حذر الكاتب والباحث والمستشرق الإسرائيليّ، الضابط المُتقاعِد د. مردخاي كيدار، من أنّ إيران تخطط لشنّ هجوم مشترك على إسرائيل في المستقبل القريب، يشمل جميع القوات الموجودة تحت تصرفها في الدول العربية.
وقال كيدار، الذي خدم سنواتٍ طويلةٍ في شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، قال في مقالٍ له بموقع (ماكور ريشون) العبريّ، إنّه تردد كثيرًا قبل نشر المقال لأنّه قد يتسبب في ذعر للإسرائيليين، مُضيفًا: “لكن من المستحيل ألّا يكونوا على دراية بتلك الأشياء، ولا سيما أنّ هذه الأمور تهمهم وتهم أمنهم ووجودهم”، إضافة إلى أنّ هناك بعض الأمور التي تظهر من حين لآخر في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ولذلك قرر كيدار أن يعرضها هنا في مقاله.
ونقل الكاتب تقييمات عن مصدر، وهو مغترب من الشرق الأوسط يعيش في أوروبا ويؤيِّد إسرائيل، وعلى اتصال مستمر بأشخاص في إيران والعراق. وقال المصدر إنّ إيران تخطط لإطلاق هجومٍ مشتركٍ على إسرائيل في المستقبل القريب يشمل جميع القوات الموجودة تحت تصرفها في الدول العربية.
وقال الكاتب إنّ (حزب الله) و (حماس)، يمتلكان عدة آلاف من الصواريخ والطائرات بدون طيار وبعضها دقيق، في لبنان. أمّا في سوريّة فهناك 17 وحدة قتالية (ميليشيات) مسلحة وجاهزة، لافتًا إلى أنّ إيران نقلت إلى سوريّة عددًا كبيرًا من الصواريخ والطائرات بدون طيار الجاهزة للإطلاق.
أمّا في العراق، فهناك عشرات الميليشيات المسلحة بالصواريخ والطائرات بدون طيار، وفي اليمن يمتلك الحوثيون صواريخ وطائرات بدون طيار بعيدة المدى من الممكن أنْ تصل إلى إسرائيل، أمّا في غزة، فحماس والجهاد الإسلامي تتمتعان بصواريخ قادرة على تعطيل قواعد الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية.
ووفقًا للتقييم الذي نقله الكاتب، فمن المرجح ألّا ترسل إيران أيّ شيءٍ من أراضيها إلى إسرائيل حتى لا تعرض نفسها للانتقام.
وأضاف كيدار تحت عنوان (هجوم مشترك من سوريّة) والعراق ولبنان واليمن وغزة وداخل إسرائيل.. سيناريو يوم القيامة”، أنّ إيران ستشن الهجوم بحجة “واجب العالم الإسلامي في إنقاذ المسجد الأقصى من الاحتلال وقمع الإسرائيليين”، مشيرًا إلى أنّ الهجوم سيكون منظمًا وشاملاً ومتكاملاً ومنسقًا على إسرائيل.
مرحلة الهجوم الأولى
وستكون المرحلة الأولى عبارة عن وابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار من جميع الساحات المذكورة في وقت واحد، والتقدير الإيراني هو أنّ مخزون صواريخ (القبة الحديدية) سينفد خلال ساعتين إلى ثلاث ساعات من بدء الهجوم الجوي، وبعد ذلك تصير سماء إسرائيل آمنة للصواريخ الإيرانية ويتضرر سلاح الجو.
والمرحلة الجوية الأولى ستكون مصحوبة بهجوم إلكتروني على أنظمة البنية التحتية الإسرائيلية، وبعد يوم كامل من الهجوم السيبراني ووابل الصواريخ والطائرات بدون طيار التي ستضرب قواعد القوات الجوية والبحرية وقواعد الجيش والكهرباء والحوسبة والاتصالات والبنية التحتية للطرق والمياه، ستبدأ المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية
وبحس المستشرق، ستكون المرحلة الثانية عبارة عن هجوم بري منسق من لبنان وسوريّة وغزة بواسطة المشاة والدراجات والمركبات ذات الدفع الرباعي المزودة بأسلحة مضادة للدبابات، وسوف يعبر هؤلاء الحواجز ويهاجون القوات البرية الإسرائيلية للوصول إلى المستوطنات الإسرائيلية في أسرع وقت ممكن.
انهيار القوات الإسرائيليّة
وبحسب الإيرانيين، فإنّ تعبئة الاحتياط ستستغرق عدة أيام وستكون جزئية على الأكثر بسبب الفوضى التي ستنشأ في جميع أنحاء إسرائيل، كما أنّ تعزيزات الجيش الإسرائيليّ لن تصل في الوقت المناسب إلى الجبهات المختلفة وبالتالي ستنهار القوات النظامية في غضون ساعات في مواجهة الهجوم البري.
إضعاف معنويات الجمهور
وسيركز اجتياح القوات البرية من سوريّة ولبنان وغزة المستوطنات الإسرائيلية بهدف إضعاف معنويات الجمهور الإسرائيليّ وإجبار الحكومة على الاستسلام من أجل إنقاذ أرواح العديد من الإسرائيليين الذين ستأسرهم الجماعات العربية والإيرانية، وستزيد وسائل الإعلام الإسرائيلية وخصوصًا وسائل التواصل الاجتماعي حالة الذعر بين الجمهور الإسرائيلي.
دور الفلسطينيين
أمّا عن الفلسطينيين في تلك الحرب، فليس من الواضح الدور الذي ينسبه الإيرانيون لهم، ولكن من المرجح أنّ حماس والسلطة الفلسطينية ستحضان على بذل كلّ ما في وسعهما لإلحاق الأذى بالإسرائيليين والجيش والشرطة والمدنيين، بالإضافة إلى الهجمات على المستوطنات والقواعد العسكرية.
وبحسب الكاتب، يتوقع الإيرانيون من العرب في الجليل والمثلث والنقب، أيْ عرب الـ 48، القيام بأعمال ضد الجيش الإسرائيلي والدولة الإسرائيلية مثل إغلاق الطرق وإلحاق الضرر بالجسور وسكب النفط على الطرق وإغلاق التقاطعات وإتلاف خطوط الضغط العالي ومهاجمة المستوطنات اليهودية، لافتًا إلى أنّ تلك العمليات ستلحق ضررًا كبيرًا بإسرائيل وقدرتها على الصمود أمام الهجوم البري، ومن ناحية أخرى ستكلف هذه العمليات المهاجمين ثمنًا زهيدًا.
رد الفعل الدولي
وعن رد الفعل الدولي، ستدعو روسيا والصين (حلفاء إيران) كلا الجانبين إلى وقف العنف، وستدعمان إيران بشكل شبه علني وتزودها بمعلومات عمّا يحدث في إسرائيل، وستنضم تركيا إلى الدعوة لوقف الأعمال العنيفة لكنها ستدعم إيران ضمنيًا.
وفي العالم العربي والإسلامي، ستخرج حشود من أجل مظاهرات دعم لإيران وسعيها للقضاء على إسرائيل، على غرار الدعم الذي قدمته الجماهير لحسن نصر الله في حرب لبنان الثانية عام 2006.
ولن تتدخل الحكومات الأمريكية والأوروبية عسكريًا، بل ستكتفي بالكلمات لأنّه لا أحد في الغرب يبحث عن ساحة قتالٍ أخرى إلى جانب الحلبة الأوكرانية، التي تفرغ مستودعات ذخيرة الناتو وتجفف رغبة قادته في التدخل في حروب.
“إذا أردنا العيش فعلينا الاستعداد للأخطبوط الإيرانيّ”
وقال الكاتب: “لا أعرف مدى واقعية هذا السيناريو، هجوم جوي وبري على إسرائيل، ولكن حتى لو كانت فرصة حدوثه في المستقبل المنظور واحد بالمائة فقط، يجب على دولة إسرائيل أنْ تتصرف كهيئة واحدة، ومن المهم جدًا أنْ يعمل التحالف مع المعارضة، من أجل تهيئة البلاد لهذا السيناريو، وبالنسبة للجيش يتم تهيئته بكافة أسلحته وقواته وقواعده، وأيضًا الشرطة، والبنية التحتية الكهربائية، والاتصالات والنقل، وإدارة الطوارئ، وإمدادات الغذاء والمياه وغيره”،
وخلُص المستشرق د. كيدار إلى القول: “إذا كان الجمهور الإسرائيلي يريد أنْ يعيش، فعليه الاستعداد، عقليًا وماديًا، للحرب مع الأخطبوط الإيرانيّ”، على حدّ قوله.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم