أجلت السلطات السورية صباح الاثنين عائلات بدوية من مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، في اليوم الثاني من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضع حداً لمواجهات دامية أوقعت أكثر من 1100 قتيل خلال أسبوع.
وجاءت أعمال العنف الأخيرة، في وقت تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع السبت بحماية الأقليات ومحاسبة جميع “المنتهكين من أي طرف كان”. ودخل وقف إطلاق النار الذي أعلنته السلطات السبت حيز التنفيذ عملياً الأحد، بعيد انسحاب مقاتلي البدو والعشائر من مدينة السويداء التي استعاد المقاتلون الدروز السيطرة عليها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين عن تسجيل “خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار”، تمثلت بـ”إطلاق قذائف وهجمات بطائرات مسيّرة من قبل مسلحي العشائر على” محاور عدة في شمال مدينة السويداء.
وشاهد مراسل “فرانس برس” على مشارف السويداء أربع حافلات وسيارات خاصة تُجلي عائلات من البدو بينهم نساء وأطفال، خرجت باتجاه مراكز إيواء في محافظتي درعا المجاورة ودمشق بالتنسيق مع الهلال الاحمر العربي السوري.
وقال إن قوات الأمن السوري رفعت سواتر ترابية تفصل بين أطراف بلدة بصر الحرير في درعا ومدينة السويداء ومحاور أخرى في ريف المدينة الغربي، بينما تجوّل خلفها عدد من العناصر، وبجانبهم عدد من مقاتلي العشائر بملابسهم التقليدية وأسلحتهم الخفيفة. وقد توزعوا تحت الأشجار وعند جانبي الطريق.
واندلعت الاشتباكات في 13 تموز/يوليو بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، وسرعان ما تطورت الى مواجهات دامية تدخلت فيها القوات الحكومية ومسلحي العشائر، وشنّت اسرائيل خلالها ضربات على محيط مقار رسمية في دمشق واهداف عسكرية في السويداء. وأسفرت عن مقتل أكثر من 1100 شخص، الجزء الأكبر منهم دروز، وفق المرصد.
جثث مجهولة الهوية
يقول مسؤول في الطبابة الشرعية في مستشفى السويداء الوطني لوكالة “فرانس برس”، من دون الكشف عن اسمه: “سلمنا 361 جثة إلى عائلات أصحابها، بينما لا يزال لدينا 97 جثة مجهولة الهوية”.
ودخلت الأحد قافلة مساعدات إنسانية مدينة السويداء، هي الأولى منذ بدء المواجهات، تحمل وفق ما أفاد مسؤول في الهلال الأحمر السوري سللاً غذائية ومستلزمات طبية وطحيناً ومحروقات وأكياسا للجثث.
وبحسب تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “خرجت المستشفيات والمراكز الصحية في السويداء عن الخدمة” وسط “نقص واسع في الغذاء والماء والكهرباء وتقارير عن جثامين غير مدفونة ما يثير مخاوف حقيقية على الصحة العامة”.
وأشار التقرير إلى أن الوصول إلى السويداء “لا يزال مقيداً للغاية”، لافتاً إلى أنه “في حين تم مناقشة فتح ممرات، إلا أن الوصول الميداني الفعلي لم يؤمن بعد لتنفيذ عمليات إنسانية واسعة النطاق”.
128 الف نازح
وأوقعت الاشتباكات التي تخللتها عمليات اعدام وانتهاكات، 1120 قتيلاً منذ اندلاعها في 13 تموز/يوليو، بينهم قرابة 300 مدني درزي، بحسب حصيلة للمرصد الأحد. كما دفعت أكثر من 128 ألف شخص الى النزوح من منازلهم، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وتعاني قلة من السكان ما تزال تلازم منازلها في السويداء من انقطاع الكهرباء والماء، فيما الغذاء شحيح مع استمرار إقفال المحال التجارية.
وجاء إعلان الرئاسة السورية السبت عن وقف لإطلاق النار بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة عن هدنة بين سوريا وإسرائيل التي تعهدت مرارا بحماية الدروز. وسبق لها أن حذّرت السلطات الانتقالية من أنها لن تسمح بوجود قواتها في جنوب سوريا على مقربة من هضبة الجولان التي تحتل أجزاء واسعة منها منذ 1967.
وأتاح الاتفاق بدء انتشار قوات الأمن الداخلي في أجزاء من المحافظة، من دون المدن الكبرى بينها السويداء، بعيد انسحاب مقاتلي العشائر والبدو.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار