عشيّة اللقاء المزمع عقده الإثنين المقبل في مدينة ميامي الأميركية، بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، والهادف إلى اتخاذ «قرار حاسم» بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أفيد بأنّ «ترامب سيعرض على نتنياهو رؤيته لطريقة دفع المشروع قدماً، والقرارات التي يتعيّن اتخاذها في هذا السياق»، وفقاً لما نقلته صحيفة «هآرتس» عن مصادر مطّلعة. ويتركّز الاهتمام الإسرائيلي حالياً على الربط بين نزع سلاح حركة «حماس» واستمرار انسحاب جيش الاحتلال من القطاع، إضافة إلى مطلب «كشف ما تبقّى من أنفاق الحركة وتدميرها»، والذي تراه تل أبيب ضمانة لعدم عودة «التهديد الأمني».
إلا أنه بحسب مصادر مصرية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإنّ «النقاشات مع المسؤولين الأميركيين في الأيام الماضية شهدت توافقاً أوّلياً على أنّ القوة الدولية المزمع إدخالها إلى القطاع لن تكون مسؤولة عن نزع سلاح حماس»، بينما يجري البحث عن «آلية فلسطينية – فلسطينية لجمع السلاح وإعادة حصره في سياق خطة إعادة الإعمار». واعتبر مسؤول مصري شارك في الاتصالات أنّ «التهديدات الإسرائيلية لم تعُد مقنعة، في ظلّ التزام المقاومة بوقف إطلاق النار، في مقابل خروقات إسرائيلية يومية، إضافة إلى ضغط أميركي متزايد لعدم إفشال الاتفاق، حتى مع استمرار التعقيدات المرتبطة بمراقبة التطبيق». وأشار المصدر إلى أنّ ما رصدته القاهرة في أثناء اجتماع ميامي الأخير، كشف عن ما سمّاها «ضغوطات واضحة» تمارسها واشنطن على تل أبيب للالتزام بالتهدئة، رغم ما وصفه بـ«النبرة الاستعلائية» للمسؤولين الإسرائيليين، مضيفاً أنّ الوسطاء، وفي مقدّمهم مصر، «لا يملكون سوى التعويل على الضغط الأميركي لتحقيق تقدّم».
وتأتي هذه التطورات في وقت أنهى فيه جيش الاحتلال ما وصفه بـ«تطهير» المناطق الواقعة شرق الخط الأصفر من السلاح، أي ما يعادل 52% من مساحة القطاع، وذلك في سياق التمهيد للمرحلة الثانية. كما تأتي في ظلّ تزايد المؤشرات إلى اقتراب العثور على جثة الجندي ران غويلي، التي أبلغ جيش الاحتلال الوسطاء بأنّ «استعادتها شرط حاسم للانتقال إلى المرحلة التالية». وفي الاتجاه نفسه، شدّد الوزير إيلي كوهين، عضو «المجلس الوزاري المصغّر»، على أنّ «عودة جثة غويلي شرط ضروري»، مشيراً إلى أنّ «الكثير من الأنشطة تجري تحت السطح» لتحقيق تلك العودة، مضيفاً أنّ مسألة «نزع سلاح حماس» حتمية بالنسبة إلى إسرائيل، التي ترى نفسها «الجهة الوحيدة القادرة على تنفيذ ذلك».
تأكّد إرجاء لقاء نتنياهو – ترامب – السيسي حتى إشعار آخر
وفي خضمّ تزايد التحرّكات في اتجاه إقفال المرحلة الأولى من الاتفاق، كُشف عن خطة أميركية باسم «مشروع شروق الشمس»، لإعادة إعمار القطاع. وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، فإنّ الخطة أعدّها فريق بقيادة المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، وصهر ترامب جاريد كوشنر، وتهدف إلى تحويل غزة من «مدن خيام إلى مدينة تكنولوجية متطورة» مزعومة، عبر استثمارات ضخمة تقدّر بـ112.1 مليار دولار في أثناء عشر سنوات. ويتمحور المشروع حول إنشاء مدينة جديدة باسم «رفح الجديدة» في جنوب القطاع، تستوعب نصف مليون نسمة، وتشتمل على 100 ألف وحدة سكنية، وعشرات المستشفيات، ومئات المدارس، مع تحويل الساحل إلى مركز اقتصادي وتجاري. وتُشترط في كل مرحلة من مراحل التنفيذ الأربع، «إزالة كاملة للأنفاق والأنقاض قبل البدء بأعمال البناء». وتعتزم واشنطن تغطية 20% من الكلفة عبر المنح وضمانات الديون، على أن يُستكمل المبلغ من دول الخليج وتركيا ومصر، في حين سيتمّ تسديد جزء من الدين عبر استثمار 70% من الساحل تجارياً، ابتداءً من السنة العاشرة. وبمعزل عن طموحات إدارة ترامب، تعترف مصادر أميركية بوجود «ثغرات» كبيرة في المشروع، أبرزها «غياب الأمن والاستقرار، وعدم وجود حلّ مؤقّت لنازحي الحرب في أثناء سنوات البناء، فضلاً عن عدم وجود التزامات مالية نهائية حتى الآن».
لا لقاء بين السيسي ونتنياهو
تأكّد إرجاء اللقاء المرتقب بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى أجل غير مسمّى، وذلك رغم محاولات تل أبيب وواشنطن تأمين عقده في إطار مناقشة الترتيبات الأمنية والسياسية المقبلة. وأبدى السيسي استعداده لعقد لقاء قريب مع ترامب في البيت الأبيض، من دون أن يكون هذا اللقاء مرتبطاً بالزيارة المرتقبة لنتنياهو، والتي كان يُفترض أن يتخلّلها اجتماع ثلاثي بحضور الرئيس الأميركي.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار
syriahomenews أخبار سورية الوطن
