بدأنا نفقد بوصلة الحياة ..

د.ريم حرفوش

اختفى من قاموس الجدال كلمتي نعم و لا ..
ابتسامات لامبالية ساخرة ..
نظرات التجاهل وملامح يتلاشى فيها التعبير ..
لاتسل عن النبض ..
ماعاد يتسارع عند السلام ..
وماعادت تضحك العينان ..
الحب في زمن الموت رفاهية ..
كيف أقول أحبك ..
وكل الأشياء هنا تجعلك تشعر بالبكاء ..
والطرقات بيننا يسكنها الموت ..
نحن والدموع منذ زمن ..
نكثنا اتفاقيات الصبر ..
تحايلنا على مسببات الفرح ..
لتهبنا مع الغيم الشارد نجوم السعادة ..
كيف امتلأ العمر بالحزن و الكٱبة ..
فنجان القهوة البحري طعمه مالح ..
ينعي لقاءاتنا ويودِعها
نعوش الانتظار و الخيبة ..
لم يعد أحد يأتي من خلف الغياب ..
لاورود لاهدايا لا مواعيد لقاء ..
أرجوحة الرحيل ماعادت ترميني صدفة بين ذراعيك ..
أنت قاسٍ كما النسيان ..
كلاكما تأبيان للقلب ارتياح ..
كم من شهيق بعمق الجراح ..
يسحب الروح من الأضلاع ..
الليل عندما يستضيف ذاكرتي المزدحمة بك ..
يطول ويطول ..
تفيض الوسادة بالذكريات ..
أحكم قبضتي لأحتويك ..
تتغلغل كرائحة القهوة ورغيف خبز شهي ..
فاض بعطرك الوجد .. ورحل ..
تركني عالقة مع حقائبك المحشوة الفوضى ..
كم بداية وكم نهاية وكم من الوعود والخذلان ..
ليس حباً إن كنت قادراً على التخلي ..
ليس إنصافاً أن نترك أمنياتنا في مهب الريح ..
الاشتياق قدر كيف نتحداه ..
كيف ندرب ذاتنا على الهجران ..
أصابنا الزهايمر لكثرة مامحينا من الصور والأشياء ..
ضحايا المشاعر ..
يطاردنا الماضي والحاضر ..
احترق الجناحان ..
في منتصف المسافة بين الواقع والخيال ..
عالقون في العزلة ..
بلا جواز سفر ..
لا نحن باقون ..
ولا نحن نغادر ……….
(أخبار سوريا الوطن ٢-صفحة د.ريم)