نرقد في القبر وننتظر ..!

د.ريم حرفوش

التزموا منازلكم ضعوا وشاحاً على الرقاب ..
بالذبح جاؤونا هكذا تقول الحكاية ..
عليكم أن تخافوا ..
الخوف يجعلنا نحفر القبر .. نرقد فيه وننتظر ..
نموت كل يوم بعدد الثواني ونحن واقفون ..
نبتسم ..
نعلق نعواتنا نتبادل العزاء ..
نتبادل العناق الصامت بنظراتنا دون بكاء ..
ماعاد في المقل للدمع مكان ..
يغتالنا الحزن الأنيق فقدت كلمات الرثاء معناها ..
حنيننا وجع نتنفسه صباح مساء ..
نشتاق وفي بعض الاشتياق هلوسات للفرح الماضي ..
أين أنتم ..
نلقي التحية على قلوب فقدناها ..
يأكل الندم أعماقنا ..
كيف لم نعش لحظات الحب بكل جوارحنا ..
كفن الشوق يغلّف يقظتنا ..
لم نتوقف عن الخيبة
لم نتوقف عن الحياة ..
لم نتوقف عن الحب ..
نبضة تصبح بحراً وسماء ..
تنهيدةٌ تعلو لحناً وغناء ..
الشمس تشرق حتماً بعد كل ظلام ..
والوطن .. طفلٌ يكبر ..
يرتدي أجمل ماعنده ويتعطر ..
يحمل الغيوم في جيوبه الممزقة ..
يمطر .. يمطر ..
ربما دمع ربما ذكريات ..
فوق الأنقاض ترقص الأطياف ..
يلوح لهم يحتضنهم يقبلهم ..
يبكي .. ويبكي ..
يضحك .. ويضحك ..
يجعل من وشاحه لهم كفن ..
يمضي ..
يمضي …….
اخرجوا من التابوت ..
لم نخلق للموت ..
على وسع المدى جموح الجنون ..
الحد الأقصى للصراخ لابد أن يصل للسماء ..
معركة تقاتل فيها ذاتك حتى لا تستسلم ..
الانهزام قيد ..
ومعصمك أيها السوري ..
لايقبل القيد .. ولا الانهزام ..
(أخبار سوريا الوطن ٢-صفحة الكاتبة)