الرئيسية » السياحة و التاريخ » المخطوطات الشامية والأندلسية المشرقية.. حكاية التاريخ العربي

المخطوطات الشامية والأندلسية المشرقية.. حكاية التاريخ العربي

تكتنز مكتبة الأسد الوطنية في أرشيفها الخاص عشرات آلاف المخطوطات التي جمعت وأهديت من مكتبات سورية وعربية في شتى أنواع المعرفة وتعود لعصور متباينة.

هذا الكنز المعرفي كما ونوعا الذي تحتفظ به مكتبة الأسد ولم يكشف الباحثون إلا عن جزء منه تقيم لأجله المكتبة ندوات مستمرة تستضيف خلالها باحثين أكاديميين وآخرها كان ندوة “المخطوطات الشامية ودورها الثقافي المعرفي”.

ومن المشاركين في الندوة الباحث الدكتور محمد رضوان الداية الذي كانت له يد في تحقيق عدد من أشهر المخطوطات في اللغة والأدب حيث عرض للأهمية التاريخية والعلمية للمخطوطات الشامية عن المخطوطات الأندلسية الأصل والمنسوخة بالخط المشرقي ومنها الشعر منوها بما تحويه مكتبة الأسد من مخطوطات للأندلسيين سواء كانت بخط أندلسي أو مشرقي أو مغربي والتي تقوم بدور مهم في حركة الفكر العربي وعلومه وقضاياه كالطب والصيدلة والهندسة والفقه والحديث واللغة وغيرها.

وأشار الدكتور إياد الطباع في محوره بعنوان “تحقيق المخطوطات الشامية” إلى الجهود الكبيرة والمميزة لعلماء دمشق وبلاد الشام في تحقيق النصوص العربية القديمة ولا سيما مع تأسيس مجمع اللغة العربية بدمشق حيث بدأت إرهاصات هذا العمل 1908 على يد العلامة محمد كرد علي أحد أوائل محققي المخطوطات في القرن العشرين باعتباره وضع البذرة الأولى في منهج تحقيق النصوص العربية معرفا بالكتب التي حققها كرد علي وصفات المحقق التي تحلى بها والتي تعتبر إحدى ركائز هذا العلم إضافة إلى كيفية دراسة المخطوط لديه ومنهجه في نسخ الأصول وعمله في تحقيق النصوص.

وتحدث الدكتور نزار أباظة في محوره عن علماء الشام الذين أسهموا في حفظ المخطوطات وتوثيقها ودراستها واهمية ما تركوه من ارث ثقافي ومعرفي كبير كالدكتور صلاح الدين المنجد وشكري فيصل والشيخ طاهر الجزائري وجمال الدين القاسمي وغيرهم الكثير لافتا إلى أن هذه المخطوطات كانت متناثرة في المكتبات القديمة فقام هؤلاء العلماء بجمعها وحفظها في المكتبة الظاهرية التي كانت الانطلاقة الأولى لهم ليبدؤوا بإصدار دفائن هذه المخطوطات وتحقيقها وتعريف الناس بها ضمن مجمع اللغة العربية برئاسة العلامة محمد كرد علي ومن ثم اضطلعت مكتبة الأسد بهذا الدور باعتبار المخطوطات تمثل تراثنا وجزءا من ثروتنا الوطنية.

مدير عام مكتبة الأسد إياد مرشد تحدث عن دور المكتبة في حفظ المخطوطات وإتاحتها للباحثين والمحققين المعاصرين لأن المخطوط ورق ينبض بالحياة والعلم والمعرفة والأدب كاشفا أن المكتبة تحتفظ بنحو 19 ألف مخطوط من خيرة المخطوطات العربية وتتناول الفلسفة والعلوم والأدب وكل جوانب المعرفة وهي متاحة للباحثين والدارسين كما أجريت دراسات وبحوث على نحو 8 آلاف مخطوط وأكثر من 5300 باحث استفادوا من هذه المخطوطات التي تقوم المكتبة بحفظها وجمعها والاعتناء بها وترميمها حيث لديها قسم من أهم أقسام ترميم المخطوطات في المنطقة العربية.

شذى حمود

سيرياهوم نيوز 5 – سانا
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حركة سياحية نشطة في مدينة بصرى الشام

تستعيد مدينة بصرى الشام حركتها السياحية من جديد بفضل تكاتف وتعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي النشط لإظهار الوجه الحضاري والتاريخي لها، حيث استقبلت اليوم ...