| القنيطرة – خالد خالد
لم تتوقف معاناة أبناء القنيطرة خلال مراجعتهم مشفى أباظة وهو الوحيد بالمنطقة بسبب نقص الكادر الطبي الأخصائي والمقيمين، لتزيد مع تعطل وتوقف بعض الأجهزة الطبية المهمة عن العمل كجهاز التنظير الهضمي العلوي والسفلي والجهاز البانورامي، عدا قدم أغلبية الأجهزة واستهلاكها وصعوبة إصلاحها لقدمها وفقدان قطعها وانتهاء عمرها الافتراضي كأجهزة الشعبة العينية والإيكو (منذ إحداث المشفى 1984).
ويبقى الأهم شكوى المراجعين من نقص أو فقدان المستهلكات الطبية واضطرار المريض لشرائها من السوق المحلية (قساطر وريدية- جبس للكسور- مادة ظليلة لصور الطبقي المحوري)، حيث أكد أحد المرضى أن المادة الظليلة سعرها يتراوح بين 115 – 125 ألف ليرة، وهذا مبلغ غير قليل في ظل الظروف المعيشية الصعبة وضعف الدخل.
واللافت أن للعاملين بالمشفى أيضاً معاناة في موضوع النقل حيث تتوقف وسائط النقل لمدة أسبوع لعدم توافر مادة المحروقات وصعوبة التنقل من مناطق سكنهم إلى مكان عملهم وتكبدهم أعباء مالية، عدا الوقت والجهد واضطرارهم لركوب أكثر من وسيلة نقل.
المدير العام للهيئة العامة لمشفى الشهيد ممدوح أباظة الدكتور بشار حلاوة أكد أن المشفى يقدم خدماته العلاجية والصحية لأبناء القنيطرة وتجمعاتها وللمناطق المحاذية للمحافظة من محافظتي ريف دمشق ودرعا، وهذا الأمر يشكل عبئاً إضافياً على المشفى لأنه الوحيد بالمنطقة، مشيراً إلى وجود معاناة من نقص الكادر الأخصائي (طبيب كلية- جراحة صدرية- أوعية دموية- مفاصل..) وهذه المعاناة ليست وليدة اللحظة ولكنها زادت خلال الأزمة نتيجة تسرب عدد كبير من الأطباء وسفرهم خارج القطر.
وأشار حلاوة إلى رفد المشفى بـ126 طبيباً مقيماً نتيجة المفاضلة الأخيرة، وهذا الأمر جيد، ولكن الحاجة إلى أطباء مقيمين متقدمين وباختصاصات نوعية (سنة رابعة وخامسة) لتدريب المقيمين الذين تم قبولهم مؤخراً، والمساهمة في تخفيف الضغط عن الكادر الحالي، آملاً بندب الأطباء المتقدمين من مشافي دمشق لمشفى أباظة ودورياً ولمدة شهر واحد من كل اختصاص.
وحول غياب المستهلكات الطبية وقيام المرضى بشرائها، أفاد مدير المشفى أن الاستجرار مركزي حيث يتم تزويد المشفى بكميات من المستهلكات الطبية، وفي بعض الأحيان يتأخر ورودها وهو ما يضطر المراجع لشراء بعض المستهلكات، وهذه المسألة عامة في جميع مشافي القطر بسبب الحصار الجائر على القطر، مشدداً على أن المشفى يقدم خدمات كبيرة ومنها الطبقي المحوري (صورة الطبقي المحوري 1500 ليرة) وإيكو القلب والتحاليل الهرمونية بمبالغ زهيدة جداً وبأقل من التكلفة، وهذا يؤدي إلى زيادة الأعباء المادية على المشفى بسبب تقلب الأسعار وزيادة أسعار المواد.
وأضاف حلاوة: إن تبدل الأسعار سبب الكثير من العراقيل سواء في عمليات الترميم أو إصلاح الأجهزة أو شراء أجهزة جديدة متطورة، عدا إجراءات التعاقد التي تأخذ وقتاً طويلاً وهو ما يؤدي إلى إخفاق المناقصات، مبيناً أن تغير الأسعار أدى إحجام العارضين عن التقدم لمناقصة توريد أجهزة عينية وكذلك الأمر بالنسبة للتعاقد مع وسائل نقل لنقل العاملين بالمشفى.
وحول شكوى قدم الأجهزة وتعطلها، أوضح مدير مشفى أباظة أن الأجهزة قديمة منذ افتتاح المشفى وهناك صعوبة بإمكانية إصلاحها، أو ارتفاع كلفة الإصلاح كجهاز التنظير العلوي والسفلي بسبب عدم توافر القطع بالسوق المحلية، وكل ذلك بسبب الحصار الجائر على القطر، منوهاً بأن الإدارة رفدت المشفى بأجهزة حديثة منها الطبقي المحوري وجهاز أشعة متطور وجهاز إيكو نسائي وغيرها من الأجهزة.
واعترف حلاوة بمعاناة العاملين من وسائل النقل التي يمتلكها المشفى وأغلبيتها قديمة ومتهالكة وعمليات الإصلاح مكلفة واستهلاكها للوقود كبير وهو ما يحمل المشفى أعباء مالية إضافية، عدا نقص المحروقات حيث يتم إيقاف باصات المبيت نحو ستة أيام بالشهر بسبب عدم كفاية المحروقات، إضافة إلى أن آليات المشفى لم تعد كافية للعدد الكبير من العاملين، ما يضطرنا إلى التعاقد مع وسائل نقل خاصة أصحابها يتعاملون بمزاجية ويطلبون أسعاراً فلكية لمبررات شرائهم مادة المحروقات من السوق السوداء، الأمر الذي يكلف المشفى مبالغ مالية كبيرة، علماً أن أغلبية العاملين بالمشفى من المقيمين بمحافظتي دمشق وريف دمشق.
وطالب حلاوة بخط كهرباء ساخن ومستقر ومعفى من التقنين، مشيراً إلى أن عدم استقرار التيار الكهربائي يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأجهزة الكهربائية التي تقدر بمليارات الليرات، كما أن الطبقي المحوري لا يعمل إذا كانت شدة التيار منخفضة ولذلك يتم تشغيل المولدة التي تستهلك كميات كبيرة من المازوت، وهذا أدى إلى نقص كمية المحروقات بالمشفى، مضيفاً إن جهاز الطبقي المحوري بحاجة إلى منظمات كهربائية للحفاظ على استقرار التيار الكهرباء وهذه الأجهزة غير متوافرة في السوق المحلية.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن