تراجع سهم بنك كريدي سويس أكثر من 30 في المئة إلى مستوى قياسي جديد الأربعاء بعدما قال المساهم الرئيسي فيه إنه لن يقدم المزيد من المساعدة المالية للعملاق المصرفي السويسري المتعثر.
هرع السعوديون لمساعدة بنك كريدي سويس عبر المشاركة في رأسماله في تشرين الثاني/نوفمبر. لكن البنك الأهلي السعودي، أكبر مساهم في بنك كريدي سويس، “ليس لديه” خطط لزيادة الاستثمار في البنك السويسري “لأسباب عدة” على ما أعلن رئيس مجلس إدارته عمار الخضيري، مضيفا أن أبسطها هي القضايا “التنظيمية”.
في الساعة 13,12 بتوقيت غرينتش، شهد ثاني أكبر بنك في سويسرا انخفاضًا في سعر سهمه بنسبة 30,13 في المئة إلى 1,565 فرنكًا سويسريًا فقط للسهم، ليصل إلى أدنى مستوى تاريخي جديد له.
وشهدت القيمة السوقية لمصرف كريدي سويس انخفاضات شديدة هذا الأسبوع بسبب مخاوف من انتقال عدوى انهيار مصرفين أميركيين بالإضافة إلى تقريره السنوي الذي أشار إلى “نقاط ضعف جوهرية” في الضوابط الداخلية.
متحدّثا في مؤتمر القطاع المالي في السعودية الأربعاء، قال رئيس مجلس إدارة بنك كريدي سويس أكسل ليمان إن المصرف لا يحتاج إلى مساعدة حكومية، مضيفا أنه سيكون من غير الدقيق مقارنة المشكلات التي يواجهها بانهيار مصرف “سيليكون فالي بنك” (إي في بي) الأميركي، بسبب الاختلاف في التنظيم.
وتابع ليمان “لدينا نسب رأسمال قوية، وميزانية عمومية قوية” مشيرا إلى أنهم بدأوا تنفيذ خطة إعادة الهيكلة الجذرية للبنك التي كشف عنها في تشرين الأول/أكتوبر.
لكن يبدو أن خطابه لم يساهم في كبح هبوط قيمة أسهمه أو منع المخاوف من الانتشار خارج حدود سويسرا.
فقد دعت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن الأربعاء السلطات السويسرية إلى التدخل و”تسوية” المشكلة مضيفة أنه من المقرر أن يتحدث وزيرا المال الفرنسي والسويسري خلال الساعات القليلة المقبلة.
من جهته، قال المحلل في شركة “فينالتو” التجارية نيل ويلسون “إذا كان بنك كريدي سويس يواجه فعلا مشكلة وجودية، فإننا سنكون أمام واقع مر حقيقي. فالمصرف يُعتقد أنه أكبر من أن يقع”.
بنك كريدي سويس هو واحد من 30 مصرفا على مستوى العالم تعد أكبر من أن تنهار، ما يجبره على تخصيص المزيد من السيولة النقدية لمواجهة أي أزمة.
وسجّل المصرف خسارة صافية مقدارها 7,3 مليارات فرنك سويسري (7,8 مليارات دولار) لسنة 2022 المالية.
وجاء ذلك بعد عمليات سحب هائلة للأموال من قبل عملائه، بما في ذلك في قطاع إدارة الثروات، وهو أحد النشاطات التي يعتزم المصرف إعادة التركيز عليها كجزء من خطة إعادة هيكلة كبرى.
وبعدها تخلت معظم أسواق الأسهم في الخليج عن مكاسبها في التعاملات المبكرة لتغلق على انخفاض اليوم الأربعاء لتقتفي أثر البورصات العالمية إذ اعترى الأسواق حالة من القلق بعد أن قال أكبر مستثمر في بنك كريدي سويس إنه لا يمكنه تقديم المزيد من المساعدة المالية للبنك السويسري.
وواصلت أسهم القطاع المصرفي التي تعرضت لضربة بعد انهيار بنك سيليكون فالي خسائرها مع فقد سهم بنك كريدي سويس نحو ربع قيمته لينخفض ??إلى أدنى مستوياته على الإطلاق.
وتراجعت أسهم البنك الأهلي السعودي 2.7 بالمئة مسجلة أدنى مستوياتها منذ فبراير شباط 2021.
وخسر البنك الأهلي السعودي نحو 25 مليار دولار من قيمته السوقية منذ 27 أكتوبر تشرين الأول بعد أن تعهد بالاستثمار في بنك كريدي سويس الذي يعاني من أزمات.
وتراجع المؤشر السعودي 1.6 بالمئة متأثرا بانخفاض سهم شركة أرامكو 2.9 بالمئة لدى تداوله بعد انتهاء الحق في الأرباح النقدية وهبوط سهم رتال للتطوير العمراني 1.2 بالمئة.
وتراجع المؤشر القطري واحدا بالمئة مع هبوط معظم الأسهم المدرجة فيه، بما في ذلك سهم بنك قطر الدولي الإسلامي الذي انخفض 5.8 بالمئة.
وهبط مؤشر بورصة أبوظبي 0.7 بالمئة.
وواصلت أسعار النفط، وهو محفز رئيسي للأسواق المالية في الخليج، خسائرها مع وصول خام برنت إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر بسبب قلق الأسواق العالمية إزاء بنك كريدي سويس، مما فاق أثر الآمال المعقودة على انتعاش الطلب الصيني على النفط.
وأغلق مؤشر دبي على ارتفاع قدره 0.2 بالمئة منهيا ست جلسات من الخسائر لكنه قلص المكاسب بعد أن كان قد صعد بأكثر من واحد بالمئة في التعاملات المبكرة.
وقال أحمد نجم رئيس أبحاث السوق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى (إكس.إس.كوم) إن تحولا في معنويات الأسواق العالمية بعد مخاوف انهيار بنوك أمريكية قد يقود سوق دبي إلى مرحلة التعافي مع عودة المستثمرين إلى السوق.
وأضاف “في الوقت نفسه، سيظل المتداولون في حالة حذر من تطورات الأسواق العالمية وقرارات البنوك المركزية المقرر صدورها هذا الأسبوع والأسبوع المقبل”.
وخارج منطقة الخليج، هبط المؤشر القيادي للبورصة المصرية 4.2 بالمئة مع خسارة سهم المجموعة المالية هيرمس بأكثر من 12 بالمئة.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم