الصداع النصفي: 6 أعراض غير متوقعة

 

 

يُعدّ الصداع النصفي أحد أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً، إذ يصيب نحو 40 مليون شخص في الولايات المتحدة، وفق تقرير حديث نشرته مجلة «تايم». ورغم انتشاره، يبقى هذا الاضطراب من أكثر الحالات صعوبة في التشخيص، وقد يستغرق الأمر أكثر من عشر سنوات لتحديده بدقة بسبب اختلاف الأعراض بين المرضى.

 

يقول رئيس «عيادة الصداع» في مركز UTHealth Houston Neurosciences في ولاية تكساس، الدكتور حميد حمدي، في حديثه للمجلة:

«يعتقد كثيرون أن الصداع النصفي مجرد متلازمة صداع، لكن الحقيقة أنه حالة معقّدة تشمل أعراضاً أخرى لا يدركها الناس غالباً».

ويضيف أن حتى أطباء الأعصاب قد لا ينسبون جميع الأعراض إلى الصداع النصفي قبل استبعاد أمراض خطيرة مثل الجلطات.

 

وفي تقريرها، جمعت مجلة «تايم» آراء عدد من الأطباء لتسليط الضوء على ستة أعراض غير متوقعة للصداع النصفي لا ترتبط بالصداع نفسه:

 

1. اشتهاء الطعام قبل النوبة

 

يدخل بعض المرضى في مرحلة تُعرف بـ«البادرة» (Prodrome) قبل يومين أو ثلاثة من ظهور الصداع، حيث تظهر تغيّرات في المزاج والطاقة والتركيز والنوم. ومن أبرز علاماتها **اشتهاء أطعمة معيّنة** مثل الشوكولاتة أو الأطعمة المالحة.

ويقول الدكتور حمدي: «كنا نعتقد أن الشوكولاتة تسبّب الصداع النصفي، لكننا نعلم الآن أن الرغبة في تناولها جزء من المرحلة التمهيدية للنوبة».

 

2. اضطرابات في الرؤية

 

يعاني نحو 20% من المصابين مما يُعرف بـ«الهالة البصرية» (Visual Aura)، وهي تغيّرات مؤقتة في الرؤية تشمل ظهور خطوط متعرّجة أو بقع لامعة أو فقدان مؤقت للبصر.

 

ويشرح الدكتور توماس برافو، مدير «مركز الصداع» في جامعة لوما ليندا بكاليفورنيا، أن السبب هو «موجة من النشاط الكهربائي والكيميائي التي تعبر الدماغ»، مؤكداً أن هذه الظاهرة تزول عادة خلال 20 إلى 60 دقيقة.

 

3. صعوبة في الكلام

 

قد يواجه بعض المرضى حبسة كلامية مؤقتة (Aphasia) تمنعهم من التعبير أو تكوين جمل مفهومة أثناء النوبة، وهي حالة قد تُشبه أعراض السكتة الدماغية.

ويقول برافو: «نرى هذه الحالات كثيراً في غرف الطوارئ، وغالباً ما نجري فحوصات لاستبعاد الجلطات قبل تأكيد أن السبب هو الصداع النصفي».

 

4. حساسية مفرطة للحواس

 

ترافق نوبات الصداع النصفي في كثير من الأحيان حساسية مفرطة للضوء أو الأصوات أو الروائح.

ويقول برافو إن هذه الحساسية قد تتراوح بين انزعاج خفيف وألم فعلي، فيما يوضح الدكتور براين غيرهاردستاين من «معهد JFK للأعصاب» أن بعض المرضى يعانون من الألودينيا اللمسية، أي الحساسية المفرطة حتى للمس الخفيف مثل تمشيط الشعر أو ملامسة الملابس.

 

5. تغيّرات حركية

 

هناك نوع نادر يُسمّى «الصداع النصفي الشللي النصفي» (Hemiplegic Migraine) يسبّب ضعفاً أو شللاً مؤقتاً في جهة واحدة من الجسم.

ويقول غيرهاردستاين: «قد تضعف عضلات الوجه أو الذراع أو الساق أثناء النوبة ثم تعود لطبيعتها، لكنها تُشبه السكتة الدماغية، ما يستدعي تشخيصاً سريعاً».

 

6. ألم بطني وغثيان

 

بعض المرضى يُصابون بما يُعرف بـ«الصداع النصفي البطني» (Abdominal Migraine)، الذي يسبب آلاماً شديدة في المعدة وغثياناً وقيئاً متكرراً، أحياناً من دون وجود صداع فعلي.

ويُعتقد أن السبب هو اضطراب في محور الأمعاء–الدماغ، وهو ما يجعل هذه الحالة أكثر شيوعاً بين الأطفال ويصعب تشخيصها بدقة.

 

الأسباب وخيارات العلاج

 

تؤكد مجلة «تايم» أن أسباب الصداع النصفي متعددة، تشمل العوامل الوراثية والهرمونية والكيميائية العصبية. النساء أكثر عرضة للإصابة بثلاث إلى أربع مرات من الرجال، ما يرجّح دور هرمون الإستروجين.

كما تلعب اختلالات في السيروتونين والدوبامين والغلوتمات دوراً رئيسياً في تحفيز النوبات.

 

ويحذر الأطباء من أن الصداع النصفي قد يتفاقم بمرور الوقت إذا لم يُدار بشكل جيد أو في ظل أنماط حياة تتسم بقلة النوم والتوتر المزمن.

وتشمل الخيارات الحديثة للعلاج الأدوية الموجّهة وأجهزة التحفيز العصبي، إضافةً إلى الأدوية الوقائية للمرضى الذين يعانون نوبات متكررة أسبوعياً أو أكثر.

 

الخلاصة

 

الصداع النصفي ليس مجرد ألم في الرأس، بل اضطراب عصبي معقّد يمكن أن يؤثر في الحواس والحركة والجهاز الهضمي.

 

الوعي بالأعراض غير التقليدية يُساعد على التشخيص المبكر والعلاج الفعّال، ما يمنح المرضى فرصة لحياة أكثر راحة وجودة.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١- الأخبار