آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » تصعيد كلامي ينهي «هدنة فيينا»: المفاوضات النووية تنتظر الأصعب

تصعيد كلامي ينهي «هدنة فيينا»: المفاوضات النووية تنتظر الأصعب

الجوّ المشحون الذي خيّم على المفاوضات النووية، بعد توقّفها يوم الجمعة، من أجل التشاوُر، تواصَل خلال عطلة نهاية الأسبوع، في ظلّ تسعير الاتهامات بين مختلف الأطراف المشاركة، إضافة إلى الجانب الإسرائيلي. ومن المتوقّع أن يستمرّ هذا الجو خلال الأيام المقبلة، في انتظار ما سيحمله استئناف المفاوضات منتصف الأسبوع الحاليتوحي غالبية التصريحات الصادرة في الأيام الماضية، والتي أعقبت توقُّف الجولة الجديدة من المفاوضات النووية، في انتظار استئنافها منتصف هذا الأسبوع، بأن ما سيأتي سيحمل صعوبات وعراقيل، ربّما أكبر ممّا شهدته الجولات السابقة، منذ بدئها في نيسان الماضي. تبادُل الاتهامات بين مختلف الأطراف، الغربية من جهة، والإيرانية من جهة أخرى، ودخول الجانب الإسرائيلي بقوّة على خطّ تسعير الخطاب والاستفزازات، تارةً عبر المطالبة باعتماد «الحزم» مع إيران، وطوراً بالدعوة إلى عدم «الرضوخ لابتزازها»، يشي باحتمالات كثيرة، ستتراوح بين السيّئ والأسوأ، خصوصاً في ظلّ التهديدات باحتمال خروج واشنطن من التفاوض غير المباشر في فيينا. 

الولايات المتحدة، التي اتّهمت إيران، أخيراً، بعرقلة المفاوضات، بينما تواصل الأخيرة تطوير برنامجها، حذّرت من أنها «لا يمكنها أن تقبل» هذا الوضع، لكنّها لم تُغلق باب الحوار. ونقلت وسائل إعلام عدّة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، كان عائداً من المفاوضات في العاصمة النمساوية، أن «إيران لم تُظهر موقف بلد يفكّر جدياً في عودة سريعة» إلى اتفاق عام 2015. وأشار إلى أنها مع عودتها إلى فيينا، قدّمت طهران «اقتراحات تشكّل تراجعاً عن كلّ التسويات التي اقترحتها»، من نيسان إلى حزيران، وذلك بهدف «الاستفادة من كلّ التسويات التي طرحها الآخرون، وخصوصاً الولايات المتحدة، والمطالبة بالمزيد». المسؤول الأميركي أردف مؤكّداً أنه «لا يمكن أن نقبل بوضعٍ تُسرِّع فيه إيران وتيرة برنامجها النووي، مع المماطلة في دبلوماسيّتها النووية»، مكرّراً تحذيراً وجّهه إليها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.
بناءً على ما تَقدّم، رأى البعض أن واشنطن تبدو على وشك مغادرة المفاوضات، أكثر ممّا بدت عليه في أيّ وقت، إذ تقول إنها تستعدّ «لوضع لم يَعُد من الممكن فيه» إنقاذ الاتفاق. إلّا أن المسؤول المُشار إليه أكد أن قرار قطع الحوار وتنفيذ الخطة «ب»، التي لا تزال خطوطها العامّة غير واضحة، والتي تهدّد بإغراق المنطقة في اضطرابات، لم يُتّخذ بعد. ولفت إلى أن واشنطن تأمل في أن تعود طهران، قريباً، إلى هذه المحادثات «مع استعداد للتفاوض بجدية». عموماً، يتطابق الاستنتاج الأميركي مع ملاحظات المفاوضين الأوروبيين، الذين عبّروا عن «خيبة أملهم وقلقهم» إزاء المطالب الإيرانية، بعد أيّام على استئناف مفاوضات فيينا. وقال ديبلوماسيون كبار، من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إن «طهران تتراجع عن كلّ التسويات التي تمّ التوصل إليها بصعوبة»، خلال الجولة الأولى من المفاوضات، بين نيسان وحزيران، مندّدين بما وصفوه بأنه «خطوة إلى الوراء».

اتّهم مسؤول إيراني إسرائيل بمحاولة التشويش على المحادثات من خلال شنّها «حرباً نفسية»


إلّا أن اللافت أن كلّ هذه التصريحات، تزامنت مع تصعيد الجانب الإسرائيلي تحرّكاته، التي لا يمكن إلّا أن يصبّ في إطار عرقلة التفاوُض في فيينا. إذ دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قبل يومين، إلى الإنهاء الفوري للمحادثات. وحذّر الولايات المتحدة من ما وصفه بـ»ابتزاز نووي» تستخدمه إيران كـ»تكتيك للتفاوض». ثمّ، شدّد، في مستهل اجتماعات الحكومة الإسرائيلية أمس، على ضرورة «أن تدفع إيران الأثمان لخرقها الاتفاق النووي». ودعا الدول التي تتفاوض معها، إلى اتّباع نهجٍ حازم ضدّها. ولم يكتفِ بينيت بذلك، بل حثّ مَن وصفهم بـ»أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة»، على استخدام خيارات مختلفة لمواجهة الاندفاع الإيراني في مجال التخصيب. تصريحات بينيت جاءت بعدما كان رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، قد غادر تل أبيب، متوجّهاً إلى واشنطن، لإجراء محادثات تتركّز على الملف النووي الإيراني. ووفقاً لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، من المتوقّع أن يُطلع برنيع الجانب الأميركي، على معلومات استخبارية حديثة جمعتها إسرائيل. وكان هذا الأخير قد تعهّد، قبل أيام، بأنّ إيران لن تملك سلاحاً نووياً، لا في القريب العاجل، ولا على المدى البعيد.
وردّاً على ما تَقدّم، اتّهمت وزارة الخارجية الإيرانية، واشنطن، بوضع العراقيل أمام مفاوضات فيينا. ورأى مسؤول في الخارجية الإيرانية أن إحياء الاتفاق النووي رهنٌ بإظهار الأوروبيين إرادة ومرونة، معتبراً أن عدم رغبة واشنطن في التراجع عن رفع جميع العقوبات عن طهران، يُعتبر عقبة أساسية أمام المفاوضات. واتّهم المسؤول الإيراني، إسرائيل، بمحاولة التشويش على المحادثات، من خلال شنّها ما وصفها بـ»الحرب النفسية»، القائمة على نشر الأخبار الكاذبة، لكي تؤثّر سلباً في أجواء التفاوض. ويأتي ذلك بينما أكّد غلام حسين إسماعيلي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، أن بلاده جادّة تماماً في مفاوضات فيينا، مشيراً إلى أنّ هدفها النهائي من المفاوضات، هو إلغاء العقوبات مع الحفاظ على كرامة البلاد. ونقلت وكالة «إرنا» عن إسماعيلي قوله، أمس: «كنّا على استعداد لمواصلة المفاوضات، إلّا أن الأطراف الأخرى رأت أنّها بحاجة إلى التوجّه إلى عواصمها لمناقشة القضايا المعروضة».

(سيرياهوم نيوز-الاخبار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تأهّب جماعي في أوروبا: شبح انفلات «داعش» يعود

سعيد محمد     لندن | رفعت فرنسا حالة التأهّب الأمني في البلاد إلى أعلى درجة، بعدما أعلن رئيسها، إيمانويل ماكرون، أن تنظيم «داعش – ...