي يواجهها العالم بأسره اليوم تستوجب التعامل معها بحكمة وصلابة وموضوعية للخروج منها بأقل الأضرار والأخطار على الطبقة العاملة لافتاً إلى أن تحديات التنمية وتحديات ما بعد جائحة كورونا و تفشي الإرهاب فرضت واقعاً صعباً ضرب الاقتصاد العالمي عموما وتأثرت به معظم الدول العربية وخاصة الطبقات الضعيفة اقتصادياً والتي تأتي الطبقات العاملة في مقدمتها ما يستدعي من النقابات العربية التعامل معها بمزيد من الوعي والعمل المشترك لمواجهتها والتخفيف من آثارها.
وأشار القادري إلى أن أعمال المجلس ستناقش الواقع النقابي العربي والتحديات والمعوقات التي تعترضه ومحاولة إيجاد حلول من شأنها النهوض بالواقع النقابي والعمالي في خضم المتغيرات الهائلة التي تعصف بالمنطقة والعالم انطلاقاً من شعار الاتحاد الدولي “قوتنا في وحدتنا” لافتاً إلى أهمية الانفتاح على التكتلات النقابية الإقليمية والدولية لخلق تفاهم مشترك حول كل القضايا العربية المحقة والتحديات المشتركة.
وأكد القادري أهمية التعاون البناء بين الشركاء أطراف عملية الإنتاج العرب “الحكومات وارباب العمل والعمال” بما يسهم في رسم سياسات تنموية تحقق طموحات العمال العرب في الرفاه وتحسين واقعهم وأوضاعهم.
من جهته تحدث وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين عن الآثار السلبية التي خلفها الإرهاب والإجراءات القسرية الاقتصادية الجائرة على الشعب السوري وعلى الطبقة العاملة بوجه الخصوص لافتاً إلى الجهود التي تبذلها سورية رغم التحديات والصعوبات لتحقيق المزيد من المكتسبات للطبقة العاملة التي تعتبر جزءاً أساسياً من صمود ونصر سورية وموضحاً أنه تم تطوير البيئة التشريعية الناظمة لسوق العمل وعلى رأسها تعديل قانون التأمينات الاجتماعية وقانون العمل وإحداث مكاتب عمل ضمن المدن الصناعية في عدرا ويبرود بريف دمشق وحسياء في حمص والشيخ نجار بحلب.
ولفت الوزير سيف الدين إلى أهمية الاتحاد الدولي لنقابات العمال لأنه يشكل الإطار الذي يعبر عن وحدة مصير وكفاح الطبقة العاملة على امتداد الأمة العربية ويعزز العمل على تفعيل مشاركتها في عملية التنمية وتوطيد أواصر الأخوة بين عمال الوطن العربي مبيناً أنه انطلاقاً من هذا الهدف القومي النبيل يجب رفع الصوت عالياً لإدانة ومواجهة كل أشكال العدوان والاحتلال والحصار على سورية وجميع البلدان العربية لتحقيق شعار الاتحاد “قوتنا في وحدتنا”.
بدوره أكد رئيس المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يعقوب محمد حسين أهمية تعزيز الحوار والتضامن النقابي العربي لتجاوز التحديات ليكون الاتحاد قلعة صامدة تحطم كل مخططات التشرذم والتشتت.
وأشار حسين إلى أن الاحداث التي شهدتها الدول العربية خلال السنوات الماضية تركت نتائج سلبية على حساب العمال ومكتسباتهم حيث زادت نسب الفقر والبطالة وارتفع التضخم وتراجعت عمليات التنمية ما يلقي على الحركة النقابية العربية مسؤوليات وأعباء إضافية يجب التعامل معها بالمزيد من الوعي والتعاون والموضوعية.
من جانبها شددت ممثلة المدير العام لمنظمة العمل العربية رانيا رشدية على أن انعقاد المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في سورية قلعة الصمود والتصدي هو دعم لنضال عمال سورية على مدى 11 عاماً الأخيرة مشيرة إلى ضرورة وقف تجميد عضوية سورية في جامعة الدول العربية والعمل على رفع الإجراءات القسرية والحصار الجائر المفروض عليها.
سيرياهوم نيوز 1-سانا