«الغريب» دراما اجتماعية في قالب تشويقي مثير … عندما تجبر الظروف رجل القانون على مخالفته

 

| مصعب أيوب

 

 

انطلق يوم الخميس 7 أيلول الجاري عرض مسلسل «الغريب» الذي يطل من خلاله الفنان بسام كوسا بعد أن تغيب في الموسم الرمضاني المنصرم عن الجمهور ليجدد العهد مع محبيه، وتناصفه البطولة الفنانة فرح بسيسو، والغريب من تأليف لبنى حداد ولانا الجندي وأخرجته صوفي بطرس ويشارك في بطولته جمال قبش وسعيد سرحان ومحمد عقيل والوجهان الشابان آدم الشامي وساندي نحاس.

 

تشويق وإثارة

 

تدور أحداث العمل في قالب اجتماعي ممزوج بالتشويق والإثارة بطريقة أو أخرى، تبدأ الحكاية بمشاهد لعائلة القاضي النزيه يوسف ميرعلم «بسام كوسا» وسلسلة من الأوقات العائلية الدافئة بين الأب يوسف وزوجته «فرح بسيسو»، وابنيهما رامي (آدم الشامي) وعلا «ساندي نحاس» التي ترتبط بقصة حب مع أحدهم ويتقدم لخطبتها، ولكن لظرف قاهر تضطر العائلة الآمنة والهانئة للهروب خارج سورية بعد أن يقدم الابن رامي على قتل صديقه إيهاب عن طريق الخطأ، فتجد العائلة نفسها في موقف حرج لا تحسد عليه، لتبدأ مرحلة جديدة من التغيرات والصعوبات والتحديات في رحلة العائلة للبحث عن العيش والحياة الآمنة والنأي بالنفس بعيداً، لأن يوسف شعر بأن الخطر بدأ يحوم حول عائلته بعد أن صوبت بعض طلقات نارية نحوه أثناء قيامه بتسليم ابنه لينال جزاءه القانوني وهو ما جعله يتراجع عن قراره ويسعى لحمايته لكي لا تطوله يد أعوان «أبو إيهاب» المتسلط وصاحب النفوذ والأفعال غير الشرعية وهو ما أتاح لابنه إيهاب «يزن الريشاني» أن يأمر مرافقته بضرب صديقيه رامي ووائل قبل عدة أيام لتستفز فعلته هذه حمية وائل ويقوم بتوجيه بعض اللكمات له برفقة رامي الذي طلبه وائل قبل بزوغ الفجر عند الساعة الثالثة والنصف صباحاً لتتم بعض المناكفات التي ترمي إيهاب قتيلاً عن طريق الخطأ.

 

محام ماكر

 

يؤدي الفنان جمال قبش شخصية المحامي فاروق الذي يسعى لتحقيق مآربه الشخصية وبسط نفوذه من خلال القضايا الشائكة التي يتوكل بها والكثير من الأعمال الخارجة على القانون التي يسعى بطرقه الخاصة إلى شرعنتها باستخدام أذرعه المتفرقة هنا وهناك، وكان في وقت سابق قد وقع في عدة سجالات مع القاضي يوسف بسبب عدم نزاهة قضايا فاروق، ولكن عندما تحل المصيبة بيوسف يكون أول المبادرين إلى مساعدته وحمايته وهو من يوعز باستخدام شبكة علاقاته بتهريب عائلة يوسف إلى لبنان بعد أن يقدم لهما مبلغاً مادياً لتسيير أمورها وبطبيعة الحال هو من يملي على خليل التعليمات، ولكن ما غايته وما الذي يخبئه؟ الحلقات القادمة لديها الخبر اليقين.

 

شاب متسلط وعاطفي

 

الممثل اللبناني سعيد سرحان الذي يعرف نفسه بأنه (القصة كلها) يؤدي شخصية «خليل» في العمل وهو الشاب المتسلط صاحب النفوذ والأعمال غير القانونية والذي يبسط سلطته في الحي العشوائي بدعم من «البيروتي» الذي يوفر الغطاء لأعماله وتجاوزاته، لكنه في الوقت ذاته هو شاب عاطفي ممتلئ بالمشاعر اللطيفة تجاه فتاة لا تبادله المشاعر نفسها ويحاول أن يقحم نفسه في قلبها عنوةً وتزداد الأمور تعقيداً عندما يتقدم لخطبتها من أخيها ويكون جوابها الرفض ولاسيما بعد أن يتكون شيء ما في داخلها تجاه الضيف الجديد رامي.

 

يكون خليل في استقبال العائلة الهاربة من دمشق ويقدم لها جميع التسهيلات والمساعدة من تأمين للسكن والملابس والبطاقات الشخصية المزورة إلى أن يوفر عملاً في محل تجاري يملكه ليوسف وغير ذلك.

 

البطولة النسائية

 

تتربع فرح بسيسو الأم الغيورة على حماية عائلتها، على قمة هرم الحضور النسائي في العمل بشخصية «ناديا» التي تسعى بشكل دؤوب إلى مساندة زوجها وتقديم العون له والتخفيف عنه بعد المصاب الذي لحق بالعائلة، متناسيةً معاناتها ومرضها، فهي لا تبخل أبداً بأن تبيع ما تملك من مجوهرات من أجل إعالة عائلتها برفقة زوجها، علاوة على أنها تكابر على مرضها وتحاول أن تخفيه كي لا تسبب لعائلتها القلق، وفي مساعيها الحثيثة للخروج من المأزق الذي حل بالعائلة تجد لنفسها عملاً في أحد البيوت كمعدة للطعام من دون أن تخبر عائلتها.

 

وتشاطرها البطولة النسائية الممثلة الشابة ساندي نحاس مؤديةً دور «علا» التي لا تستطيع التعايش والتأقلم مع الحياة الجديدة ولا يمكنها الانسجام مع الأجواء الغريبة التي اختلفت بشكل جذري عما اعتادت عليه في كنف والدها من عز وجاه وترف، فلا المسكن كما تهوى ولا الأصدقاء ولا الجيران، ولا يمكنها التنقل خارج المنزل كما اعتادت أو قضاء أوقات ممتعة برفقة أصحابها، والأهم من هذا وذاك أنها لم تعد قادرة على التواصل مع الشخص الذي أحبته لأن «خليل» أوعز للجميع بعدم التواصل مع أحد في سورية، لا تترك «علا» والدتها وسط العراك وتحاول جاهدة من خلال مواقع التواصل أن تثبت براءة أخيها من الجريمة التي نسبت إليه، إضافة إلى انتسابها إلى إحدى الجمعيات الخيرية التي تقوم برعاية المحتاجين والتي من المرجح أن من يدعمها هو (البيروتي) نفسه.

 

البيروتي

 

هو رجل يدعي أنه بسبب عارض صحي أصاب ابنه قبل حوالى 17 عاماً اضطر لمغادرة البلاد تاركاً مكان عمله ليجد نفسه محكوماً بجناية الاختلاس والسرقة وهو ما منعه من العودة إلى بلده، ولكن بطرقه الخاصة استطاع تكوين ثروة كبيرة والعودة لتأسيس إمبراطوريته الخاصة التي يصبح (يوسف) أحد أهم رجالها وتنشأ علاقة ودّ قوية بينه وبين البيروتي عقب نجاح يوسف ببعض الاختبارات التي خضع لها، علاوة على وجود (فاروق وخليل) في رأس قائمة رجالاته.

 

فهل من الممكن أن يتورط القاضي النزيه ورجل القانون بأعمال غير قانونية أكثر ويغرق في وسط لم يتوقع يوماً أن يكون فيه، أم من الممكن أن تحل عقدة مشكلته ويعود إلى حياته السابقة؟ وما الذي يمكن أن تكون عليه حالة العائلة بعد أن خطط الابن رامي للهجرة إلى أوروبا؟

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن