الآثار السورية إلى أين؟!

لا يخفى على أحد ما عانته الآثار السورية على معظم الجغرافيا السورية خلال سنوات الثورة من تدمير وقصف طال البنية التحتية لها ناهيك بعمليات التنقيب والسرقة التي لم يكن ليجرؤ شخص على القيام بها لولا أنه كان محمياً أمنياً وهو ما يتطلب منا اليوم العمل الدؤوب لحماية تاريخنا وحضارتنا.

“الوطن” تواصلت مع المدير العام للآثار والمتاحف محمد نظير عوض الذي كشف أن هناك عدة محاولات ومبادرات باتت ملموسة مؤخراً من عدة جهات خارجية لإبرام الاتفاقيات بشأن الترميم والصيانة لعدد كبير من المواقع الأثرية التي طالتها يد الإجرام، ولكن حالة عدم الاستقرار التي تعيشها سورية اليوم هو ما يؤخر ذلك ولاسيما أننا في فترة انتقالية ولا بد من الانتظار إلى أن تحسم معظم الأمور الشائكة، لافتاً إلى أنه خلال السنوات الماضية تم إبرام اتفاقيتين مع كل من الجانبين الهنغاري والعماني بشأن ذلك وكان من المرجح الانتهاء من عمليات الترميم بحلول نهاية عام ٢٠٢٣ ولكن الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل نحو عامين حال دون ذلك، إذ فاقم الزلزال العقبات وزاد الصعوبات وجعل الأمر أكثر تعقيداً بحيث أثر عنفه بشكل واسع على عدد كبير من المواقع والمعالم الأثرية.

وأشار عوض إلى أن عمليات الحفر والتنقيب العشوائية التي تشهدها معظم المناطق السورية اليوم تضر بتاريخ وإرث سورية، ووصفها بالكارثية لأنها مدمرة للتراث الثقافي علاوة على أنها تغيب معلومات تاريخية مهمة، والتنقيب عملية علمية ومنهجية ومدروسة ولا يمكن لأي شخص القيام به، لافتاً ألى أن عمليات الحفر منوطة فقط بالدولة السورية المتمثلة بالمديرية العامة للآثار والمتاحف وكل شخص يقوم بعمليات التنقيب العشوائي فإنه يتعدى على تراث شعب بأكمله، مؤكداً أن السرقة من المواقع الأثرية لا تقل خطورة عن السرقة من المتاحف لأن هذه المواد تمتلك خاصية ووظيفة اجتماعية واقتصادية وتعريفية وتاريخية مهمة.

كما توجه عوض إلى جميع من يمارس هذه المهنة بالتوقف عن ذلك لما فيها من ضرر لتراث وتاريخ البلد داعياً إلى التسلح بالوعي والمسؤولية ، مشيراً إلى ضرورة النظر في خطورة هذا الأمر وعواقبه البعيدة.

أخبار سوريا الوطن١_الوطن أون لاين