براحتي يديه يخلع طرفيه الاصطناعيين اللذين سيرافقانه مدى حياته، مستعداً لدخول المسبح ومتحدياً إصابته التي يعتبرها وسام شرف وإخلاص للوطن ويقول: “لا شيء مستحيلاً أنا من يتحكم بظروفي..” بهذه العبارة استهل جريح الوطن محمد جفان حديثه لنشرة سانا الشبابية.
وبعزيمة بادية على ملامحه، أضاف: “التحقت بالجيش العربي السوري في مدينة حمص، وكنت سائق عربة (بي ام بي)، أصبت بقذيفة هاون عام 2015 وهي الإصابة الثانية، حيث كانت الأولى بفخذي وعدت للقتال فداء للوطن.
وتابع: “فتحت عيني لأجد نفسي في المستشفى مقطع الطرفين السفليين، وعلمت حينها أنني في مرحلة جديدة من حياتي تحتاج الصبر والقوة والإرادة، لم يكن الأمر سهلاً، وقضيت فترة طويلة في المنزل، وكانت والدتي الداعم الأكبر حينها”.
بعد عام من العلاج انتقل جفان إلى مرحلة جديدة وهي تركيب الأطراف الاصطناعية ليستطيع المشي، وأضاف: “قررت في هذه المرحلة أن أرفع اسم وطني من خلال السباحة التي كانت هوايتي منذ الصغر واحترفتها، حيث شاركت بأول بطولة عن طريق مشروع جريح الوطن، وتعلمت رياضة السباحة بفضل تشجيع المدربين مثل البطل العالمي صالح محمد والمدرب علاء حرموش، وخضت بطولات عدة، عام 2021 حصلت على المركز الأول بسباق الـ 50 متراً، وعام 2022 حصلت على المركز الثاني بسباق الـ 100متر، وحالياً أستعد لبطولة ستقام الشهر العاشر في الصين.
لم تثن إصابة جفان من عزيمته في البحث عن عمل يعيله، فقام ببيع الإكسسوارات وطباعة الصور على الخشب في محله، من خلال تعويض قدمه له مشروع جريح الوطن، وتمكن من خلاله أن يتزوج ويرزق بطفلتين، حيث يقول عن طفلتيه: “تقومان بحمل طرفي السفليين عندما أخلعهما، واستقبالي عندما أعود إلى المنزل، وهذه اللحظات تجعل مني أباً قوياً”.
عندما ترى جفان تتعلم منه حب المساعدة للآخرين، وهذه السمة برزت في عدة مواقف منها زيارة أهالي رفاقه الشهداء والاطمئنان عنهم دوماً، وتصميم دراجات نارية للمصابين من رفاقه الجرحى بعد نجاحه بتصميم دراجته بنفسه، أيضاً دعمه لابنة أخته التي تعاني من خلع ولادة، فقد قدم لها العلاج الفيزيائي الذي تعلمه، ما ساعدها على المشي، ويطمح أيضاً لتعليمها وتعليم أبنائه السباحة، وأيضاً يدعم رفاقه في السباحة ويشجعهم على خوض البطولات.
تعددت طموحات جفان فسلك طريق الدراسة درباً جديداً، حيث تقدم لامتحانات شهادة التعليم الثانوي، ويطمح لدراسة العلاج الفيزيائي، ليعالج المصابين والجرحى.
لزوجة جفان دور كبير في حياته، فهي تدعمه في كل خطوة يقوم بها، حيث تقول: “محمد رغم إصابته يتحمل مسؤولية العائلة، ويقدم الدعم لي ولأطفالي فأنا أحب طاقته الإيجابية، وبنظري هو سليم معافى”.
سيرياهوم نيوز 4_سانا