بات في حُكم المرجّح أن تشهد الحدود شمالي الأردن مع جنوبي سورية المزيد من التوتر خلال الأيام القليلة المقبلة على هامش تصعيد أردني محتمل في مواجهة رسائل أمنية وتصعيد من الجماعات المنظمة او العصابات التي تحترف تهريب المخدرات بكافّة أصنافها وإغراق المنطقة بها عبر الحدود مع الأردن.
ويبدو أن الجانب الاردني بدأ مع إخفاق السلطات السورية السيادية في فرض السيطرة الأمنية على المنطقة يتصرف بما كان قد أبلغه للجانب السوري سابقا قبل عدّة أشهر فقد ذكر وزير الخارجية أيمن الصفدي في لقاء لم يخصص للنشر مع نخبة من الإعلاميين أنه وضع نظيره السوري فيصل المقداد عندما زار عمان بصورة الإستراتيجية الأردنية أو قواعد الاشتباك فيما يخص تهريب المخدرات.
آنذاك قال الصفدي إن الأردن يعتبر التصدّي لمكافحة المخدرات قادمة من سورية الأولوية الأولى على صدارة أجندته الأمنية وتم إبلاغ المقداد بأن الأردن سيضطر إلى ملاحقة مهربي المخدرات في العمق السوري إذا ما استمر خطرها.
ويبدو أن طائرات عسكرية أردنية وجّهت قبل يومين في ساعات الفجر الأولى ضربات محددة لما وصف بأنه ورش خاصّة لصناعة المخدرات بهدف نقلها عبر الأراضي الأردنية وتسويقها وترويجها ويبدو أن حبوب الكبتاجون السورية الشهيرة أصبحت تُثير اهتمام المجتمع الدولي أيضا.
الأردن حصل على أضواء خضراء من كل من روسيا والولايات المتحدة لإنضاج وإتمام ومواصلة عملياته الأمنية حتى في مناطق التماس في العمق السوري على الحدود العريضة بين الجانبين.
وبدا لافتا للنظر أن السلطات الأردنية لم تُعلن عن توجيه ضربات محددة.
لكنها أعلنت قبل خمسة أيام عن إسقاط طائرة مسيرة حاولت العبور والتسلل بطريقة غير قانونية وهي الطائرة المسيرة الخامسة التي تُرسلها إلى الأجواء الأردنية العصابات أو المجموعات المسلحة والتي تصفها السلطات الأردنية في بيانات رسمية بأنها عصابات مرتبطة بأجندة ميليشيات مسلحة ذات أهداف إرهابية.
وتعهّد الأردن في عدّة بلاغات وبيانات رسمية علنا بالتصدي لأي محاولة لاختراق الحدود الأردنية بأصناف المخدرات أو غيرها.
ومن المرجح أن الجانب الأردني حصل على دعم وإسناد من بعض الدول الكبرى في حربه العلنية على المخدرات السورية وتوقعت تقارير معمقة أن تُبادر السلطات الأردنية لإجراء مطاردات وجمع معلومات استخبارية في مناطق التماس في العمق السوري.
وتتوقع هذه التقارير أن الحدود الأردنية السورية ستشهد وبموافقة ضمنية من سلطات دمشق أو عدم اعتراض مباشر منها عملية تصعيد أمنية قوامها تطبيق قواعد الاشتباك الأردنية في عدم الوقوف عند التصدي لمحاولات تهريب المخدرات بل ضرب سلسلة من المصانع أو ورش تصنيع المخدرات في بعض القرى شرقي وجنوبي درعا والتي تعتبرها السلطات الأردنية بعد رقابة ومعلومات عبر الاقمار الصناعية من مواقع إنتاج وتصدير الحبوب المخدرة.
لم يُعرف بصورة علنية موقف السلطات السورية، لكن يبدو أن تفاهما أمنيا من طراز ما جرى خلف الكواليس بين الجانبين.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم