متطلبات سورية لابد منها

| كتب:أنس جودة

مهما زادت وتيرة التقارب العربي فهو محكوم بسقف الاغاثة ولايمكنه تجاوزها بدون اطار سياسي مرحلي يتضمن مسارات امنية واقتصادية وحقوقية وسياسية  تساعد البلاد والمجتمع السوري على عودة التواصل وتحرك عجلات التنمية .

التقارب لن يكون عفويا ولامجانيا بل هناك متطلبات ضرورية ليكون الاستقرار مستداما، وهي متطلبات سوريّة قبل أي شيء آخر تتلخص بالوصول لآليات تعزز المشاركة محليا ووطنيا، واغلاق ملفات المختطفين والمعتقلين والمغيبين، والتقدم بملف اللاجئين، وتحسين المناخ الاستثماري بضرب الفساد وتغيير منطق الجباية والسلبطة، والأهم إطلاق مسار حوار وطني جدي .

كل السوريين خاسرون، وقد تكون السلطة أقوى الخاسرين، ولكن قطعا ليس هناك من هو منتصر والبلاد تتهاوى أمام أعيننا وكل مايتم التفكير به هو لقاءات شكلية للوفود، وتعديلات بسيطة على عدد من الاجراءات .

وصلنا إلى هذه المرحلة من الاستقرار لانه مازال هناك من هو مؤمن بالدولة ويرفض الفوضى خوفا مما هو أعظم من انعدام الأمن بكل أشكاله، وهذا الموقف ينطبق على السوريين بقدر ماينطبق على كل الدول المتدخلة بالشأن السوري، ولكن عندما يظهر فشل المقاربات السطحية في الانتقال لمرحلة جديدة، وتتدهور الأمور لتصبح الفوضى معممة، أو تتحرر بعض الدول من التزاماتها المحلية وتعود لرفع شروطها، عندها ستتغير كل المواقف ولن تفيد الرهانات قصيرة المدى، فمصلحة الاستقرار فوق كل شيء.

(سيرياهوم نيوز ٣-صفحة الكاتب)