آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » الأم التي رمت طفليها من النافذة: سليمة أم مريضة نفسياً؟

الأم التي رمت طفليها من النافذة: سليمة أم مريضة نفسياً؟

تقرير زينب حمود

لا ينفك ح. ص. ابن الخمس سنوات يردّد على مسامع الممرّضين في مستشفى رياق في البقاع والقوى الأمنية وكل من يزوره: «ماما كبتني من الشباك». يكرّرها بنبرة لا تخلو من الصدمة. الصدمة ذاتها تعتري كل من يسمع بقصة السيدة التي رمت طفليها (الثاني في عمر السنتين) من نافذة منزلها في بلدة الصويري في البقاع الغربي «لأنّي لا أريد أن يعيشا في هذه الحياة»، كما قالت عند استجوابها عن سبب فعلتها. عائلتها تؤكد أنها تعاني من اضطرابات نفسية وارتكبت فعلتها من دون أن تكون واعية، لكنّ الزوج وأفراد عائلته ينفون ذلك ويشيرون إلى أنها «سليمة وهي فعلاً لا تريد ولديها».

 

في تمام العاشرة والنصف من صباح السبت الماضي، وبينما كان أ. ص. سوري الجنسية من إدلب، يؤدي واجب عزاء، وصله خبر مفاده أن زوجته (27 عاماً) رمت طفليهما من الشرفة، ما أدى إلى مقتلهما. «لا أعرف كيف وصلت إلى المنزل وحملتهما إلى مستشفى الأطباء في المنارة»، يقول. وينقل عن الجيران أن «الأم كانت تنوي رميهما من الشرفة عن الطابق الثالث لكنها تراجعت عندما تفاجأت بزوجة صاحب المنزل في الأسفل فجرّتهما إلى النافذة، ونشكر الله أن هذا ما حصل لأن ارتفاع الشرفة أعلى من النافذة، وتحت الشرفة يوجد باطون، ما كان سيؤذيهما أكثر».

ad

 

يرقد الطفلان في مستشفى رياق في البقاع بعدما نُقلا من مستشفى الأطباء. الابن الأكبر ح. يعاني كسراً في ضلعه ورضوضاً في جسده. أما الأصغر ل. فـ«حالته صعبة»، بحسب والده، إذ «لا يزال منذ يوم الحادثة يرقد في العناية المشدّدة، ويعاني كسوراً في رجله وضلعه ونخاعه الشوكي، وفي إحدى الرئتين كما تأذّت معدته، وتصيبه نوبات صرع بشكل متكرر».

أمسك الجيران بالأم بينما كانت تتحضّر للهرب باتجاه سوريا، واتصلوا بفرع المعلومات في قوى الأمن الداخي الذي نقلها إلى مخفر بيادر العدس في البقاع الغربي. ورفع زوجها أ. ص. دعوى قضائية ضدها بتهمة الشروع بقتل الطفلين، متهماً عائلتها بـ«تلفيق قصص أنها مريضة عقلية لإطلاق سراحها»، مشدّداً على أنها «سليمة وبكامل قواها العقلية». وتتناقل المعلومات عن ضغوط أو وساطات تجري لكي يسحب الزوج الدعوى.

جدة الطفلين للأب ف. ص. تروي أنه «منذ سبع سنوات تزوج ابني ابنةَ عمه، وكانت لديها تصرفات غريبة، لكن، عندما تجلس معها تجدها إنسانة طبيعية». قبل ثلاثة أشهر أنجبت في الشهر السابع من الحمل «طفلاً مشوهاً عاش في الحاضنة يومين فقط وتوفي، وأعتقد أن السبب هو محاولاتها المتكرّرة لإجهاضه، فقد ضربت بطنها مراراً أثناء الحمل وأوقعت نفسها عن الدرج لأنها، على حد قولها، لا تريد أطفالاً مكرّرة السؤال: لماذا تأتي بهم إلى هذه الحياة؟». ثم، وقبل نحو شهر من الحادثة الأخيرة هربت السيدة من المنزل لمدة 28 يوماً، وعثرت عليها القوى الأمنية ليلاً في قرية قبرشمون في عاليه، وعادت إلى منزل أهلها «بحالة غير طبيعية، تحكي أموراً من خيالها، حتى إنها حملت سكيناً مهددة بقتل نفسها إذا ما أعدناها إلى زوجها»، كما يقول شقيقها ح. ص. الذي يؤكد على كلام الزوج بخصوص سلوكها غير المتّزن قبل الحادثة الأخيرة. ويضيف أنه «منذ سنتين غادرت إلى مركز أبعاد ومكثت فيه شهراً كاملاً لم نعرف عنها شيئاً خلاله حتى رجعت وهي بكامل قواها العقلية، لا ندري فعلاً ماذا دهاها حتى فعلت ما فعلته». ويشير الشقيق إلى أن الزوج يعاملها بإحسان لكنها تقول لا أريده، وعندما تصل إلى المحكمة للطلاق تعدل عن رأيها وتطلب العودة إلى منزلها».

ad

 

في الخلاصة، يؤكد الشقيق أن أخته في حالة «يرثى لها»، فرغم ما أقدمت عليه تقف بثبات و«صفر مشاعر». ويردّ على من يتهمه بادّعاء عدم صحتها العقلية بإثباتات اطّلعت عليها «الأخبار» تشير إلى إصابتها بانفصام الشخصية، حسب تشخيص طبيب أمراض الجهاز العصبي رضا أبو شاهين في تقرير بتاريخ 18 تشرين الثاني من العام الماضي، وصف فيه دواء Depia الذي يؤخذ في الحالات العصابية، وهو من مضادات الذهان وانفصام الشخصية واضطراب ثنائي القطب.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا ضابط ولا رقيب ولاضمير .. ومناظر لن أنساها ماحييت!!

  سعاد سليمان اليوم ، وكما في كل يوم .. مشاهد راسخة حين تمر امام فرع من فروع المصرف التجاري في طرطوس . هناك يزدحم ...